237 أسيراً فلسطينياً استشهدوا في سجون العدو الصهيوني جراء التنكيل والتعذيب

الشهيد خضر عدنان ليس الأول لكنه أيقونة جسّد شعاره «كرامتي أغلى من الطعام»

 

الثورة / متابعات
“يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة.. هذه الأرض لنا.. لا تيأسوا.. فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم، فالنصر قريب”، الكلمات الأخيرة للأسير الفلسطيني خضر عدنان كتبها في معتقل (الرملة) الصهيوني بعدما شعر بقرب استشهاده، جراء سياسة التنكيل التي يمارسها العدو الصهيوني بحق خمسة آلاف أسير ومعتقل داخل سجونه ، وخاصة المرضى منهم.
الشيخ خضر عدنان استشهد فجر أمس بسجن (الرملة) الصهيوني في اليوم الـ 87 لإضرابه عن الطعام الذي أعلنه لحظة اختطافه في الخامس من فبراير الماضي، وهذا الإضراب هو السادس له، لكنه الأطول ، وهو قيادي في حركة الجهاد الإسلامي من مواليد 24 مارس 1978م، اختطفه العدو من منزله في بلدة عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وأب لتسعة أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر عاما ونصف العام، وأكبرهم 14 عاماً.
تعرض للاختطاف 12 مرة، وأمضى أكثر من ثماني سنوات في معتقلات العدو الصهيوني، خاض خلالها ستة إضرابات عن الطعام، أولها عام 2004 استمر 25 يوماً، وآخرها إضرابه الذي استشهد خلاله.
في عام 2012، فجّر الشهيد عدنان (ثورة الإضراب الفردي) في معتقلات العدو بعد مقولته (كرامتي أغلى من الطعام)، عقب اعتداء قوات الاحتلال عليه، حيث قرر الإضراب عن الطعام والكلام معاً، واستمر إضرابه 66 يوماً، وشكل حالة تاريخية ومفصلية في تاريخ النضال الفلسطيني انتهت برضوخ الاحتلال له والإفراج عنه.
– بعد الإفراج عنه حينها قال عدنان: كما قد يكون الأسر في معتقلات العدو قدراً.. فإن الحرية قدر أيضاً، وعليّ العمل لأجل الخيار الثاني ، وفي عام 2015 خاض إضرابه الثالث منذ لحظة اعتقاله، واستمر 56 يوماً، وفي عام 2018 أعلن إضرابا استمر 58 يوماً، فيما استمر إضرابه الخامس في 2021 لمدة 25 يوماً.
وباستشهاد عدنان يرتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا في معتقلات العدو وسجونه السيئة منذ عام 1967 إلى 237، ولا يزال يحتجز جثامين 12 منهم، إضافة إلى استشهاد المئات بعد نيل حريتهم متأثرين بأمراض أصابتهم في السجون ، ليس الإضراب عن الطعام وحده ما يفتك بالأسرى بل التنكيل الذي يمارسه العدو الصهيوني.
وفي 11 مايو 1970 استشهد عبد القادر أبو الفحم خلال الإضراب في معتقل (عسقلان)، وهو أول شهداء الحركة الأسيرة، ممن خاضوا معركة الأمعاء الخاوية ، وفي 20 و24 يوليو والـ 31 من أغسطس 1980 استشهد راسم حلاوة وعلي الجعفري وأنيس دولة في معتقل (نفحة)، خلال الإضراب عن الطعام جراء الإهمال الطبي المتعمد.
وفي 4 أكتوبر 1992 استشهد حسين عبيدات خلال إضرابه عن الطعام الذي استمر 19 يوماً في معتقل (عسقلان) ، وفي العام 2012 فجر الشيخ عدنان خضر (ثورة الإضراب الفردي) عن الطعام وشكلت نبراساً لزملائه الأسرى، حيث مضى على طريقه العشرات من أبرزهم:
– أيمن الشراونة ، وثائر حلاحلة وبلال ذياب ، وسامر العيساوي ، وخليل عواودة ، وهشام أبو هواش ، ورائد ريان ، ومئات آخرين قضوا شهداء في هذه المعركة ، ويوم أمس استشهد الشيخ عدنان خضر.
وقدمت فلسطين قافلة من الشهداء الأسرى الذين امتزجت دماؤهم برطوبة الجدران وصمت الزنازين وآهات المعذبين، فكانت نموذجاً للصمود والتضحية كتبت حروفه بالشجاعة والتحدي، وشكل مثلاً أعلى للشعب الفلسطيني في جهاده في مواجهة العدو الصهيوني.

قد يعجبك ايضا