جرائم غير مسبوقة.. السلطات السعودية تنكل بالمعتمرات وتخطفهن من بيت الله الحرام

لم يعد الحرم وقبلة المسلمين آمناً ، ولم يعد من يدخله آمنا نتيجة الممارسات التعسفية اللاأخلاقية التي يقوم بها النظام السعودي بحق المعتمرين والتي وصلت إلى اعتقال النساء المعتمرات وتلفيق تهم كيدية بحقهن وآخرهن المعتمرة اليمنية فكرة الضبياني التي تعرضت للاعتقال التعسفي منذ ما يقارب شهر خلال تواجدها داخل الحرم المكي، بعد الاعتداء عليها من قبل ضابط سعودي في ترجمة سعودية لتسييس موسم العمرة والحج .
الثورة / قضايا وناس

الواقعة أثارت موجة غضب رسمي وشعبي كبير في أوساط اليمنيين حيث أدانت وزارة حقوق الإنسان اعتقال واعتداء الشرطة السعودية على المعتمرة اليمنية فكرة الضبياني، بالحرم المكي.. مستنكرة في بيان تعرض المعتمرة اليمنية الضبياني لمضايقة وشتم من قِبل شرطية في الحرم المكي قبل أن يتم الاعتداء عليها من قبل أحد ضباط الأمن السعودي.
واستهجنت استمرار انتهاكات النظام السعودي التعسفية بحق النساء اليمنيات، معتبرة هذا الفعل، ليس الأول وإنما جاء بعد اعتداء مماثل تعرضت له مروة الصبري في فبراير الماضي، ما يُعد ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان ولحرمة الأماكن المقدسة والأخلاق والقيم الإنسانية.
كما جددت وزارة حقوق الإنسان، الدعوة لتحييد المشاعر المقدسة والنأي بها عن التسييس والممارسات غير المسؤولة.. مطالبة بسرعة إطلاق سراح المعتمرة الضبياني، ورد اعتبارها، والإفراج عن كافة المغيبين في سجون النظام السعودي، وإيقاف جرائمه وانتهاكاته واعتقالاته التعسفية بحق اليمنيين واليمنيات المقيمين في أراضي المملكة، وتوفير الحماية القانونية لهم.
من جانبها أدانت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة اعتقال واعتداء الشرطة السعودية على المعتمرة اليمنية فكرة الضبياني، داخل الحرم.. موضحة في بيان ، أن المعتمرة اليمنية تعرضت لمضايقة وشتم من قِبل شرطية في الحرم المكي تدخل على إثر ذلك ضابط أمن، ومد يده عليها مما دفعها للدفاع عن نفسها، ليقوم الضباط بالرد والاعتداء عليها.
واستنكر البيان ممارسات النظام السعودي التعسفية بحق النساء، التي تعد انتهاكا لكل الأعراف والأخلاق والقيم والعادات.. مطالبا بسرعة إطلاق سراح المعتمرة الضبياني، والحيلولة دون تكرار تلك الحوادث، وكذا الإفراج عن كل المغيبين في سجونها.
كما أدانت الوزارة استمرار النظام السعودي إغلاق المنافذ البرية والجوية على حكومة صنعاء والمجلس السياسي الأعلى، الذي أدى إلى تكرار وقوع الحوادث المروِّعة بحق المعتمرين اليمنيين.. مشيرة إلى أن وقوع هذه الحوادث هو نتيجة لسياسات السعودية الخاطئة في تضييق المنافذ وتشديد الإجراءات على الحجاج والمعتمرين اليمنيين.. مطالبة النظام السعودي بفتح نافذة الحج والعمرة عبر حكومة صنعاء؛ لمنع ممارسات مرتزقة العدوان من ابتزاز واحتجاز واعتقال وافتعال الإجراءات التعسفية بحق الحجاج والمعتمرين، وتخفيف الضغط على منفذ الوديعة، الذي لا يكفي لاستقبال كل الحجاج والمعتمرين، لاسيما وموسم الحج على الأبواب.
كما دعت وزارة الحج والإرشاد المملكة العربية السعودية إلى المبادرة بفتح التعامل مع حكومة صنعاء، والنأي بالنفس والمشاعر المقدسة عن التسييس والممارسات غير المسؤولة.
من جهتها أدانت منظمة انتصاف للحقوق والتنمية استمرار جرائم النظام السعودي بحق نساء اليمن وأخرها اعتقال المعتمرة اليمنية “فكرة الضبياني ” من وسط الحرم المكي خلال أدائها شعائر العمرة وذلك بسبب رفضها اعتداء موظفة الأمن السعودي لفظيا وإساءتها للشعب اليمني .
واستنكرت منظمة انتصاف اعتقال المواطنة فكرة الضبياني من وسط الحرم المكي والذي يعد انتهاكا جسيما لحقوق الانسان واستفزازاً لمشاعر الملايين من اليمنيين.. مطالبة بسرعة الإفراج عن فكرة الضبياني وتدعو المنظمات الدولية لإدانة الجريمة والضغط على النظام السعودي بهدف الإفراج عنها ووقف الاعتقالات التعسفية للنساء .

غضب شعبي عارم
الواقعة أيضا أثارت موجة استنكار واسع لدى مختلف شرائح اليمنيين، باعتبار مثل هذه الأحكام، تعد انتهاكا بحق الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة، وتشويه بحق الزائرين لهذه الأماكن.
وعبر وسم # فكرة_الضبياني طالب ناشطون وحقوقيون يمنيون النظام السعودي بالإفراج عن المعتقلة اليمنية .. مؤكدين أن جرائم النظام السعودي بحق اليمنيين لا يمكن حجبها بتكميم الأفواه وإرهاب الأخرين .
الناشط « مالك « قال في تغريدة على « تويتر» الاعتداء على نساء اليمن من قبل النظام السعودي العميل يعتبر عدوانا على كل اليمنيين وعلى كل الأحرار ورجال اليمن الأحرار لن يسمحوا لهم ابدأ بتكرار ذلك أو الاستمرار في مثل هذه الاعتداءات. بالأمس قام النظام السعودي بالاعتداء على الأخت # مروة_الصبري واليوم يعتدي على الأخت فكرة الضبياني.
من جانبها الناشطة صفية الصنعاني كتبت على تويتر : نساء #اليمن يذهبن لأداء شعائر العمرة لتقوم #السعودية بسجنهن، وآخرهن مروة الصبري وحديثاً فكرة الضبياني، في تنكيل مستمر بحق اليمنيات الزائرات لمملكة الشر وفي ظل صمت ما يسمى المجلس الرئاسي القابع في فنادق العدوان .. هذه هي جارة السوء التي تدعي زورا وبهتانا أنها تدعم اليمنيين التي شردتهم ودمرت بلدهم لسنوات.
الشاعر أحمد صالح المقدشي كتب قصيدة على صفحته في تويتر تعليقاً على الحادثة قال فيها : لو العليمي مثل #فكره .. ما ذله الجيش السعودي.. والمرتزق مدفوع الاجره ,, ذي دخلو سلمان حدودي ، كم يانساء ذهبت لعمره .. في حجز سلمان والجنودي .. بسجهنهن يطمح بشهره ، وينال مرضات اليهودي ،، يالبنت فكره انتي حره ،، ذودي على الناموس ذودي ،، ورانيا تفتك بكره ،، رغم انف ابتهم باتعودي .
المغرد عبدالله السالمي كتب هو ايضاً : النظام السعودي يعتقل المواطنة اليمنية #فكره_الضبياني من داخل الحرم لا أعلم متى سيكون لدى هذا النظام شــرف ويكف عن استهداف النساء ..! .
الناشط ماجد التأيب كتب هو الأخر على حسابه في « تويتر» : قامت السلطة السعودية باعتقال المعتمرة يمنية # فكرة_الضبياني و الاعتداء عليها خلال تواجدها داخل الحرم، هذه الأعمال الإجرامية التي يرتكبها النظام السعودي تتعارض مع كافة الأعراف والتقاليد وتعاليم الدين الحنيف.

ثاني معتقلة يمنية
ليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها اعتقال معتمرة يمنية في الاراضي المقدسة فقد سبقها اعتقال النظام السعودي للمعتمرة اليمنية مروة عبدربه الصبري «29 عاماً» والتي تعرضت للاعتقال في مطلع فبراير الماضي أثناء توجهها إلى الحرم المكي لأداء مناسك العمرة، حيث تعرضت لإهانة من شرطية على بوابة الحرم قالت لها «اليمنيين ما انتم طيبين»، فردت عليها المعتمرة الصبري بالقول «أنتم يالسعوديين دمرتم بلدنا» ، بسبب ذلك وظفت السلطات السعودية رد فعل المعتمرة اليمنية للتنكيل بها بتلفيق قولها إن لديها «قنابل»، وهو ما يعتقد أن الهدف منه تبرير الحكم عليها بالسجن عاماً كاملاً”.

موسم لتنفيذ الاعتقالات
اعتقال المعتمرات اليمنيات لم يكن الا جزء من سياسية سعودية يتخذها النظام السعودي من مواسم الحج والعمرة فرصة مناسبة للانقضاض على معارضيه الذين يأتون لزيارة بيت الله الحرام من كل فجٍّ عميق، إذ نفذّت السلطات في المملكة مئات الاعتقالات عبر هذه الطريقة ، ومنها اعتقال الإعلامية المصرية رانيا العسال ، التي اختفت قسراً بعد آخر ظهور لها من بيت الله الحرام في منتصف آبريل الماضي .
الإعلامية المصرية التي قصدت السعودية بهدف العُمرة، ظهرت في مقطع فيديو لها على «تيك توك» يؤكد تواجدها أمام المسجد النبوي الشريف، حيث وجّهت من هناك دعوة لفكّ الحصار عن سوريا ، ثم في موقع «تويتر» نشرت مقطع فيديو آخر يظهر تواجدها أمام أحد بوابات الحرم المكي، بعد أن حصل جدال بينها وبين حسابات سعودية، فتوعّدها بعض تلك الحسابات بالتبليغ عنها، بتُهمة الإساءة للوطن.
ولم يطُل الوقت بعد ذلك حتى اختفت الإعلامية المصرية بالفعل، وفي ظروف غامضة، وفيما تداولت حسابات على «تويتر» أنها اعتُقِلت من قبل السلطات السعودية بسبب ما نشرته وما حصل .
وأكد عدد من الناشطين المتابعين لحساب رانيا، أن سبب اختفائها يعود لاعتقالها من قبل السلطات السعودية أثناء تأديتها لمناسك العمرة في مكة، فيما ردّوا السبب إلى تغريدة كانت قد نشرتها في 11 شباط/ فبراير الماضي، انتقدت فيها سلوكيات النظام السعودي حيث قالت : «لماذا يسمّوا أبواب الكعبة بأسماء ملوكهم، هل أحد من أُسرة بني سعود بنى الكعبة ولا حتى شارك في هدم الأصنام حولها ولا حتى تحريرها.. أكيد، جدّهم الأكبر هو من بلّغ أبرهة عن مكان الكعبة».
الكثير من المراقبين والمتابعين أكدوا أن فكرة الضبيبي ، ومروة الصبري ،و رانيا العسال لن يكن آخر ضحايا السلطات السعودية وسوف يستمر المسلسل الإجرامي السعودي في خطف واعتقال الأحرار والشرفاء من داخل أروقة الحرم المكي الشريف، وليس هناك من حلول جذرية تنهي الانتهاكات السعودية داخل المشاعر المقدسة غير نزع ولاية المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة من الأيدي السعودية الملوثة بدماء الأبرياء والممدودة لأعداء الأمة، ونزعها وتحويلها إلى إدارة إسلامية مشتركة وفق ضوابط شرعية تؤمن حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين من الانتهاكات والبطش والاعتقال والإخفاء القسري .