من منا لا يتذكر كيف استقبل اليمنيون البسطاء فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا.. وكيف كانت فرحتهم كبيرة، حتى أن بعضهم دفع حياته ثمنا لهذه الفرحة، فمات بطلقات الرصاص التي قام بها الغوغاء، مبررين إجرامهم بحق الأرواح البريئة، بأنه فرح بمنتخب الناشئين.
التجار أيضا كرموا المنتخب وكأنه توج بكأس العالم، ودفعوا أموالا لم يسبق أن قدمت من قبل!!.
الآن منتخب الناشئين على أعتاب المشاركة في نهائيات آسيا في تايلاند، وحظوظه جيدة ليكون من ضمن المنتخبات الأربعة المتأهلة لنهائيات كأس العالم بإذن الله تعالى.
بورصة التجار هادئة جدا، ولا أحد منهم قدم عرض رعاية مع اتحاد كرة القدم، كما هو معمول به في كل أنحاء العالم، وهذا الهدوء سينقلب إلى عاصفة عندما يتحقق الإنجاز.
السؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي ينقصنا لنصبح مثل الآخرين، حتى على مستوى الرعاية الرياضية ؟ لماذا دائما تكريمات البعض تأتي بعد تربص ؟ اذا ما تحقق الإنجاز نركب الموجة ونخطف الأضواء حتى من الذين صنعوه؟!.
الاتحاد العام لكرة القدم أقام معسكراً داخلياً وخارجياً وتخللت ذلك مباريات محلية وعربية وقارية، وهذا يحسب له، وسينعكس إيجابا بإذن الله تعالى على اللاعبين والمنتخب، ويكون بذلك الاتحاد قد أدى واجبه في مرحلة الإعداد.
يبقى أن نسأل عمن قدمه القطاع الخاص للمنتخب حتى الآن؟ على الواقع لا شيء ، وهذا أمر مخيب للآمال، ويعزز مقولة أن القطاع الخاص يركب موجة إنجاز الناشئين دوما.
كان بإمكان القطاع الخاص تغيير النظرة السلبية في هذا الجانب، من خلال الجلوس مع الاتحاد للتعرف على ما ينقص المنتخب، حتى يتم سد النقص، كون المنتخب هو لكل اليمن وليس للاتحاد فقط.
بالمقابل نجد غالبية الجهات الإعلامية غير متفاعلة مع تصحيح الاتحاد للمعوقات السابقة التي ترافق مراحل الإعداد، مع أن الإشادة بذلك أمر طبيعي، إن كان الانتقاد مبنياً على جلب المصلحة للكرة اليمنية.
من العيب جدا أن يترقب البعض نتائج المنتخب، فإذا كانت إيجابية نسبها للاعبين فقط، وإن كانت سلبية حملها قيادة الاتحاد!!.
الاتحاد بقيادة الشيخ احمد صالح العيسي من واجبه الإعداد والاشراف والتهيئة وتوفير كل ما من شأنه تحقيق الإنجاز، وإن لم يقم بذلك ينبغي لومه، ولكن بالمقابل ألا يستحق الشكر والإشادة في حالة حقق المنتخب ما يفرح الجماهير اليمنية؟
في ظل الوضع القائم في بلادنا، فإن المنتخبات الوطنية هي التي ما زالت موحدة وتلتف حولها الجماهير، دون تسييس أو مناطقية أو حزبية ، وهذا شيء إيجابي علينا تعزيزه.
نهتم بكل ما يتعلق بالجوانب الفنية والإعدادية للناشئين، ونغفل توجيههم نحو المحافظة على الصلوات وبقية العبادات، فهذه الفئة العمرية لا بد من تهذيب سلوكها وتقويم أي اعوجاج حاصل، خاصة فيما يتعلق بعملية تقليد نجوم كرة القدم، والتي غالبا ما تكون مخالفة لديننا الحنيف وشريعة سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وآله وصحبه أجمعين، خاصة فيما يتعلق بقصات الشعر واللبس والتعويذات، حرصا على الابتعاد عن التشبه بالآخرين وبما يتعارض مع ديننا، فمن تشبه بقوم فهو منهم.
نسأل الله حفظ ناشئينا والتوفيق لهم، وأن يفرح بهم أهلهم وكل الجماهير اليمنية.