الثورة / متابعات
أغلقت الجهات الرقابية الأمريكية بنك «سيليكون فالى»، المصنف رقم 16 ضمن أكبر البنوك في الولايات المتحدة، وتم السيطرة على ودائع العملاء، فيما يعد أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وجاءت هذه الإجراءات في الوقت الذي كان يسعى فيه البنك، وهو مقرض رئيسي في مجال التكنولوجيا، بكل السبل لجمع الأموال لسد خسارة من بيع الأصول المتأثرة بأسعار الفائدة المرتفعة.
وأدت المشاكل التي تعرض لها إلى اندفاع العملاء لسحب أموالهم، وأثارت مخاوف بشأن حالة القطاع المصرفي.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن انهيار بنك سيلكون فالى جاء بعد يومين من تحركاته الطارئة للتعامل مع طلبات السحب والانخفاض الحاد في قيمة ممتلكاته الاستثمارية التي صدمت وول ستريت والمودعين، وتراجعت أسهم البنك بنسبة وصلت إلى 60 %. وقال شخص مطلع على المفاوضات إن البنك الذى لديه أصول بقيمة 209 مليارات دولار في نهاية عام 2022، كان يعمل مع مستشارين ماليين حتى صباح الجمعة الماضية للعثور على مشتر.
وفى حين أن المشاكل التي يواجهها البنك فريدة من نوعها، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز قالت إن العدوى المالية تنتشر عبر أجزاء من القطاع المصرفي، مما دفع وزيرة الخزانة جانيت يلين لطمأنة المستثمرين علنا بأن النظام المصرفي كان مرنا.
وقالت يلين إنها تراقب «التطورات الأخيرة» في بنك «سيليكون فالي» وغيره «بعناية شديدة». وأضافت:» عندما تتعرض البنوك لخسائر مالية، فإنه ذلك يجب أن يكون مصدر قلق».
وأوضحت بى بى سى أن سيلكون فالى بنك يعد مقرضا عاما للشركات الناشئة، وهو شريك مصرفى لما يقرب من نصف شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية المدعومة من الشركات الأمريكية التي تم إدراجها في سوق الأسهم عام 2016.
وبدأ سيلكون فالى كبنك في كاليفورنيا عام 1983، ويعمل به أكثر من 8500 شخص على مستوى العالم، على الرغم من أن معظم عملياته في الولايات المتحدة.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الانهيار الداخلي للبنك قد يؤدى إلى إحداث فجوة في الجانب الأكثر ابتكارا بالاقتصاد الأمريكي، يعطل رواتب العاملين في مجال التكنولوجيا، ويدفع البنوك الإقليمية الأخرى إلى أزمة مماثلة.
فعلى العكس من البنوك العملاقة التي أشعلت الأزمة المالية العالمية عام 2008، فإن بنك سيلكون فالى كان يعتمد بشكل كبير على قطاع محفوف بالمخاطر من الاقتصاد في كل المودعين والعملاء. وتبين أن هذا الرهان خبر سيئ للشركات الناشئة الطموحة التي هيمنت على عالم التكنولوجيا العالية. لكن هذا يعنى أن البنك الصديق للتكنولوجيا يفتقر إلى التشابكات المالية المعقدة مع المؤسسات الأخرى التي يمكن أن تحول خسائر أحد البنوك إلى تهديد للصناعة بأكملها.