استغلال حادثة التدافع

عبدالله الأحمدي

 

 

استغل إعلام العدوان وقنوات المرتزقة وخطباؤهم حادثة التدافع التي وقعت في مدرسة معين في صنعاء والتي كان التاجر الكبوس سبباً في تجميع الناس في تلك المدرسة بحجة صرف زكاة لهم.
المرتزقة صنفوا لها عديد أسباب ومسميات، ونسجوا لها قصصاً وحكايات من خلف عقولهم.. قصصاً ما أنزل الله بها من سلطان، وأبعد من الخيال، واتهموا سلطات صنعاء وأمن العاصمة جزافاً، ودون أدلة سوى التكهنات والتخرصات والكيد والأحقاد والضغائن التي تسكن قلوبهم وصدورهم.
ونسوا أنهم السبب الأكبر فيما يجري ويحدث في العاصمة وغيرها من إفقار، فهم من قطعوا المرتبات وحاصروا البلاد ومنعوا عنها الدواء والوقود والغذاء، وعطلوا الإنتاج في عموم اليمن من خلال قطع الوقود، وبالذات مادة الديزل التي تحرك المصانع والمزارع.
في صلاة عيد الفطر صباح الجمعة الموافق ٢١ أبريل ٢٠٢٣م وفي صلاة الجمعة من نفس اليوم، كانت جماعات التكفير والإرهاب على موعد مع الأكاذيب، صبوا كل حقدهم على نظام صنعاء، ولم يناقشوا الحادثة مناقشة موضوعية من حيث الأسباب التي جعلت الناس يتجمعون بذلك الشكل الكثيف، ولم يلوموا ذلك التاجر الذي لم يجعل له آلية لتوزيع زكاته، مثل كثير من التجار، بل اتخذوا من الحادثة مادة للمناكفة والمزايدة والتحريض، لم يكتفوا بما ضخوه من أحقاد وأكاذيب وتخرصات صباح يوم العيد، بل عادوا إلى ممارسة نفس الأكاذيب والأحقاد ظهراً في صلاة الجمعة، مما أضجر المصلين، وأصابهم بالغثيان، فاضطر بعضهم إلى الخروج بدون صلاة في الحالتين، تأففاً مما يقال من الأكاذيب والهدرة الفارغة.
هؤلاء السفهاء الذين استغلوا المنابر للكيد ونشر الطائفية والأحقاد كان عليهم أن يبينوا للناس حقيقة ما جرى، لو كان عندهم دين، أو ذمة، أو ضمير، أو حتى عقل، المسألة عند المرتزقة كلها مكايدات بعيدا عن الحقيقة ومعاناة الناس، وذاك هو ديدنهم منذ أن بايعوا دول العدوان للانخراط في خدمتها.
ولو أن في هؤلاء خيرا ما أضلهم الله وأحبط أعمالهم.
الدين النصيحة، وكان على هؤلاء أن ينصحوا ويكونوا صادقين فيما يقولون؛ على الأقل يحترمون تلك المنابر التي يتكلمون من فوقها.
إنهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً!!.
لقد حبطت أعمالهم وباءوا بغضب من الله ورسوله والمؤمنين، بعض أولئك السفهاء لا يعرفون أين مدرسة معين!!.
وبالنسبة لما وقع من تدافع في ذلك المكان كان على ذلك التاجر أن يحدد آلية لتوزيع زكاته، مثله مثل كل التجار في عموم الجمهورية، لكن بعض التجار ينفقون أموالهم رياء الناس، يبتغون الشهرة.
الصدقة الحقيقية هي تلك التي لا تعلم بها اليد اليسرى عما أنفقته اليد اليمنى.
يقال: إن الممثل الهندي (عامر خان) أعلن عن توزيع صدقة عبارة عن كيلو من الطحين؛ فذهب من يحتاجون وأعرض من يبحثون عن المال، وعندما فتح من استلموا الكيلو الطحين وجدوا في وسط الطحين (15) ألف روبية.
هناك من يزاحمون المحتاجين في كل مكان حباً بالمال والكسب، ولو أن التجار عملوا بحثاً عمن يستحق الزكاة لوجدوا أن كثيراً ممن يزاحمون لا يستحقونها.
بجانبي هنا تاجر يوزع أغراضاً لرمضان، أغلب من يزاحمون في محلات التوزيع هم أصحاب العمارات المؤجرة وأصحاب الدكاكين والميسورون، بينما المحتاجون يتفرجون، هذا كمثال عن عشوائية التوزيع.
حكومة صنعاء -مشكورة- بادرت بجبر ضرر من قضوا ومن جُرحوا في هذه الحادثة، لكن المرتزقة لم يواسوا المصابين ومن قضوا إلا بالهدرة والأكاذيب، وهي عادة دأبوا عليها منذ أن بذلوا أنفسهم في خدمة العدوان.
جماعة أبو هدرة أثناء صلاة العيد والجمعة استغلوا هذه المأساة وفرشوا شيلانهم عند أبواب المصليات والمساجد من أجل جمع المال، كما اعتادوا على ذلك منذ أن وجدوا على هذه الأرض.
الرحمة لمن قضوا، والشفاء للجرحى، ولا نامت أعين الجبناء والموتورين.

قد يعجبك ايضا