وقف أحد المهندسين العرب الزائر لليابان منبهراً أمام المهندس الياباني الذي اصطحبه في جولة استطلاعية لإطلاعه على المشاريع التي تنفذها الشركة التي يعمل فيها، وأمام روعة وعظمة ما شاهده (صاحبنا العربي) من دقة ومهارة وجودة وإتقان في العمل قال للمهندس الياباني : يا صديقي كيف أصبحتم كلكم أذكياء ؟ وكيف وصلتم إلى هذه الطفرة الهائلة و المستوى المتميز في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ؟!!!
نظر إليه المهندس الياباني مبتسماً، وأجاب على تساؤله قائلا : يا صديقي أنتم العرب أذكى منا، قال العربي : كيف وأحوالنا وأوضاعنا محزنة مؤلمة لا تسر أحداً، فرد عليه الياباني : ( يا صديقي أثبتت الدراسات بأنه يوجد من كل10 يابانيين ذكي واحد، بينما عندكم بين كل10يوجد9أذكياء وغبي واحد، ونحن في اليابان نختار الذكي الواحد للمناصب القيادية ونوكل للتسعة الباقين مهمة مساعدته، أما أنتم فتصنعون العكس، حيث تختارون الغبي الواحد لقيادة مؤسساتكم وإداراتكم وتتركون الأذكياء بدون عمل، وهذا ما يجعلكم تظنون بأننا كلنا أذكياء ).
هذا هو تشخيص دقيق للواقع المرير الذي عليه الكثير من البلدان العربية التي تتعامل مع الوظيفة العامة بمعايير خرقاء لا تصب في خدمة مصالحها العامة ولا في خدمة شعوبها، حيث لا تزال معايير المحسوبية والولاءات الضيقة هي السائدة في كثير من البلدان العربية على حساب معايير النزاهة والاستقامة والخبرة، وهو ما يؤثر سلباً على مستوى الأداء في مختلف مفاصل وقطاعات تلكم الدول، ولذا تصدر المشهد السياسي في عدد من الدول العربية مجموعة من الزهايمريين و عدد من الغلمان المراهقين الذين خلطوا الحابل بالنابل، وحولوا السلطة والقيادة إلى طغيان وتجبر وتسلط على رقاب الشعوب، ومتاجرة بقضايا شعوبهم وأمتهم ، وتحولوا إلى معاول هدم وأدوات للتخريب، وباتوا يشكلون خطرا على شعوبهم وأمتهم ، بعد أن سقطوا في مستنقع التطبيع والتصهين والخيانة والعمالة، ولم نلمس منهم أي خير يرتجى على الإطلاق بعد أن باعوا وتاجروا بكل شيء من أجل مصالحهم الضيقة وتنفيذا لتوجيهات أسيادهم من الأمريكان والصهاينة ومن دار في فلكهم .
هذه النوعية من القيادات تعد نقمة على شعوبها، فهي في الغالب لا تمتلك أي مشروع لبناء أوطانها ورخاء شعوبها ، ومن الخطأ السكوت عنها ومداهنتها وعدم اتخاذ أي مواقف تجاهها من قبل شعوبها، بخلاف ما عليه القيادات الوطنية المتسلحة بالإيمان بالله، الواقفة على الدوام في صف شعوبها، المساندة لقضايا أمتها، القيادات الحكيمة التي تمثل بالنسبة لشعوبها وأوطانها وأمتها نعمة كبيرة تحتم عليهم الحفاظ عليها ومساندتها والوقوف في صفها للمضي قدماً في عملية البناء والتطوير والتحديث على مختلف المسارات وفي مختلف المجالات للوصول إلى المستويات المنشودة والغايات المرجوة .
بالمختصر المفيد.. القيادات العميلة يجب تعريتها وفضحها على الملأ، فما تقوم به ليس بالأمر الهين أو البسيط – كما يظن البعض، هؤلاء كالسوس ينخرون في جسد أوطانهم وأمتهم، ويجب إيقافهم عند حدهم قبل فوات الأوان، وخصوصاً أولئك الذين يشرعنون للتطبيع والتصهين مع كيان العدو الصهيوني، ويعملون ليلاً ونهاراً على خيانة الله ورسوله والمؤمنين خدمة وطاعة لهم.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله