صراع المرتزقة في المحافظات المحتلة يحول حياة الناس إلى رعب وفقر وإرهاب

 

يتأزم الوضع يوما بعد آخر في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ،حيث يسود انفلات أمني وحالة من الفوضى وصراع محتدم بين أدوات الارتزاق ما بين خطف واغتيال وسطو ونهب وغيرها من الانتهاكات التي لا يكاد يمر يوم دون ذكر حادثة هنا وأخرى هناك ، والوضع الاقتصادي هو الآخر طالته أيادي العبث والنهب والإجرام ليتفاقم الوضع المأساوي لدى أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، كما هو في الجانبين السياسي والاقتصادي حتى وصل الحال إلى تحذيرات دولية من حلول كارثة إنسانية جراء إفلاس البنك المركزي في عدن بحسب وكالة رويترز .

قضايا وناس /مصطفى المنتصر

البداية من عدن فوهة البركان والشرارة التي توشك أن تلتهم نيرانها براثن العمالة والارتزاق حيث تعيش المحافظة حالا مأساويا لا يقل عن مثيلاتها في المحافظات المحتلة نتيجة للأوضاع المعيشية الصعبة والظروف الأمنية المنفلتة وحالة الفوضى التي تشهدها المدينة جراء التحشيد العسكري المتواصل لقوى الاحتلال ومليشياتها مختلفة الأجناس والولاءات بالإضافة إلى التزايد الكبير في معدل الجريمة والعنف الذي تشهده المحافظة جراء الصراع الدائر بين أطراف الارتزاق الذين يكتفون بالقاء اللوم على بعضهم لتحمل أسباب الانهيار والضياع الذي وصلت إليه الأوضاع في المحافظات المحتلة .
حيث شهدت عدن الأسبوع الماضي وصول عشرات الأطقم والمدرعات العسكرية التي تحمل على متنها العشرات من مرتزقة ما يسمى “درع الجزيرة ” التابعة للعدو السعودي بعد استقدامها من منفذ الوديعة لتعزيز القوات التابعة للسعودية وتمكينها من السيطرة على حساب قوات الانتقالي.. على الجانب الآخر صعد ما يسمى بالمجلس الانتقالي من حدة خطابه تجاه حكومة معين عبدالملك التابعة لتحالف العدوان متهمة إياه بنهب الأموال والتسبب بحالة الانهيار الاقتصادي بالإضافة إلى تهديد المجلس الانتقالي بطرد حكومة معين من عدن .
الاعتداءات على المواطنين هي الأخرى عاشتها عدن خلال الأيام الماضية حيث أقدمت مجاميع مسلحة تتبع ما يسمى وكيل محافظة لحج المرتزق صلاح الداؤدي، بالسطو، على أرضية المواطن مصطفى العيدروس في البريقة بعدن واعتدت على حارس الأرض .
فيما قام مسلحون يتبعون المجلس الانتقالي باختطاف أحد ناشطي الحراك الجنوبي بحجة انه يبيع كتب مدرسية دون ان يتم إجراء أي تحقيق مع وزارة التربية بعدن.
وقالت مصادر محلية ان مسلحين قاموا بالتهجم على الناشط علاوي بعد مداهمة منزله ومصادرة العديد من الكتب التي تعتبر مصدر رزق للناشط وعائلته حيث يعمل في بسطة لبيع الكتب والمجلات .
إلى ذلك أقدم مسلحون تابعون لما يسمى قوات الحزام الأمني على اقتحام منزل مواطنة والاعتداء عليها في محافظة عدن على خلفية خلافات شخصية بين نجلها وأحد أقرباء قيادي بارز في المجلس الانتقالي.
واقتحمت قوات الحزام التابعة لمليشيا المجلس الانتقالي، شقة مواطنة في مدينة “إنماء” بمديرية البريقة واعتدت عليها بالضرب تحت مزاعم نشاطها في مجال “المخدرات”. لتظهر المرأة عبر مقطع فيديو وتصور حالة النهب والعبث الذي قام به مرتزقة العدوان في بيتها ليلاقي المقطع انتشارا واسعا وإدانة كبيرة من قبل الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أقدمت عناصر مسلحة تابعة لقوات المجلس الانتقالي على اختطاف صلاح محمد الحاتمي أثناء تواجده أمام منزله في مدينة إنماء وسط مدينة عدن واقتياده إلى جهة مجهولة .
المصادر أكدت أن اختطاف الحاتمي جاء على خلفية محاولة قيادات في فصائل الانتقالي فرض سيطرتها على أراضٍ في مخطط رأس عمران السكني المتوقف منذ السنوات الماضية.
فيما قيادات الانتقالي تعمل على ابتزاز رجال الأعمال والتجار ونهب الأموال وفرض الجبابات الخارجة على القانون بشكل مستمر دون وجود أي رادع لتلك الانتهاكات والتجاوزات بحق التجار والمواطنين .
وتصاعدت الانتهاكات خلال الفترة الماضية في مختلف الجوانب حيث شهد أحد البنوك في عدن عملية سطو ونهب من قبل اثنين من الموظفين الذين اتهمها مدير البنك بالفساد ونهب ملايين الريالات ويظهر عبر تسجيل مرئي يشكو من حالة التقاعس والإهمال من قبل مليشيات الانتقالي والقوات الأمنية التي عجزت في القبض على المتهمين رغم وجود بلاغ وأوامر بالقبض عليهم .
شبوة جرائم متعددة وتحشيد مستمر
وفي شبوة دفعت الإمارات، بتعزيزات كبيرة للمليشيات التابعة لها في المحافظة بالتزامن مع تصاعد المخاوف من عملية عسكرية لخصومها هناك.
حيث قالت مصادر مطلعة أن الإمارات سلمت الفصائل التابعة لها في شبوة 50 عربة عسكرية رباعية الدفع لقوات ما يسمى” دفاع شبوة” تحت مسمى دعم الأمن مع أن جميع المركبات عبارة عن هيلوكسات خاصة بحمل أسلحة متوسطة.
وتأتي هذه التعزيزات الإماراتية بالتزامن مع تكثيف الانتقالي ترتيباته استعدادا لمعركة جديدة في الوقت الذي كثف الإصلاح من تحركاته الموازية بمعية قيادات قبلية وسياسية لتشكيل تكتل سياسي باسم أبناء شبوة.
وفي سياق متصل شهدت مدينة مرخة قصفا بغارات جوية على أحد المعسكرات التابعة للانتقالي وكانت وسائل إعلام محسوبة على الانتقالي قد نشرت مشاهد لانفجارات هزت معسكرات تتبع فصائل مرتزقة ما يسمى “دفاع شبوة” المحسوبة على مليشيات الانتقالي في مديرية مرخة والتي قالت بأن الانفجارات تزامنت مع تحليق طائرات “مسيرة”.
وتعيش المحافظة حالة من الفوضى والصراع الذي جعل منها بؤرة للجرائم والانتهاكات حتى تصدرت معدلات الجريمة خلال الأيام الماضية نظرا للخلافات المتصاعدة بين أطراف الارتزاق وحالة الفوضى الأمنية التي خلقت بيئة مناسبة لعمليات القتل والإرهاب حيث قتل مواطن في حي العيادات بعتق الخاضعة لسيطرة فصائل التحالف برصاص مسلحين مجهولين والذين لاذوا بالفرار لتشهد بيحان قبل الحادثة بيومين اقتحام منزل مواطن وقتله وإصابة نجله، من قبل مسلحين ولم يتوقف الحال هنا بعد لكن تعيش المحافظة حالة من الشد والجذب بين طرفي الارتزاق، الذين كثفوا من تحشيداتهم العسكرية وسط أجواء الفوضى والانفلات الأمني الكبير حيث أصيب ثمانية مجندين تابعين لما يسمى قوات دفاع شبوة نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعت في دراجة نارية في أحد الطرق لتنفجر لحظة مرور آلية عسكرية تابعة لجنود اللواء السادس في مفرق الروضة بمديرية بيحان ، وتأتي هذه الحادثة نتيجة للصراع المحتدم بين القوات المدعومة من الإمارات ومجاميع القاعدة والإصلاح، وبعد ساعات من تعرض موكب ما يسمى أركان اللواء الأول في قوات دفاع شبوة أحمد السليماني للاستهداف مما أدى إلى إصابته وعدد من مرافقيه.
لحج .. إرهاب متزايد ووضع قابل للاشتعال
وفي لحج التي شهدت أيضا موجة كبيرة من الاختلالات الأمنية المتصاعدة خلال الأيام الماضية سبقها حملة تهديدات بين الانتقالي ومشايخ وشخصيات منادية بالوحدة في لحج، حيث هدد الانتقالي مشايخ لحج بمفخخات القاعدة، حيث وزع مسلحو التنظيم بياناً يتوعدون فيه احد المشايخ في مديرية صبر بالمفخخات والكواتم والعبوات الناسفة .
وشهدت لحج العديد من الاختلالات والجرائم والتقطعات المسلحة وعمليات الاعتقالات التي طالت أحد قيادات الانتقالي، حيث أقدمت قوات أمنية تابعة لحزب الإصلاح، على اعتقال ما يسمى رئيس المجلس الانتقالي في مديرية حالمين بمحافظة لحج.
وتشير المصادر إلى أن عناصر من امن لحج موالية للإصلاح اعتقلت رئيس الانتقالي في حالمين ناجي الكربي وعدداً من مرافقيه مؤكدة ان تلك القوات اقتادت الكربي ومرافقيه إلى سجن سري وسط المحافظة.. ميليشيا الانتقالي بدورها هددت باقتحام مراكز الأمن وطرد مسلحي الإصلاح من المنطقة اذا لم يتم الإفراج عن القيادي الكربي.
وفي ذات اليوم قتل عدد من المواطنين وجرح آخرون، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين قبيلتين بسبب خلاف على أرض في المحافظة والقبيلتان هما آل ذيبان وآل الشعبي في منطقة لعبوس وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وتم إسعاف الجرحى إلى المستشفى والاشتباكات التي استمرت لأيام عجزت مليشيا الانتقالي ومراكز الأمن من السيطرة عليها واحتواء الموقف وعاشت منطقة لعبوس حالة من التوتر الأمني والفوضى إلى حين حل القضية بوساطات قبلية ومحلية .
كما شهدت لحج، انفجار عبوة ناسفة في مبنى فرع الانتقالي في مدينة طور الباحة، أثناء اجتماع ضم قيادات سياسية وعسكرية في المجلس وأسفر الانفجار عن أضرار مادية بالغة في المبنى، فيما نجا القيادات من محاولة الاغتيال.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تشهده المحافظة من صراع محتدم بين مسلحين يتبعون الإصلاح والانتقالي في المنطقة على خلفية اختطاف الإصلاح القيادي الكربي التابع للانتقالي .

قد يعجبك ايضا