أكاذيب أمريكا..!

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

 

لا جديد في القول إن كل ما تعيشه البلاد العربية من حروب وأزمات وحالات الصراع والتشظّي ما هو إلّا نتاج مساع أمريكية صهيونية حثيثة لا تتوقف أبدا، من أجل إخضاع الشعوب والمجتمعات لإرادة ورغبات السيد الأمريكي وضمان إبقاء الكيان الصهيوني قوة إقليمية متسيّدة بحيث لا يجرؤ أحد على منافستها أو تشكيل أي خطر على وجودها غير الشرعي.
-أمريكا رحبت على مضض بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ولم تنس أن تستعرض عضلاتها في بيان الترحيب بالقول إنها كانت على علم مسبق بالمساعي الصينية لإنجاز الاتفاق، في تهديد مبطّن لحليفتها الأكبر في المنطقة “النظام السعودي”، وللتقليل من جهود بكين وعدم الاعتراف بما صارت تمثله الصين من قوة ونفوذ في السياسة الدولية مع تزعزع مكانة أمريكا وتراجع نظرية القطب الواحد، وراحت تشكّك على لسان عدد من مسؤوليها بمصداقية وحسن نوايا أطراف الاتفاق وأن فرص نجاحه ضئيلة، في موقف فسّره محللون بالتمهيد الأمريكي لعرقلته، وربما إفشاله فهو يتعارض – إلى حد ما – مع أهداف واشنطن في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتحويله لمنطقة نفوذ مطلقة يتم فيها دمج الكيان الصهيوني بحيث يبقى قوة مهيمنة لا تُبارى ولا تُقهر.
-بلوغ هذه الغاية وفق الرؤية الأمريكية يتطلّب وجود دول وأنظمة خانعة مستسلمة لا تملك حولا ولا قوة ولا توجّها ولا حتى نوايا مستقبلية لمنافسة هذا الكيان “اللقيط”، ناهيك عن مناصبته العداء، ولأمانة الطرح، فقد قطعت خطوات لا بأس بها في هذا الإطار من خلال صفقات التطبيع المهينة التي وقعت في مستنقعها الآسن العديد من الأنظمة العربية، وأخرى في الطريق تنتظر الوقت المناسب لإعلان ما تم ويتم في السّر.
– كل ذلك يفسّر الهجمة الشرسة التي تقودها واشنطن وأذيالها في المنطقة ضد البلدان المنضوية في إطار محور المقاومة ممن ترفع عنوان التصدي للمشاريع الأمريكية الصهيونية التي لا تهدأ ولا تفتر، بل تتعدد أشكالها وأساليبها ووسائلها، ولعل آخرها ما باتت تردده آلة الدعاية الأمريكية عبر أبواقها حول ما تسميه تزايد عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن وكيف أنها تعمل ليل نهار لإفشالها وضبطها قبل وصولها إلى ” الحوثيين”، كما تؤكد في تلك المزاعم الواهية.
-وتيرة الحرب الدعائية التي تشنها أمريكا لاستهداف اليمن، تحت مزاعم “تهريب الأسلحة”، ارتفعت بشكل ملحوظ مؤخراً، والهدف من ذلك – كما يؤكد محللون سياسيون – تبرير فرض سيطرتها وهيمنتها على مناطق النفط في الشرق اليمني وتعزيز تحكّمها على الممرات المائية في المنطقة، وخُصُوصاً البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
-أكاذيب أمريكا وهجمتها الشرسة على اليمن، تتزامن مع تحرّكات محمومة على الصعيدين العسكري والسياسي، حيث كثفت من زيارات مسؤوليها السياسيين وقادتها العسكريين إلى المحافظات المحتلة في الشرق اليمني الغني بالنفط والثروات، لبحث ما تسميه ملف مكافحة التهريب وتعزيز الأمن البحري وحرية الملاحة إلى آخر هذه التخرّصات والمبررات والذرائع التي ما فتئت تسوقها وهي لا تنطلي على أحد ولا تجد ترحيبا إلّا من قبل أدواتها وعملائها المحليين والإقليميين، أمّا الشعب اليمني وقيادته الوطنية في صنعاء، فهو يؤكد مرارا وعلى أعلى مستويات الهرم القيادي، أن أي وجود عسكري أجنبي في اليمن مرفوض وسيتم التعامل معه كغزو واحتلال، وعليه أن يرحل سلما أو حربا وأن الشعب اليمني لن يقبل المساس بذرة من تراب أرضه أو بقطرة من ماء بحره.

قد يعجبك ايضا