ظلت القبيلة اليمنية عبر التاريخ الرديف الحقيقي للدولة اليمنية وجزءا منها، فمنها يتعين قادة الجيوش وعليها تعتمد الدولة في حفظ الأمن الداخلي وبها تستعين في مواجهة الأخطار المحدقة بها.
وعند تعرض الدولة للانهيار أو الضعف أو تتعرض البلاد لعدوان خارجي كانت القبيلة هي من تدافع عنها وتدير شؤونها وفقا للأعراف والتقاليد التي توارثتها جيلا بعد جيل والتي لا تقل أهمية عن الدساتير والقوانين المعروفة اليوم، فلكل قبيلة شيخ هي من تختاره وتحتكم اليه في كافة شؤونها وتفوضه في تمثيلها أمام غيرها واتخاذ ما يراه لحفظ أمنها، وقد ظلت هذه الأعراف والتقاليد متوارثة حتى اليوم ولم يضعف دور القبيلة اليمنية الا خلال النظام السابق الذي استعان بالخارج لتثبيت حكمه وسعى للسيطرة على القبائل اليمنية من خلال إثارة العداوة والبغضاء بينها ولم يكتف بذلك بل زرع العداوة والبغضاء بين أبناء القبيلة الواحدة إلى أن ثارت بوجهه كافة القبائل في يناير 2011 إلا أن الخارج عبر أدواته المحلية تمكن من إجهاض هذه الثورة التي امتدت جذوتها حتى جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 بقيادة وطنية مخلصة حملت هموم وتطلعات الشعب اليمني على عاتقها ورفضت الوصاية على الشعب اليمني أو الانصياع للخارج.
وحينما عجز الخارج عن إسقاط هذه الثورة المجيدة أعلن الحرب عليها، فسقط النظام الحاكم حينها وانهار الجيش ولم يتبق أمام القيادة الثورية الحكيمة سوى اللجوء إلى القبيلة اليمنية لمواجهة هذا العدوان الغاشم وحفظ الأمن والاستقرار في الداخل فما كان من القبيلة اليمنية إلا أن لبت هذا النداء الثوري، ولم تتراجع عن القيام بدورها في مواجهة هذا العدوان الغاشم لاسيما وانها قد وجدت قيادة وطنية شجاعة قررت الدفاع عن بلدها بمفردها فأجلت القبائل كافة الخلافات والثأرت التي بينها وقررت ان تقف صفا واحدا خلف القيادة الثورية في مواجهة هذا العدوان الذي لم يستثن ايا منها فشكلت الكتائب والألوية من خيرة أبنائها وأرسلت القوافل من المال والرجال إلى كافة جبهات القتال، وهاهي اليوم تطوي صفحات من المآسي والأحزان التي ظل النظام السابق يغذيها خلال سنوات حكمه استجابة للقيادة الثورية التي أعادت للقبيلة اليمنية مكانتها ودورها المشرف الذي كانت تقوم به عبر تاريخها.
أمين عام مجلس الشورى