قتل النساء لأزواجهن والعكس وزيادة حالات الطلاق ..من أسبابها التأثر بتلك المسلسلات
أخطر وسائل الحرب الناعمة: المسلسلات الأجنبية.. تهديد حقيقي لتماسك واستقامة الأسرة اليمنية
الآباء والامهات معنيون بتوعية أبنائهم بضرورة التمسك بالثقافة القرآنية والهدى الرباني باعتباره الحصانة لعقولهم من الغزو الفكري المدمر
تأخذ الحرب الناعمة المفروضة على الشعب اليمني والشعوب العربية والاسلامية عموما أشكالا متعددة يتصدرها الغزو الفكري المتمثل في ظاهرة المسلسلات الأجنبية المدبلجة التي انتشرت مؤخرا في الفضائيات العربية بشكل مخيف وهي محملة بقيم غريبة وأساليب غير معهودة للحياة الأسرية في المجتمع اليمني والمجتمعات الاسلامية بصورة عامة.
الأسرة/ خاص
هناك سياسات وتوجهات تتبناها كيانات وانظمة معينة تقف وراء انتشار ورواج مثل هذه المسلسلات والأعمال الفنية المشبوهة، كما ان هناك دوافع اجتماعية ومحفزات طبيعية تدفع الجمهور لمتابعتها .
ويصنف علماء الاجتماع الدوافع الاجتماعية والحاجات النفسية إلى ثلاثة مستويات، يكون أولها الحاجات والأنشطة السلوكية العامة لكل البشر، ومن أمثلتها تكوين الأسرة وتربية الأطفال، وثانيها الأنشطة السلوكية الثقافية، ومنها التي ترتبط بالثقافة والدين، وهي الخصوصيات الاجتماعية والثقافية لكل أمة، وثالثها الأنشطة السلوكية الفردية التي يختلف فيها الرجل عن المرأة والكبير عن الصغير وحتى الأخ عن أخيه.
هذه المثيرات أو المحركات السلوكية تنطوي على فروقات شاسعة بين الثقافة العربية الإسلامية وثقافة هذه المسلسلات الغريبة تخلق أسئلة كثيرة عن أسباب إدمان المواطن العربي على متابعتها حيث لا يوجد سبب يبرر ذلك سوى مايسميه علماء النفس إشباعات وهمية، حيث يستمتع الشاب المراهق أو المراهقة بمشاهدة بطل المسلسل ويتقمص شخصيته لباسا وحديثا وسلوكا.
أسباب الاقبال..
فيما يصنف علماء النفس الحاجات النفسية إلى حاجات أساسية، منها الحاجة إلى الأكل والشرب والنوم والأمن، وهي حاجات أساسية تحافظ على بقاء النوع واستمراره، وأخرى مكتسبة أو ثانوية ومنها الحاجة إلى الحب والقبول من الآخرين والترفيه وحرية الاختيار وتحقيق الذات وإشباع الميول والاتجاهات التي يكتسبها الفرد خلال مراحل نموه.
ويرى علماء التربية وعلماء النفس على حد سواء ان الفرد مزود بقدرات مناعية نفسية تسمى “وسائل الدفاع النفسي” يستخدمها الفرد كحيل لاشعورية لإشباع حاجاته وهميا أو خياليا، ما يساعده على خفض التوتر الناتج عن الفشل والإحباط الناتج عن عدم قدرته الفعلية على الإشباع.
ومن هذه الحيل كما يقولون الكبت والتقمص والتوحد، حيث يعتقد بأن هذه الإشباعات الوهمية هي ما يجده في مشاهدة المسلسلات، حيث يستمتع الشاب المراهق أو المراهقة بمشاهدة بطل المسلسل ويتقمص شخصيته لباسا وحديثا وسلوكا طمعا منه في استقطاب عطف أو حب أو انتباه الجنس الآخر.
إضافة إلى ما يحتويه المسلسل من أزياء مبهرة ومناظر طبيعية خلابة وجمال ووسامة الممثلين والممثلات، تجعل المراهقين يعيشون ساعات خيالية لامعنى لها.
آثار مدمرة
أغلب المسلسلات ان لم تكن جميعها تستهدف إفساد الشباب المسلم من خلال الإثارة الجنسية مستغلة بذلك بطالته وحرمانه وضعف أداء وسائل إعلامه لتدفع به إلى أنماط سلوكية انحرافية تتناقض مع قيمه ومعتقداته الدينية.
ويؤكد مختصون إن ما يدور في حلقات المسلسلات الاجنبية المدبلجة من أحداث هي في الاساس تمثل انقلابا خطيرا على معايير القيم السوية وتبث سموماً أخلاقية خطيرة تهدد الاسرة والمجتمع والامة بأسرها .
أما فيما يخص الآثار السلبية على المشاهد فقد تكون الأبعاد التربوية السلبية أكثر وقعا على الشباب والمراهقين من الجنسين الذين ما زالوا في مرحلة تنمية ميولهم واتجاهاتهم وتحديد مسارات سلوكياتهم القيمية والأخلاقية والدينية والفلسفية.
وأما الرجال والنساء الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فقد يثأثرون سلبا بمشاهدة تلك المسلسلات، غير أن هذا الأثر يعتقد بأنه وقتي، كحدوث بعض حالات الطلاق التي لها آثار مدمرة تربويا على الأطفال وايضا جرائم قتل النساء لازواجهن والعكس.
يتضح مما سبق أن الجمهور العربي يرى أن الأوضاع العربية السيئة في بعض الاقطار خصوصا تلك التي لاتتبع هدي الله من خلال تطبيق ثقافة القران والتحلي باخلاق وقيم الرسالة المحمدية الحقة التي يحمل مشاعلها اعلام الهدى هي التي تؤدي إلى محاولة الهروب من الواقع والبحث عن شيء يحقق الارتياح ولو بطرق غير واقعية مثل متابعة برامج القنوات الفضائية والمسلسلات الاجنبية.
ضعف الوازع الديني
كما يؤكد مختصون ان الإقبال على المسلسلات الأجنبية يعكس ضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية. وهو ما يؤدي إلى مخاطر واثار تدميرية على تماسك الاسرة وانحراف الأطفال ويوضحون ان الحل يكمن في تحمل مسئولية اولياء الامور من الآباء والامهات لواجباتهم في توعية ابنائهم بضرورة التمسك بالثقافة القرآنية والهدى الرباني، باعتباره أفضل الوسائل لتحصينهم من هذه الأفكار ومن قوة أساليب وتأثير الغزو الفكري على العقول والسلوكيات.