للأقصى ربٌّ يحميه..

طه العامري

 

الاقتحامات (الصهيونية) المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تضع أمامنا أكثر من علامات استفهام حول المواقف الرسمية العربية والإسلامية وأيضا المواقف الشعبية العربية والإسلامية، وخصوصا مواقف دول وأنظمة وشعوب (التطبيع) الذين كثيرا ما برروا دوافعهم للتطبيع من أجل مصلحة الشعب العربي الفلسطيني ومصلحة قضيته؟!

بيد أن ما حدث يومنا هذا (الأربعاء 5 أبريل 14 رمضان) من همجية وغطرسة ومجون متوحش مارسته الشرطة (الصهيونية) التي دخلت للمسجد والمصلين واقفين أمام ربهم يؤدون (صلاة التراويح) وعملت على تفريقهم بالقوة وبطرق وحشية لم يسلم منها الشيخ والطفل والمرأة، وبأقدامهم الهمجية دنسوا المسجد واستخدموا أسلحتهم الإجرامية، موقف يضعنا جميعا كعرب ومسلمين أمام حقيقة انتمائنا للعروبة والإسلام، ولكن يضع قبلنا ( أنظمة التطبيع)- عربية كانت أو إسلامية- أمام هذا المشهد الإجرامي المنافي لأبسط القيم الإنسانية، خاصة مع التصريحات (الصهيونية) الداعية إلى تحويل المسجد الأقصى المبارك إلى (كنيس صهيوني) و هو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله..!

نعم تابعنا الإدانات والاستنكارات من الأنظمة العربية والإسلامية، وهي لا تختلف عن تلك التي تابعناها منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، إدانات اعتدنا عليها واعتاد عليها أبناء فلسطين عند كل جريمة يرتكبها (الكيان الصهيوني) المدعوم من قبل بريطانيا وأمريكا، وهما الدولتان الاستعماريتان اللتان توظفان هذا الكيان وتشجعان كل ما يقوم به بحق أشقائنا في فلسطين وفي باقي الجغرافية العربية، باعتبار هذا الكيان بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا وحلفائها في الغرب، الذين يتحدثون عن الحقوق والحريات ويدافعون عن حقوق (المثليين) في العالم، فيما يغضون الطرف عن جرائمهم وجرائمهم ربيبتهم (الكيان الصهيوني) هذا الكيان الذي لا علاقة له بـ(اليهودية والدين اليهودي ولا علاقة له بنبيّي الله موسى وهارون) ، بل هو كيان (صهيوني) تحركه الصهيونية الاستعمارية التي تخدم (آل روتشيلد، وآل روكفلر) ولا علاقة لهم بالأديان بما في ذلك الدين اليهودي، الذي لا علاقة له بهذا الكيان المجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية والروحية، بل هو كيان استعماري استيطاني صهيوني مهمته حراسة المصالح الاستعمارية، وهذا يتطلب من كل عربي ومسلم موقفاً يعبر عن حقيقة الانتماء للعروبة والإسلام، موقفاً يناصر وينتصر للمقدسات الإسلامية التي تدنس بأقدام الهمج الصهاينة الذين لم يحترموا مشاعر المسلمين، ولم يحترموا حرمة مقدساتهم، بل لم يحترموا وقوف المسلمين في الصلاة بين يدي الله، يؤدون صلاتهم ويعبدون ربهم، فدخلوا عليهم بكل توحش وهمجية، وهي خطوة لا يجب الاكتفاء فيها بالإدانات فقد شبع أبناء فلسطين من بيانات الشجب والتنديد، كذلك أبناء الأمتين العربية والإسلامية لم يعودوا يكترثون بمثل هذه المواقف المتخاذلة التي لا تتجاوز حدود الشجب والتنديد وكأنهم يقولون لا قبل لنا بـ(الصهاينة وجنودهم) لأن أمريكا تدعمهم وترعي همجيتهم وتشجعهم على ممارسة هذه الهمجية، فيما الفلسطيني إذا ما حاول الدفاع عن وجوده ومقدساته تهرول وفود أنظمة الذل والعار سرا وعلانية بالضغط على المقاوم الفلسطيني وتطالبه بضبط النفس والتهدئة، بل ويتم تهديد الفلسطينيين بالويل والثبور والحصار والتجويع إن هم دافعوا عن أنفسهم وعن مقدساتهم..؟!

إن جريمة اقتحام المسجد الأقصى التي حدثت مؤخرا تعد مؤشرا لمرحلة صهيونية ساخرة من العرب والمسلمين غير مكترثة ببيانات الإدانات، بل إن (الصهيوني المستوطن بن جفير) يسخر علنا من العرب والمسلمين، فيما مستوطن آخر يزعم أنه يأمل بضم الأردن وجزء من العراق والسعودية وسيناء المصرية، باعتبارها أراضي (يهودية)..؟!

إذا هل ثمة موقف نرتجيه من أنظمة التطبيع العربية والإسلامية، وإلا قد صدق فيهم قول الله تعالى ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وبالتالي فإن المطبعين لم يعودوا ينتمون للعرب والمسلمين وأصبحوا بدورهم حراسا لهذا الكيان الاستيطاني العنصري..؟!

ومع ذلك فإن للأقصى ربٌ يحميه وللشعب الفلسطيني قدرة تمكنه من التصدي للغطرسة الصهيونية ومعه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ليس بالضرورة أن يكونوا عربا..؟!

وحسبنا الله ونعم الوكيل..

 

 

قد يعجبك ايضا