على مدى عقود تزايدت أطماع الدول الكبرى والمهيمنة على مقدرات الدول النامية وخصوصا منطقة الشرق الأوسط والدول العربية واليمن على وجه التحديد لامتلاكه موقعا جغرافيا هاماً وثروات هائلة، مما جعله في دائرة الاستهداف، وكلما توسعت قاعدة الفقر في اليمن توسعت معها الأطماع الخارجية للدول المهيمنة على المنطقة وخلال أكثر من خمسة عقود منذ اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م استطاعت دول الهيمنة أن تجد لها في الداخل من يساعدها على بسط نفوذها في الجانب السياسي والاقتصادي وفي كل الجوانب والاتجاهات التي تنفذ من خلالها إلى امتلاك القرار، بينما تترك لأصحاب البلد أن يتحكموا شكلا كأنهم أصحاب القرار هذا الوضع وقفت في وجهه في العقد الأخير حركات ثورية تحررية وطنية في مقدمتها حركة أنصار الله ومن وقف معها حتى أصبح الملايين من شعب اليمن جدارا منيعا يرفض الهيمنة والاستبداد السياسي والاقتصادي وكافة أشكال الاستعباد من قبل الدول الكبرى وكان من الطبيعي لهذه الدول الباسطة على مقدرات الشعوب أن تستعين بحلفائها في المنطقة وأن تأمر بشن حرب لا هوادة فيها، فكان ذلك التحالف الوحشي حربا على الصغير والكبير وعلى امتداد الأرض اليمنية، لأن تحرك المخزون البشري الهائل في اليمن والتفافه حول قيادة يمنية صادقة يهمها امتلاك القرار السياسي وإعادة ثروات الشعب إلى الشعب ممثلة بقائد مؤمن بأحقية هذا الشعب في امتلاك ثروته وإعادة هويته الإيمانية إليه يشكل عائقا يفسد جميع أحلامهم فكانت الخطوات المفصلية لعودة مقدرات البلد واقتصاده لصالح الشعب اليمني صاحب الأرض ومالك الثروة بعد سيطرة خارجية لعقود من الزمن، لقد وصل حال اليمن من الفقر المدقع إلى إحصائيات صادمة حسب تقارير المتحدة التي باتت تصنف اليمن كاملا بأنه تحت خط الفقر وان ترتيب اليمن حسب التصنيف العالمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن أفقر بقاع العالم ودائرة الفقر فيه مستمرة في الاتساع كل هذه الأرقام نسلم بصحتها ولا يخفى على عاقل أنها تستثمر لتمديد مسلسل الإفقار من قبل الدول الطامعة في البسط على اليمن وعلى مقدرات شعبه الثائر، لكن الشيء الذي لم تحسب له الدول الطامعة في ثروات ومقدرات البلد هو أن يصمد الشعب كل هذه السنوات في حرب يعد فيها بقاؤه بحسابات معينة ضرباً من الخيال والأهم انه إلى جانب ذلك الصمود الأسطوري لديه إصرار على إفشال كل مخططاتهم التي لم يقتنع البعض منهم بأن اليمن الفقير بحساباتهم أيضا سيفشل كل ما خططوا له على مدى عقود، وبينما هم في هذه الحيرة نستطيع كشعب واعٍ أن نؤكد أن طرق النجاح أمامنا مفتوحة، فقد نجحنا في مجال التصنيع العسكري للدفاع عن أنفسنا وعن بلدنا ونجحنا كشعب إلى حد كبير في استصلاح بعض الأراضي الزراعية، كما نجحت القيادة السياسية في تشخيص العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع في مجالات عدة لإيجاد الحلول المناسبة وعلى طريق بناء اليمن القوي، والواقع يؤكد انهم يعملون ونحن في هذه المرحلة نتطلع إلى المزيد من الاهتمام بذوي الخبرات في المجال الاقتصادي واستغلال القدرات والإمكانات البشرية لنظيفي اليد وهم كثر على امتداد اليمن بإمكانهم تعمير هذا البلد الغني بثرواته النفطية والاقتصادية والبشرية.
والله الموفق