العيد  الحزين!

يكتبها اليوم/ حمدي دوبلة

 

حادثة التدافع المروعة التي شهدتها مدرسة معين بالعاصمة صنعاء قبل ساعات على حلول عيد الفطر المبارك، وما خلفته من مأساة حقيقية طغت على أجواء العيد في كل ربوع البلاد، فكانت الفرحة بهذه المناسبة الدينية العظيمة منقوصة وممزوجة بكثير من الحزن والألم والحسرات.

-بشاعة الحادثة الأليمة وما حلّ بالعشرات من أولئك الضحايا الباحثين عن الفتات وبقايا حياة على موائد اللئام وحفنة الأثرياء العابثين بحياة وكرامة الناس، آلمت قلب كل يمني وخيّمت مشاعر الوجع على المجتمع بأسره في أيام مباركات جعلها الله عز وجل محطة للسمو الروحي وتعزيز قيم الخير والسلام ومبادئ التكافل والتراحم بين بني البشر.

– عشرات المنازل اليمنية فقدت إما عائلاً أو ابناً أو عزيزاً لها في لحظة بحث عن لقمة عيش هزيلة، كان ميدانها أجواء عابثة وظروفا غير مسؤولة، لكن الفقر والجوع والعوز والحرمان دفعهم إلى خوضها فتساقطوا مثل أوراق الخريف، تاركين وراءهم الكثير من الأحزان والدروس والعبر، التي يجب أن يعيها الجميع “الدولة ورجال الأعمال ومؤسسات العمل الخيري والإنساني” بالصورة المطلوبة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المأساوية والكارثية.

-أولى رسائل ومضامين الفاجعة تتمثل في احترام كرامة الناس وعدم حشرهم في طوابير الاذلال والمهانة والعمل الجاد من قبل كافة الأطراف المعنية لإيجاد الآليات الكفيلة بإيصال المساعدات إلى مستحقيها بطريقة تحافظ على آدميتهم وكرامتهم والابتعاد بشكل نهائي عن محاولات تحقيق أي نوع من المكاسب السياسية والدعائية وغيرها امتثالا لقول الحق سبحانه وتعالى:

(قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ? وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ)

وهنا نُذكّر الأخوة فاعلي الخير والمحسنين بقول الرسول الكريم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه”.

– أعادت حادثة التدافع المؤلمة إلى الواجهة مجددا أهمية الملف الإنساني وضرورة وضعه في مقدمة أي تفاهمات سياسية لوقف الحرب العدوانية وهو ما تؤكد عليه القيادة السياسية مرارا وتكرارا، ولا بد من المضي على هذا الدرب مهما كانت الضغوطات والمغالطات والمماطلات من الطرف المعتدي.

-نسأل الله العلي العظيم أن يتغمد شهداء التدافع وجميع شهدائنا الأبرار بواسع الرحمة والمغفرة وأن يعجّل بشفاء الجرحى وأن يعصم قلوب ذويهم بجميل الصبر والسلوان وإن شاء الله تكون آخر الأحزان.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا