الوحدة اليمنية ودعاة الانفصال!

يحيى يحيى السريحي

 

 

منذ بداية الحراك الجنوبي في العام 2007م وكان الانفصال مطلب الحراكيين الأساسي دون أن تكون هناك مطالب عادلة ومظلومية حقيقية تتعلق بالمعيشة، والمساوة، والعدالة الاجتماعية، وإن سوق لهذه الادعاءات إعلاميا، بيد أنها كانت دعائية غير واقعية، بل على العكس من ذلك تماما كانت جهود الحكومة وميزانية الدولة تذهب في معظمها لإعمار وتنمية المحافظات الجنوبية دون غيرها من المحافظات اليمنية الأخرى سيما بعد حرب صيف 1994م، فوجد أعداء اليمن ضالتهم في تلك الحركة التي كانت بمثابة المتنفس الوحيد في ذلك الوقت لتحقيق مآربهم ومخططهم في تدمير اليمن سيما بعد فشل مخطط الانفصال في حرب 1994م، وسعى الأعداء لاحتضان الحركة وتمويلها ماديا ولوجستيا لتحقيق حلم الانفصال لأعداء اليمن شعبا وأرضا من الخارج قبل زمرة الأعداء من الداخل، وبدأ الحراكيون رغم أنهم فصيل أو فئة من شعب الجنوب وليس كل الشعب بدأوا بإثارة إقلاق السكينة العامة وأذكاء الفتنة والتحريض على الوحدة اليمنية، وممارسة العنصرية بكل أشكالها على كل ما هو شمالي، حتى قامت الحرب والعدوان على اليمن من قبل التحالف الذي تزعمته السعودية وأمريكا ويضم التحالف لأكثر من سبع عشرة دولة تقريبا، وأنحاز الحراكيون ومعهم من نفس الفصيلة من رفعوا يافطة شكرا بابا سلمان انحازوا للتحالف القذر !
ومع ذلك ها هو العيد الـ 33 للوحدة اليمنية يهل علينا وقد انتصر اليمنيون بفضل الله على ذلك التحالف المأفون وبقيت الوحدة اليمنية شامخة رغم أنف أعدائها الداخليين والخارجيين، والمحزن أن دعاة الانفصال لم يكلفوا أنفسهم عناء سؤال أنفسهم: لماذا المجتمع الدولي بأسره لا يساندهم في دعوة الانفصال علنا ويتبنى مطلبهم بالانفصال بمن في ذلك عدوة اليمن التاريخية ” السعودية ” وعدوة اليمن اللدودة الحديثة ” الإمارات “؟! بل إن الواقع وشاهد الحال يؤكد عكس ما يحرض الحراكيون عليه فهم يؤكدون رسميا في كل محفل واجتماع دولي أنهم مع وحدة اليمن وسلامة أراضيها، والسبب أن العالم بأسره قد اعترف بولادة دولة جديدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، دولة واحدة موحدة اسمها الجمهورية اليمنية وغير ذلك يعتبر انقلاباً على الشرعية والمواثيق والأعراف الدولية، فدعوة الانفصال ليست سوى حماقة وغباء وتمكين للأعداء من الاستمرار في تدمير اليمن ومكتسباتها ونهب ثرواتها وخيراتها واحتلال جزرها وموانئها فدعوة الانفصال دعوة ضالة ومضللة، لأن الوحدة تولد الإخوة وليس العداوة والبغضاء والعنصرية والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، فهل أدرك أهل الردة ودعاة الانفصال حجم الخسارة التي لحقت بعموم اليمن بسبب خيانتهم لمبادئ وقيم الانتماء لليمن أرضا وشعبا!

قد يعجبك ايضا