الثورة نت|
قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إن الأعداء يحاولون استهدافنا في ديننا لأنهم يعرفون ما يمثله لنا وما له من أهمية من حمايتنا وأنه عندما نتمسك به نتحرر من سيطرتهم.
وأوضح السيد القائد خلال الدرس الرابع من وصية الإمام علي لابنه الحسن عليهما السلام اليوم الخميس، أن الدين والمسؤوليات التي فيه تتجه للإنسان لإصلاح نفسه وواقع حياته، فالله غنيٌ عن أعمالنا.. مشيرا إلى أنه عندما تؤدي الأمة مسؤولياتها الدينية تحظى بالمنعة والعزة والقوة وتتحرر بالمفهوم الحقيقي الصحيح من سيطرة الطغاة والظالمين.
وأضاف أن الإنسان المؤمن عليه أن يدرك أن اللوم من الأساليب التي يحارب بها من يتجه الاتجاه الصحيح، وبالتالي لا تكون مفاجئة له ولا تهزه في مواقفه وقناعاته.. لافتا إلى أنه في هذا الزمان يلام الإنسان حتى على تمسكه بالأسس المعروفة في الإسلام، وفي تبنيه بالمواقف الصحيحة الواضحة كالشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يلام حتى من الساحة العربية وممن ينتمون إلى الإسلام لأنه متمسك بقضيته التي هي من أوضح القضايا.. قائلا: إن حكومات وأنظمة وشخصيات دينية وجهت اللوم لشعبنا العزيز وهو يدافع عن نفسه وأرضه وحريته واستقلاله، ولم توجه اللوم للمعتدي المجرم الذي قتل آلاف الأطفال والنساء.
ولفت السيد القائد إلى أن الإنسان المؤمن يحسب حساب ما بينه وبين الله، ما الذي يريده الله مني هذا هو المهم، وما هو الموقف الحق الذي أمرني الله به.
وأوضح قائد الثورة أن اللوبي اليهودي الصهيوني ومعه الغرب الكافر يروج للجرائم الأخلاقية، ويعملون على كسر كل القيم والضوابط الشرعية والأخلاقية، ويعيبون على الإنسان المسلم الملتزم ما هو فيه من التزام.. مبينا أن ما يروج له اللوبي اليهودي الصهيوني والغرب الكافر هو أسوا حتى من التخلف، فهو انحطاط عن المرتبة الإنسانية وسلوك حيواني غريزي همجي.
وأضاف أن الأعداء يروجون لجريمة المثلية الشنيعة وهي من أفظع الأمور وشذوذٌ عن الفطرة الإنسانية وحتى الحيوانية.. مؤكدا على ضرورة التصدي لهذه الهجمة لأن الذي يلام هم الذين يتجهون بالناس في صف الباطل وينصرون الطاغوت والاستكبار وينشرون الفاحشة والسوء.
وبين أن الحق هو الأساس الذي بني عليه الدين بكله، فهدى الله وتعليماته وشرعه ونهجه وقرآنه هو الحق.. مشيرا إلى أننا كمسلمين ننطلق على أساس أن ديننا هو الحق، فنتمسك به ونلتزم به ونتبعه لأن ما سواه هو الباطل.
وقال إن الأمة إذا تخلت عن الحق وسيطر عليها الباطل فالنتيجة خطيرة، إذا ساد الباطل نتج عن ذلك شر كبير على الناس في حياتهم وعاشوا مخاطر أكبر مما تخوفوه في تمسكهم بالحق، فالشدائد التي يخوضها الإنسان من أجل الحق لها إيجابيات ونتائج عظيمة، تلك المواقف التي وقفتها وأن تخوض الغمرات محسوبةٌ عند الله سبحانه وتعالى.
وشدد السيد القائد على وجوب أن تكون نظرتنا إلى الدين صحيحة وأن نعي أهميته وقيمته فيما يتعلق بحياتنا في الدنيا والآخرة، وأن ندرك أن تعليمات الله التي تنتظم بها حياتنا في كل مجالاتها هي تعليمات من منطلق رحمة الله ولمصلحتنا نحن حياتنا ومستقبلنا.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن الله تعالى شرع للإنسان ما يناسبه في تكوينه وطبيعة حياته فهو خالقه والعالم بما يناسبه.. موضحا بأن هناك 3 مشكلات تعاني منها الأمة في علاقتها بدينها، الأولى هي الجهل، حيث لا يهتم كثير من المسلمين بأن يتعلموا الدين ويتعرفوا عليه.
وأضاف أن المشكلة الثانية هي الفهم المغلوط للدين، فقد حُرف الكثير من المفاهيم التي قدمت للأمة بشكل مغلوط.. مشيرا إلى ا، الأمة عانت من مشكلة الفهم المغلوط للدين منذ وقت مبكر لأن الطغاة والمفسدين سعوا لتحريف الكثير من المفاهيم ثم بقيت الأجيال تتناقلها وتثق بها.
وأشار إلى أن المشكلة الثالثة في علاقة الأمة بدينها هي التجزئة، العمل بجزء من الدين ونبذ الجزء الآخر وهذا كان له نتائج سلبية في الواقع.. مبينا أن من أهم ما عُطل من الدين أثره وبرنامجه التربوي الحقيقي الذي يزكي النفس البشرية ويبنيها لأداء مهامها بشكلٍ راقٍ.
ولفت إلى أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله عُطلت في الأمة وهي مهمة جدا لإصلاح واقع الأمة وعزتها ونهضتها، وهذا التعطيل ترك أثرًا سلبيًا عليها.. مؤكدا أن الإنسان بحاجة لتفهم الدين وأن يحرص على التعرف عليه بشكل صحيح وأن يكون جزءًا من اهتماماته المستمرة مهما كان عمله وموقعه.
وأكد السيد القائد أن الصبر من القيم الإيمانية المهمة وأساس من أسس النجاح في هذه الحياة لكل أمورها الدينية والدنيوية.. قائلأ: إن تعويد النفس على الصبر يروضها ويكسبها القوة والمنعة حتى تصبح قوية في مواجهة الشدائد.
وشدد على أهمية أن يلتجأ الإنسان إلى الله في كل الأمور، ألا ييأس وألا ينهار نفسيًا في كل ما يواجهه من شدائد في أعماله ومسؤولياته في طاعة الله وفي شؤونه الشخصية والعامة.. مؤكدا وجوب أن يتجه الإنسان إلى الله بإخلاص، أن يدرك أنه القادر فوق عباده، وأن بيده العطاء والحرمان وتقدير أمور الخلق أجمعين.