لليمن تاريخه العظيم في رفض الوصاية والهيمنة الأجنبية – أكانت مباشرة أو غير مباشرة – ولهذا كان لقادة هذا الرفض التحرري صولاتهم وجولاتهم ، التي أحاطتهم بالإكبار والتقدير لدى شعوبهم وخارج شعوبهم ..
فهذا شاعر من العراق – يرفض الهيمنة – إنه الشاعر الكبير جعفر الحِلَّي النجفي ، يرى في الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين مثالاً لقائد عظيم قاد شعبه إلى رفض الخنوع للهيمنة العثمانية ، والخروج على ذلك بحد السيف وبذل التضحيات ، حتى أنه في القصيدة التي بعث بها إليه في ثلاثينيات القرن الهجري الماضي يصفه بالملك الذي سَما على من حوله من الملوك في الجزيرة العربية وغيرها ، ومما جاء في تلكم القصيدة :
مُرْ، وانْهْ، واحْكمْ، فأنت اليوم مُمْتَثَلُ
والأمرُ أمرُكَ لا ما تحكمُ الدُوَلُ
عَنْكَ الملوكُ انثنوا عجزاً وما علِمُوا
أأنتَ زِدْتَ عُلواً ، أم همُو سَفَلُوا
ويستمر في قصيدته الرائعة إلى أن يرى في المنصور محمد بن يحيى حاملاً للواء ثورة الحسن والحسين وأنه بذلك يحيي سيرة الهادي ، فيقول :
« محمد»(1) اليوم قد أحيا بني حَسن
كأنهم قط ما ماتوا ولا قُتِلوا
فمن رآك ، رأى (الهادي) و عُتْرَتِهِ
وفيك مِنْهُ صفاتُ ليسَ تنفصل
وهي قصيدة مطولة وردت أبيات منها في كتاب (الإمام أحمد حميد الدين) لمؤلفه الشاعر أحمد محمد الشامي، تقديم الأستاذ أحمد محمد نعمان . تقريض القاضي عبدالرحمن الإرياني وضمنه الشاعر محمد محمود الزبيري بعض التعليقات.
إنه تميز اليمن في إبادة من يغزوه ومن يطمع في الوصاية عليه .
(1) يقصد المنصور محمد