المجد للعمل والتحية للعمال

عبدالله الأحمدي

 

 

تمر ذكرى الأول من مايو عيد العمال العالمي على الشعب اليمني بعماله وكادحيه من الفلاحين والموظفين الذين قُطعت رواتبهم من قبل تحالف العدوان وعصابات الارتزاق، والبلد تعيش ظروفا قاسية فرضتها دول العدوان ومرتزقتها؛ حربا وحصارا يقاسيه الشعب اليمني منذ تسع سنوات عجاف. انعدمت فيها سبل العيش الكريم وفرص العمل الشريف. وانتعشت تجارة الحرب والقتل والنهب والسلب.
وتحول اليمنيون إلى لاجئيين في وطنهم. أكثر من ستة ملايين تركوا منازلهم ويعيشون في الخيام، أو تحت رحمة المؤجرين.
توقفت الأعمال، وفقد العمال أعمالهم التي كانوا يعتاشون وأسرهم منها.
وارتفعت الأسعار بشكل جنوني غير مألوف. وسيطرت السوق السوداء على طول وعرض البلاد. وانتشر المضاربون والمرابون هنا وهناك؛ يتاجرون بأقوات الناس وحياتهم. وزاد جشع التجار وأصحاب المساكن، وتحولت الحياة إلى جحيم في ظل حكم العصابات التي تتقاسم البلاد والموارد والثروات مع قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني والفرنسي والسعو/ الإماراتي.
ارتفعت الأسعار إلى عشرات الأضعاف، ومثلها إيجارات المساكن، وتم اخراج المستأجرين من مساكنهم بالقوة لعجزهم عن دفع الإيجارات المتراكمة. فشلت كل الجماعات التحكمة في إيقاف رفع إيجارات المساكن، واستسلم المستأجرون لمزاج ورغبات الملاك.
أكثر من عشرين مليون نسمة يعيشون على صدقات المنظمات الأجنبية. باعوا كل ما يملكون من أثاث وحلي، ووقفوا ينتظرون ما تجود به المنظمات اليهودية والنصرانية.
يقف الكادحون اليمنيون من عمال وفلاحين وموظفين لوحدهم في وجه العاصفة القاسية التي تدمر حياتهم.
شبح الموت جوعا يقترب من الجميع، بل إنه قد حصد الكثير من السكان المعدمين.
تشتري المصانع والمشاريع في الخارج، وترفع الأبراج في الداخل. كل هذا على حساب جوع الكادحين اليمنيين الذين يقاسون مرارة العيش.
الأحزاب والجماعات التي كانت تتشدق بالدفاع عن العمال والفلاحين والمعدمين، وصعدت على أكتافهم، خانت العمال والفلاحين وعموم اليمنيين، بل وخانت الأمانة التي حملتها باسم العمال والكادحين اليمنيين.
عمال اليمن وكادحوه يعيشون ظروفاً صعبة لم يعرفوها طوال تاريخ وجودهم على هذه الأرض؛ تُركوا دون حقوق، ودون دفاع. تعطلت كياناتهم من اتحادات ونقابات وجمعيات، وصُودرت أراضيهم ومكاتب اتحاداتهم منذ غزو عصابة ٧/٧ الدموية التي عطلت الحياة بكل أشكالها، واستباحت الحقوق والممتلكات، وعطلت العمل، ونهبت المصانع والمزارع، بل وخصخصت ما بقي منها، ورمت العمال في الشوارع.
هناك الكثير من الناس ينامون على الطوى، وبعضهم يخرجون ليلا يجمعون بقايا الأطعمة في المطاعم ليغيثوا أطفالهم.
منذ أن انقلبت عصابة ٧/٧ على الوحدة السلمية الديمقراطية والبلد تعيش في انعكاسات، وتتعرض مكاسب العمال والكادحين للمصادرة، وحقوق العمال للانتقاص، ويعيش العمال بدون حقوق.
تم تعطيل ومصادرة القطاع العام .أما القطاع الخاص فينتقص من حقوق العمال باستمرار؛ رواتبهم متدنية، ولا تفي بمتطلبات الحياة.
وفي الوقت الذي نحيي فيه الكادحين اليمنيين، وفي المقدمة الطبقة العاملة، ندعو كل القوى المتضررة من هذا العدوان وهذه الحرب إلى رص الصفوف، والوقوف بصلابة ضد قوى العدوان والاستغلال والارتزاق لتحقيق السلام، والعمل على استعادة الحقوق المنهوبة والمصادرة وفي المقدمة رواتب العمال والموظفين المقطوعة منذ سبع سنوات.
المجد للعمل والتحية للعمال وكل عام والكادحين اليمنيين بخير وسلام.

قد يعجبك ايضا