أيّا تكن خلفيات وأسباب إعادة فتح ميناء الحديدة أمام الحركة التجارية، فقد أحدث ذلك تفاؤلاً واسعاً في نفوس المواطنين وأسعد السواد الأعظم من شعب طحنته المحن ونالت منه صروف الليالي وبات يشعر ببصيص أمل يلوح في آخر النفق.
– تنبع الأهمية الاستراتيجية لميناء الحديدة من الموقع الجغرافي المميّز لمدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، حيث يتوسط جميع المحافظات الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية لتصبح هذه المدينة وميناؤها التاريخي شريانا رئيسيا لحياة عشرات الملايين من اليمنيين ومنفذا لتغطية ما يفوق نسبته الـ 75 في المائة من احتياجات الناس من السلع والبضائع المستوردة من الخارج.
– لا حاجة بنا للشرح والإطناب عن مكانة ومميزات ميناء الحديدة وما يمثله من أهمية بالنسبة للشعب اليمني وعن دوره في توفير متطلبات النمو في ماضي اليمن وحاضره ومستقبله، فالكل مدرك لذلك لكن ما هو مستغرب ومستهجن حقا أن يبدي من يزعم أنه ممثل شرعي للشعب ويتشدق باسمه في مختلف المحافل كل ذلك الصراخ والعويل إزاء ما تم تداوله مؤخرا من أنباء حول إعادة الاستيراد من ميناء الحديدة.
– ما تسمى الحكومة الشرعية وهي من أصدرت للتو قرارا كارثيا برفع سعر الدولار الجمركي إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه في السابق راحت ترعد وتزبد وتتوعّد السفن التجارية والمستوردين ووكلاء الملاحة الدولية باتخاذ إجراءات رادعة على انتهاك ما اعتبرته إجراءاتها وقوانينها النافذة بخصوص دخول السلع إلى البلاد، في تصرّف صبياني عكس واستخفافها ولا مبالاتها بمعاناة الناس.
– التغريد بعيدا عن الناس واحتياجاتهم ومتطلبات حياتهم هو الشيء الوحيد الذي لم تتخلَ عنه “شرعية” العار يوما بعد أن تخلت وفرطت بالوطن وسيادته ومصالح شعبه ولم تعد تفكّر إلاّ في الأموال التي يجنيها أعضاؤها من دماء ودموع وعذابات المواطنين.
– ساء الخونة كثيرا توجهات الشركات الملاحية صوب فتح مكاتبها المغلقة منذ سنوات في ميناء الحديدة وإعادة الاستيراد عبر الميناء وأكثر ما أزعجها في الموضوع توقعات الاقتصاديين بانخفاض كبير لأسعار السلع قريبا كثمرة لعودة تشغيل ميناء الحديدة والتسهيلات والامتيازات الجمركية والضريبية الممنوحة للمستوردين فلا هم لهم سوى تضييق الخناق على معيشة المواطنين والعبث بلقمة عيشهم وهي الوظيفة الرئيسية التي أوكلت لهذه الشرعية من قبل التحالف المشئوم، وكل الشواهد تؤكد ذلك.
– اليوم يطوف المرتزقة أنحاء الدنيا شاكين باكين من فتح ميناء الحديدة ومردّدين الأسطوانة المشروخة ذاتها عمّا يمثله ذلك من انتهاك خطير لسيادتها ومكانتها والعمل لتذكير أسيادهم كيف أن شرعية عدوانهم على البلد وقتل أبنائه مستمّدة من بقاء ومكانة وديمومة هذه الشرعية الملعونة وليذهب الشعب إلى الجحيم.