اختبارات الشهادة العامة تتواصل بنجاح في العاصمة والمحافظات: إفشال مخططات العدوان بإيقاف العملية التعليمية ثمرة لتماسك وصمود المجتمع وحكمة واهتمام القيادة

 

الأسرة/خاص
اختبارات الشهادة العامة للمرحلتين الأساسية والثانوية التي انطلقت الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة، كانت تتويجا لمسيرة حافلة من النجاحات للقطاع التربوي والتعليمي على الرغم من وحشية تسع سنوات من العدوان واستهدافه الممنهج للتعليم ومؤسساته وكوادره بكل الوسائل بهدف إيقاف التعليم وتجهيل جيل يمني كامل.
الدولة استطاعت توفير كل الأدوات والوسائل، ليس فقط لضمان استمرار العملية التعليمية وإنما تطويرها وتحديث برامجها وآلياتها لتتجلى تلك التحسينات في تنفيذ امتحانات الشهادة العامة هذا العام بنظام الأتمتة الحديث وذلك بعد معالجة بعض الاشكاليات التي واجهت الطلبة أثناء الاختبارات في العام السابق، حيث أعلنت وزارة التربية والتربية قبل أسابيع من بدء اختبارات الشهادة العامة الحالية نتائج تحليل نظام الأتمتة واختبار كفاءة مصممي الأسئلة الاختبارية واتجاهات الطلبة في تحديد المشكلات التي واجهتهم أثناء تنفيذ الاختبارات العامة للعام الماضي 1443هجرية.

تطوير مستمر لأتمتة الاختبارات
ويؤكد تربيون أهمية هذه الخطوة في عرض نتائج تحليل عمل نظام الأتمتة فنيا وتقنيا لتقدير مستوى المعارف الأساسية للكفايات الخاصة لبناء الاختبارات وتقييمها وكذا أهمية تحليل نتائج استبانة مشكلات طلبة الشهادتين الأساسية والثانوية التي واجهتهم خلال اختبارات العام الدراسي الماضي والعمل على تلافيها في الاختبارات الحالية والمضي نحو إعداد دليل تدريبي لمصممي الاختبارات الموضوعية وتدريبهم وتأهيلهم على بناء جدول مواصفات لجميع المواد الدراسية لإعداد فقرات اختبارية موضوعية، إضافة إلى تدريب معلمي المدارس على بناء الاختبارات الموضوعية لتطبيقها في الاختبارات الشهرية، بما يسهم في توفير بيئة هادئة في المراكز الاختبارية لطلبة الشهادة العامة بمرحلتيها الأساسية والثانوية وهنا تبقى مسؤولية المجتمع وخصوصا الآباء والأمهات وأولياء الأمور في توفير الأجواء المثالية ليؤدي الطلاب والطالبات هذه الاختبارات بالصورة المطلوبة وبما يمكّن أبناءنا كما يقول وزير التربية والتعليم العلامة يحيى بدر الدين الحـوثي خلال تدشينه الأسبوع الماضي اختبارات الشهادة الأساسية في عدد من مدارس محافظة الحديدة، من الوصول إلى الوصول إلى أعلى المراتب العلمية وليس مجرد الاكتفاء بالنجاح، موضحا ان مستقبل اليمن سيُبنى برجاله وأبنائه من جيل اليوم والغد الذين يراهن الجميع عليهم وأن ذلك لن يتحقق إلا ببذل المزيد من المثابرة والاجتهاد من قبل الطلبة والمضي قدما في تطوير العملية التعليمية.

قاهر التحديات
فضيلة العلامة يحيى الحوثي أشار إلى أن تفاعل الطلاب والطالبات مع الاختبارات ومجرد حضورهم إلى مراكز الاختبارات وتفاعلهم الواسع مع العملية، يُعد لبنة أساسية في مسيرة صمود الجبهة التربوية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم، مؤكدا أن إجراء اختبارات الشهادة العامة الأساسية والثانوية في ظل ما تمر به البلاد من تداعيات استثنائية جراء العدوان والحصار، يعكس عظمة صمود الشعب اليمني الذي أثبت بعد تسعة أعوام من الحرب العدوانية الشاملة قدرة فائقة على قهر التحديات، كما جسد حقيقة أنه قاهر التحديات وذو قدرة عظيمة على تحويلها إلى فرص للنجاح والتألق والإبداع في كل مجالات الحياة.

استهداف همجي قابله تمكين وانتصارات
يقال إنه من رحم المعاناة يولد الإبداع ومن براثن التحديات والمخاطر تظهر الانتصارات والنجاحات العظيمة، هذا ما جسده اليمنيون بعد تسع سنوات من الحرب العدوانية الكونية على وطنهم، فها هو الشعب اليمني يقف بعظمة وشموخ وصمود أسطوري في وجه الطغاة والمستكبرين مسطّرا أروع صور العزة والكرامة ومحققا انتصارات واضحة في شتى المجالات ومنها قطاع التعليم الذي كان في رأس قائمة أهداف العدوان، حيث استهدف وبشكل ممنهج كافة مرافق العملية التربوية والتعليمية بغية عرقلتها وإيقافها وهو ما أسفر عن استشهاد المئات من الكادر التربوي وأبنائنا الطلاب فضلا عن تدمير آلاف المدارس والمنشآت التعليمية.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن إجمالي المدارس والمنشآت التعليمية المدمرة والمتضررة من العـدوان خلال ثماني سنوات بلغ ثلاثة آلاف و٧٦٨ مدرسة ومنشأة تعليمية بلغ عدد طلابها مليوناً و٩٢٦ ألفا و٢٣٩ طالبا وطالبة منها ٤٣٥ مدمرة كليا فضلا عن اسـتشهاد المئات من فلذات أكبادنا الطلاب والكادر التربوي وتضرر أكثر من ١٩٦ ألفا و١٩٧ معلما ومعلمة جراء انقطاع رواتبهم بفعل نقل البنك المركزي من صنعاء والحرب الاقتصادية الشعواء على الشعب اليمني، وهذه الأرقام التي أوردتها وزارة التربية والتعليم قبل أسابيع في الاحتفال بيوم الصمود الوطني في ذكراه السنوية الثامنة ليست إلا نموذجاً مصغراً لحجم الخسائر والأضرار الفادحة التي لحقت بهذه المرافق الخدمية والإنسانية التي تحرم استهدافها كل الشرائع السماوية والأرضية.. لكن ذلك لم يمنع اليمنيين من النهوض من تحت الركام ليسطروا النجاح تلو النجاح، ففي قطاع التربية والتعليم على سبيل المثال تواصلت الجهود الحثيثة لتحديث وتطوير العملية التعليمية وأتمتة الاختبارات إلى جانب إعادة البناء للمرافق، حيث بلغ إجمالي المنشآت التعليمية التي تمت إعادة بنائها وترميمها ٣٨٤ منشأة تعليمية منها ١٩ منشأة كانت مدمرة كليا وتمت إعادة بنائها.
هذه النجاحات حتى وإن حاولت دول تحالف العدوان التقليل منها عبر أبواقها الإعلامية، تظل نموذجا مميزا لقدرة الشعب اليمني في التغلب على كافة التحديات والمصاعب التي ما كانت لتصبح حقيقة لولا توفيق الله عز وجل وتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي وجه -كما قال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور- رئيس الوزراء خلال تدشينه السبت الماضي اختبارات الثانوية العامة بأمانة العاصمة والمحافظات- بمواصلة الاهتمام بالتعليم باعتباره عصب الحياة والعامل الأبرز لتماسك المجتمع في بنيته الداخلية والفكرية.

قد يعجبك ايضا