لا أجد فرقاً بين التفريط بالعرض والتفريط بسيادة الوطن واستقلاله ، فالتفريط بالأرض يشبه إلى حد كبير قبح وخسة التفريط بالأرض ، وكلاهما من الجرائم العظمى المستقبحة والأعمال والمواقف الممقوتة والمرفوضة وغير المقبولة لدى كل وطني حر شريف على امتداد وطننا الحبيب من صعدة إلى المهرة ، هذه فطرتنا التي فطرنا عليها ، وهذه قيمنا ومبادئنا وثوابتنا التي نشأنا وتربينا عليها ، والتي لا مجال للنقاش حولها أو الأخذ والرد بشأنها عند كل ذي فطرة سليمة و عقل سليم .
لذلك لا غرابة انطلاق أحرار اليمن للدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره عقب قيام تحالف البغي والعدوان والإجرام بقيادة مملكة الشر وقرن الشيطان بشن عدوانهم الهمجي وفرض حصارهم الجائر على بلادنا وأبناء شعبنا وانتهاكهم السافر للسيادة الوطنية برا وبحرا وجوا ، لأنهم أدركوا منذ الوهلة الأولى عواقب التفريط بالسيادة الوطنية والمخاطر والآثار المترتبة على ذلك ، حيث سارعوا لحمل السلاح وتلبية نداء الواجب الديني والوطني في مشهد يجسد الحمية والغيرة اليمانية الإيمانية على السيادة الوطنية.
شاهدنا كيف صنع الغزاة والبغاة في المحافظات والمدن المحتلة من انتهاكات وجرائم بحق المدنيين الأبرياء والتي وصلت إلى حد انتهاك الأعراض واستباحة الدماء ، جرائم وانتهاكات سافرة يندى لها جبين الإنسانية ، واستمعنا بكل حرقة وحسرة إلى شهادات بعض الضحايا والتي تقشعر من هولها الأبدان ، وللأسف الشديد لم يحرك ذلك ساكنا في أوساط قوى العمالة والخيانة والارتزاق ، الذين ابتلعوا ألسنتهم ولزموا الصمت وكأن القضية لا تعنيهم خوفا من سخط وغضب السعودية والإمارات ، بل إن البعض منهم ذهبوا للدفاع عن المعتدين ونفي تلكم الجرائم والانتهاكات من أجل كسب رضاهم والحصول على المزيد من مكرماتهم الملكية والأميرية التي يقتاتون منها على حساب أرضهم وشرفهم وعرضهم .
واليوم تواصل قوى الغزو والاحتلال انتهاكها واستباحتها للسيادة الوطنية في المحافظات والمدن اليمنية المحتلة ، وهاهي بريطانيا تطل برأسها من جديد في المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة من خلال تواجدها العسكري في المياه الإقليمية اليمنية في خليج عدن والبحر العربي ، منتهكة السيادة اليمنية على المياه الإقليمية بمحافظة المهرة ، حيث أقدمت قوات عسكرية بحرية على متن سفينة بريطانية الجمعة الماضية على إطلاق النار بصورة مباشرة على قارب تابع لقوات خفر السواحل والشرطة العسكرية بمحافظة المهرة مما أسفر عن مقتل الجندي عبدالسلام الجعدني أحد منتسبي قوات خفر السواحل ، في جريمة تكشف الأهداف والنوايا الإجرامية للمحتل البريطاني الذي يمني نفسه بالعودة إلى ماضي الاستعمار البغيض من جديد ، من خلال تواجده المستفز وانتهاكه الصارخ للسيادة اليمنية المحمية والمصانة بموجب المعاهدات والقوانين الدولية ذات الصلة .
بالمختصر، المفيد جريمة قوات الاحتلال البريطاني بحق عبدالسلام الجعدني داخل المياه الإقليمية اليمنية يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى كل اليمنيين الشرفاء في مختلف المحافظات اليمنية وفي مقدمة ذلك أبناء المحافظات اليمنية المحتلة ، من أجل التحرك العاجل والفاعل للدفاع عن السيادة اليمنية وطرد الغزاة والمحتلين وتطهير البلاد من دنسهم وإيقافهم عند حدهم قبل أن يفوت الأوان و يقع الفأس على الرأس ، لا مجال للصمت و ( الدعممة) تجاه هذه الجريمة ، فالبريطاني سيتمادى في غيه وإجرامه وسيواصل ارتكاب الجرائم وانتهاك السيادة الوطنية بكل برود ، ولن يسلم أحد من شره ومن على شاكلته من الغزاة وأذنابهم وأدواتهم العميلة ، لقد آن الأوان للالتحاق مع القيادة في صنعاء لتشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة الغزاة والمحتلين وتحرير اليمن من رجسهم ، فالعدو يتغطرس ولا مجال لمواجهة غطرسته إلا بتوحيد الجهود والالتحام في جبهة مقاومة وطنية موحدة تستعيد السيادة الوطنية وتعيد اللحمة اليمنية وتجهض أحلام الغزاة والمرتزقة بتفكيك اليمن وتمزيقه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .