إعلاميون عجم في بلاد اليمن

حسن الوريث

 

 

من يتابع الأخبار الرياضية في معظم القنوات الفضائية اليمنية لا شك سيصاب بالدهشة والعجب من المذيعين والمعلقين الرياضيين وهم ينطقون أسماء الأندية واللاعبين خاصة الأجانب بلكنات غير مفهومة حيث أنهم غالباً لا يستطيعون نطقها بالشكل الصحيح بل إن معظمهم يتلعثم ويضطر إلى قراءتها بأي شكل حتى يخارج نفسه بينما يظل المستمع أو المشاهد يضرب أخماساً في أسداس وقد يضطر البعض إلى البحث في القواميس والصحف والانتقال إلى قنوات عربية ودولية من اجل أن يتأكد من الأسماء التي سمعها من هذا المذيع أو ذاك في قنواتنا.
طبعا يفترض فيمن يتم اختيارهم كمذيعين ومعلقين رياضيين أن يكونوا أكثر قدرة على قراءة الأسماء بالشكل الصحيح كونهم أولاً من الوسط الرياضي ويتابعون المباريات والأخبار عبر القنوات المختلفة كما يفترض أن يكونوا قد تلقوا دورات تدريبية وتأهيلية وخضعوا لاختبارات قبول حتى تم تعيينهم في هذه القنوات والإذاعات، لكن ربما أن الحاجة في هذه القنوات دفعت مسؤوليها إلى قبول من تقدم حتى لو كانت إمكانياتهم ضعيفة فليس المهم عندهم القدرة والكفاءة بقدر ما يهمهم ملء الفراغ وربما أن حجم الوساطة لهذا المذيع أو ذاك يتحكم في عملية القبول والتعيين وفي اعتقادي أن القنوات الخاصة يجب أن تكون اكثر تحرراً من الوساطات في قبول كوادرها حتى تكون أكثر قدرة على المنافسة في السوق الفضائية.
ومن يتابع القنوات الفضائية الرسمية والخاصة يجد أنها غير مهتمة بالبرامج الرياضية وتعتبرها من باب الكماليات التي يمكن أن تلغيها في أي وقت وتقدم بدلاً عنها برامج سياسية أو غيرها وربما أن ذلك يعود إلى الفهم القاصر لدى مسؤولي هذه القنوات للرياضة وأهميتها للأمم والشعوب ويمكن أنهم يفكرون في الموازنات الضخمة التي تتطلبها هذه البرامج من وجهة نظرهم، بينما لو فكروا بالشكل الصحيح لوجدوا أن البرامج الرياضية والمباريات يمكن أن تعود عليهم بأرباح خيالية من خلال الرعاية والإعلانات التي يمكن أن تغطي نفقات تشغيل القنوات كاملة وليس البرامج الرياضية فقط.
كما أن عملية التدريب والتأهيل للكوادر من الأهمية بمكان بحيث أن المذيع والمعلق المتمكن يمكن أن يساهم في جذب المشاهدين مثلما يساهم المذيع الفاشل في غزوف الكثير من المشاهدين عن متابعة هذه القنوات رحمة بأنفسهم من هؤلاء المذيعين والمعلقين الذين يتعبون أنفسهم ويتعبون المتابعين ويرهقون أسماع الناس بمصطلحات وأسماء غير صحيحة إلى درجة انك تعتقد أن من يقرأ هذه الأخبار شخص أعجمي ولكن في قناة عربية يمنية.
هذه دعوة خاصة إلى مسؤولي القنوات الفضائية اليمنية الرسمية والخاصة لأن يهتموا بالرياضة والبرامج الرياضية وأنا متأكد أنهم سيجنون الربح الوفير ومن المشاهدين الكثير، كما أن عليهم تدريب وتأهيل كوادرهم أو على الأقل وضع معايير خاصة لمن يعمل في مجال التعليق الرياضي والبرامج الرياضية حتى تكتمل الصورة والصوت بالشكل الذي يليق.

قد يعجبك ايضا