تحالف العدوان الذي تقوده مملكة آل سعود ضد اليمن واليمنيين يخوض عدة حروب على اليمن في وقت واحد؛ حرب عسكرية متوحشة، استخدم فيها كل أسلحته، وجرب أخرى قادمة من مصانع الغرب الإمبريالي؛ دمر فيها كل ما هو قائم على الأرض من منشآت عسكرية ومدنية؛ مركّزاً على البنية التعليمية والاقتصادية، متعمداً تعطيل العملية التعليمية وتجهيل وقتل الأجيال، باعتبار أن النشء هم من يجددون الكتلة السكانية والمجتمع.
أما الحرب الأخرى فهي الحرب الاقتصادية، وقد بدأها مبكراً منذ السبعينيات عندما استبدل الحرب العسكرية باللجنة الخاصة التي كان يشرف عليها وزير الدفاع الهالك سلطان بن عبدالعزيز.
عملت المملكة على تجميع مشايخ بعض المحافظات ومدتهم بالمال لمنع تمدد الدولة اليمنية إلى حدودها، وصدّرت المذهب الوهابي التكفيري الذي أعاق العملية التعليمية وتطور البلاد، ونشر التطرف والإرهاب. كما منعت الدولة من التنقيب على المعادن، سيما البترول في المناطق الشرقية (الجوف/مارب ) وعملت على إفقار البلاد من خلال السماح للتهريب والمهربين وإغراق السوق اليمنية ببضائع مهربة. كما قامت بمضايقة المغتربين، ومنع الشركات من الاستثمار والتنقيب في البلاد.
وتمادت في العدوان على اليمنيين بقتل رئيسهم إبراهيم الحمدي وأخيه عن طريق عملائها في صنعاء، ثم فرضت الوصاية على اليمن من خلال من فرضتهم حكاما على اليمنيين. وحاصرت الجنوب ومدت قوى الثورة المضادة بأدوات التخريب وحاربت الوحدة من أول يوم قامت فيه.
وكان طرد أكثر من مليون مغترب في العام ١٩٩٠م رداً على قيام الوحدة لتحدث بذلك أزمة اقتصادية طاحنة، ثم عملت على تأجيج الصراعات داخل اليمن من خلال الأحزاب والمشايخ العملاء التابعين لها، حتى أوصلت البلاد إلى الحرب.
كما فرضت على المغتربين اليمنيين نظام الكفيل وهو نظام استعبادي جائر يمتص مدخرات المغترب، ومنعت اليمنيين من مهن وأعمال كثيرة، وراقبت إرساليات المغتربين إلى ذويهم في الداخل اليمني.
وواصلت منع اليمنيين من استثمار ثرواتهم، أو الاهتمام بزراعتهم، أو الأسماك؛ ليظلوا فقراء، ومشايخهم، وحكومتهم متسولين يمدون أيديهم إلى أمراء البلاط السعودي.
نكثت مملكة آل سعود باتفاقية ١٩٣٤م التي تمنح اليمني معاملة مثله مثل السعودي، لكن حكومة الوصاية في صنعاء رضخت لإملاءات بني سعود، وزادت على ذلك أن اعترفت لبني سعود بالسيادة على الربع الخالي، ومارست عصابة بني سعود سياسة التوسع والاستقطاع لأراضي اليمن. وعقدت عصابة صنعاء العميلة اتفاقية بيع مع بني سعود في العام ٢٠٠٠م ألغت بها شرطية التوقيت العشريني لاتفاقية الطائف ١٩٣٤م لتصبح اتفاقية دائمة ونافذة.
كل هذا لم يكف بني سعود، فشنوا على اليمن حربا عسكرية وأخرى اقتصادية؛ دمروا فيها المصانع والمعامل والمزارع وصوامع الحبوب، والسيارات الناقلة للغذاء، كما ضربوا خزانات المياه والآبار، وأعادوا اليمنيين إلى ما قبل مئة عام، حتى الحيوانات لم تسلم من هجماتهم، كما حدث للمواشي والأغنام والخيول في الكلية الحربية، حتى الأموات في مقابرهم تعرضوا للهجمات !!
تمارس العصابة السعودية سياسة الإبادة والتنكيل ضد اليمنيين في الداخل والخارج منذ مذبحة الحجاج في تنومة في١٩٢٧م. وما يحدث من قتل واعتقالات ومحاكمات للمغتربين لدليل على وحشية هذه العصابة تجاه شعب مسلم ومسالم، وجار أسهم في بناء المملكة وقدم الحبوب لأمراء تلك العصابة عندما كانوا فقراء قبل أن يظهر النفط، ويطغيهم.