في خطابه الهام بالذكرى السنوية لشهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي
قائد الثورة : المشروع القرآن أتى ليبقى وهو منتصر لا محالة
المرحلة التي تحرك فيها شهيد القرآن كانت بداية الاستهداف الشامل للأمة
في مواجهة الاستهداف الشامل يجب أن تكون المواجهة شاملة وفق الرؤية القرآنية
القرآن الكريم هو أرقى مصادر الوعي والبصيرة وهو من يعطي رؤية تحقق النصر
القرآن الكريم نور الله ونور الله لن ينطفئ ولا يمكن أن يطفئه أحد
القرآن الكريم يضبط الفوضى في التلقي ويحصِّن واقعنا الداخلي من اختراق الأعداء
معركة الوعي والبصيرة هي أهم معركة في مواجهة الأعداء والتصدي لهم
يجب أن يخوض الإعلامي المعركة كفارس مجاهد ويدرك بأنه في ميدان ساخن
انتهت المرحلة التي نتابع فيها أخباراً كمتلقين ومحللين وانتقلنا إلى مرحلة المسؤولية والعمل
عندما قتل المجرمون شهيد القرآن ظنوا أنه انتهى لكن المشروع كبر وازداد قوة
نحن في حالة حرب لا هدنة وخفض التصعيد لإتاحة فرصة لنجاح الأشقاء في عمان
الثورة / خبر موسع
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المشروع القرآني منتصر وأتى ليبقى، مشيرا إلى أن الأحداث والتطورات أثبتت هذه الحقيقة، وأن هذا المشروع من بدايته وإلى اليوم يتسع تأثيره ويكبر دوره.
وفي كلمته التي ألقاها – في جموع من المحتشدين بجامع الشعب في العاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – أكد السيد عبدالملك الحوثي أن ميزة الموقف الايماني في مواجهة التحديات والأخطار هي الثبات المستند إلى التوكل على الله والثقة به والتحرك العملي بناء على ذلك.
وأشار إلى أن تحرك حليف القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي كان على هذا الأساس وانطلق في مرحلة مهمة ولمواجهة أخطار تواجهها الأمة، وقال «إن تحرك الشهيد القائد جاء في الوقت الذي دخلت فيه الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية مرحلة جديدة تحت عناوين مصطنعة، في مقدمتها محاربة الإرهاب الذي صنعوه»، وأضاف، “إذا تذكرنا العناوين التي رفعها الأعداء ندرك أهمية المشروع القرآني للشهيد القائد رغم حجم التحديات والحروب المتوالية”.
مسارات الاستهداف الأمريكي للأمة
المسار الثقافي والإعلامي
وعدّد السيد القائد مسارات الاستهداف الأمريكي للأمة وشعوبها العربية والإسلامية، وقال إن استهداف الأمة على المستوى الثقافي كان أخطر أشكال الاستهداف، مشيرا إلى أنه وفي إطار هجمة الأعداء والتي تكشف طبيعة حربهم على الأمة كان استهداف المناهج الدراسية في كل المراحل التعليمية.
وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأعداء حرصوا على تغييب القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية، وعملوا على التشكيك في الدين والرسالة الإلهية والقرآن الكريم، والإساءة إلى الرموز الدينية تحت عنوان حرية التعبير.
وأشار إلى أن أعداء الأمة بحرقهم للقرآن يسعون إلى ضرب قدسيته في نفوس المسلمين، وأكد سماحته أن الأعداء عملوا على الغزو الثقافي أو نشر ما يسمى بالليبرالية الأمريكية وبما يتعارض مع القيم الإسلامية واستخدموا الصحف والمواقع الإلكترونية.
ولفت إلى أن الأعداء حرصوا على السيطرة على تفكير الإنسان بما يجعله مدجنا لهم ويقتنع بكل توجهاتهم وتوجيهاتهم، وأضاف «أعداء الأمة يروجون للفساد الأخلاقي والجرائم الأخلاقية بما فيها الزنا وما يسمى بالمثلية ويسعون للضغط على الدول لاعتمادها، وهذا من أسوأ الجنايات على البشر».
وأشار إلى أن الأعداء من خلال نشر الجرائم الأخلاقية يسعون لتدنيس المجتمع البشري ليتقبل كل جرائمهم، وينتزعون منه قيم العزة والكرامة، وأكد أن الأعداء يقومون بنشر ودعم الدعوات والمذاهب غير الإسلامية مثل البهائية والأحمدية والإبراهيمية لإضلال المجتمع الإسلامي.
وأكد السيد القائد في كلمته أن الأمريكيين والغرب يمارسون الضغوط الشاملة على الأنظمة العربية والإسلامية لتغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية بهدف صنع بيئة مفتوحة للجرائم دون أي عائق.
وأوضح أن الأعداء يقومون بالتشكيك في القناعات التاريخية وخاصة تجاه ما يتعلق باليهود وتاريخهم الإجرامي ويقومون بنشر دراسات وبحوث تضرب القناعات التاريخية وتهدمها، وأشار إلى أن الإمارات قامت بإدخال ما يسمى الهولوكوست إلى منهجها التعليمي.
مسار الاستهداف السياسي
وتحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن مسار الأعداء بالاستهداف السياسي للأمة، وقال إن الأمريكيين والغرب يحتلون البلدان، ويؤسسون حكومات عميلة تنفذ توجيهاتهم، وتمارس التنكيل بكل من يعارض هيمنتهم عليها.
وأضاف «الأمريكيون ومن معهم ينتهكون سيادة الدول ويتدخل سفراؤهم في كل شيء ويصدرون التوجيهات والأوامر على كل حاكم سواء كان رئيساً أو ملكاً أو غير ذلك”، وأشار إلى أن تلك السياسة الأمريكية قائمة في أي بلد من البلدان.
وأشار إلى أن أعداء الأمة يصنعون الأزمات السياسية ويستثمرون فيها من أجل إشغال شعوبنا بالصراع الدائم وإلهائهم عن النهضة والبناء، وقال «يقوم الأمريكيون بفرض العملاء والجهلة على الشعوب وفي مفاصل مؤسسات الدولة للإضرار بها ضررا بالغًا»، وأضاف «الأعداء يعينون الحكام كعاملين لهم وليس كخدام للشعوب».
وأوضح السيد عبدالملك أن الأعداء يصنعون الأزمات السياسية في البلدان الإسلامية والعربية، ويقومون بالاستثمار فيها وتوجيهها كما يريدون، وأضاف “إن أمريكا تمارس هذا الدور حتى في البلدان التي تستسلم لهيمنتها”.
مسار الاستهداف على المستوى العسكري والأمني
وتحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن مسار الاستهداف العسكري والأمني، وقال إن الأمريكيين يباشرون الهجوم العسكري والعدوان مثل غزوهم للعراق وأفغانستان وعدوانهم على اليمن واحتلالهم لفلسطين، وهذا مسار من مسارات الأمريكيين في استهدافهم العسكري والأمني للأمة.
وأشار إلى أن الأمريكيين يعملون على زعزعة أمن أمتنا عبر إنشاء الجماعات التكفيرية والضغط على الأنظمة لتسهيل عملياتها، وأوضح أن الجماعات التكفيرية صناعة أمريكية غربية لتشويه الإسلام، ولتنفيذ أعمال إجرامية تزعزع أمن البلدان وتشعل الحروب فيها.
وفي ما يتعلق بالقدرات العسكرية، أشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الأمريكيين فرضوا على الدول حظرا على استيراد الأسلحة الدفاعية، ومنعوها من امتلاك الأسلحة، وأشار إلى أن هذه السياسة اتبعتها أمريكا حتى مع الأنظمة التي تعمل لصالحها.
وقال “إن الأعداء يقومون بتجريد الدول من السلاح حتى لا تستطيع الدفاع عن شعوبها”، مذكرا بأن الأعداء يمنعون الشعب الفلسطيني من الحصول على السلاح، في المقابل يسمحون للصهاينة بامتلاك الأسلحة بما فيها النووية، مشيرا إلى أن هذه السياسة تتبعها أمريكا تجاه كل العالم.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية لسلب الدول العربية من القوة العسكرية، حصلت في اليمن، حينما قام الأمريكيون بتفجير وتدمير أسلحة الدفاع الجوي، وعملوا على ذلك لتدمير القدرات الصاروخية والبحرية.
ولفت إلى أن أمريكا فرضت قواعد عسكرية في البلدان والشعوب العربية والإسلامية، وتتدخل في المجالات العسكرية لبلداننا، بهدف ضمان السيطرة الأمريكية المباشرة على الشعوب، والضغط المباشر على الأنظمة.
وأشار إلى أن أمريكا تقوم بتوظيف المنظمات الدولية لضرب دول المنطقة واستهداف أمتنا وشعوبنا، متسائلا: هل يمكن أن يكون هناك موقف للأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح شعب من شعوب أمتنا، معتبرا أن مجلس الأمن والأمم المتحدة تعملان على تنفيذ السياسات الأمريكية.
وأكد السيد القائد أن أمريكا أنشأت تحالفات عسكرية مع الأنظمة العميلة، كما حدث مؤخرا من تشكيل تحالف بحري من دول وأنظمة عربية عميلة، تم دمج الكيان الصهيوني ضمن هذه التحالفات، مشيرا إلى أن الهدف هو السيطرة على الأمة واحتلالها.
وتحدث عن دور المخابرات الأمريكية في زراعة العملاء، وتجنيدهم وتفعيلهم ضد شعوبهم وأمتهم، كما لفت إلى أن أمريكا تستخدم الشركات الأمنية لقتل المسلمين وشعوب الأمة، مثل بلاك ووتر ودان جروب.
وكشف السيد القائد بأن أمريكا استهدفت العلماء الذين يخدمون الأمة في مجال الدفاع والتصنيع والبناء والنهضة، وقامت بزرع الجواسيس لاستقطاب العلماء والكوادر العلمية.
وأوضح أن أمريكا تقوم بتوظيف الإعلام لتشويه الدول المقاومة لها، وشرعنة استهدافها عسكريا، فقط لأنها اتخذت توجهات تحررية في مواجهة الهيمنة الأمريكية.
وأكد بأن أمريكا تقوم بضرب واستهداف المشاريع النهضوية والإسلامية، واغتيال قادتها ورموزها، فيما تعمل في المقابل على تأييد الأنظمة الديكتاتورية والقمعية التي تقمع شعوبها، كما يفعلون مع النظام السعودي والبحريني.
مسار الاستهداف على المستوى الاقتصادي
أشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد – إلى أن أمريكا تستهدف الأمة اقتصاديا من خلال مسارات عديدة، موضحا أن معاناة أمتنا كبيرة بسبب الاستهداف الأمريكي.
وأكد بأن أمريكا تفرض الربا على الشعوب والبلدان، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر وأزمات كبيرة وعميقة لشعوب الأمة.
وأشار إلى أن أمريكا تمارس الضغوط الاقتصادية على البلدان والشعوب العربية والإسلامية، وتقوم بحرمانها من ثرواتها المهمة، ومن الاستفادة منها، مشيرا إلى أن برنامج أمريكا في ذلك واضح في كثير من الدول.
وأوضح السيد أن أمريكا تعمل على شرعنة الحرب الاقتصادية والنقدية عبر مؤسسات نقدية ومالية، كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومن خلال فرض الدولار على النظام العالمي، من خلال إلزام السعودية ببيع النفط بالدولار وتعميم التوجه على كل دول العالم.
ولفت إلى أن أمريكا تعمل على إغراق الدول بالقروض الربوية، وتستغل تلك القروض في ما لا يفيد هذه الدول ولا يبني اقتصادها.
وتحدث عن نهب أمريكا للثروات النفطية والمعدنية بطريقة مباشرة، كما يحدث في سوريا، أو بطريقة غير مباشرة من خلال عملائها كما يحدث في اليمن، وعلى حساب معاناة الشعوب نفسها.
وأكد أن أمريكا تستولي على أموال بلداننا التي تودع في بنوك أمريكا، من خلال ابتزاز الدول والأنظمة ماليا بافتعال مشاكل أو قضايا هدفها سرقة تلك الأموال، مؤكدا ضرورة تنبه الدول إلى هذه الحقيقة، وأضاف بأن أمريكا تبتز الدول ماليا من خلال بعض القضايا، مثل لوكربي التي ابتزوا بسببها ليبيا ودفعت أموالاً طائلة.
وأشار السيد إلى أن أمريكا تزرع عملاءها في الدول في وظائف اقتصادية سيادية، وتدفعهم لتخريب الاقتصاد الوطني للبلدان والشعوب.
وأكد بأن أمريكا تعمل على ضرب العملات المحلية الوطنية، كما هو حاصل في لبنان التي تعاني من أزمة سببها التوجه العدائي الأمريكي.
وأشار إلى أن أمريكا تعمل على ترويج الخمور والمخدرات في البلدان الإسلامية، وتعمل على التجارة في المحرمات.. وذكر أن هذا هو استهداف شامل.
كما لفت إلى أن أمريكا تمنع الدول من الإنتاج الداخلي، وتقوض الإنتاج الزراعي للشعوب والدول، معتبرا ذلك من أكبر عناوين الاستهداف الاقتصادي.
مسار الاستهداف على المستوى الصحي
وتحدث السيد عبدالملك الحوثي، عن الاستهداف الأمريكي من خلال المجالات الصحية، وقال إن نشر الأمراض والفيروسات والجوائح التي تعمل من خلالها على قتل الناس من جهة، وعلى جلب الأموال من جهة أخرى، سياسة أمريكية تستهدف بها البشرية كلها.
وقال إن الأعداء يعملون على نشر وتوزيع اللقاحات غير المأمونة التي تسبب الأمراض، ويقومون باستخدام التقنيات الحربية والعسكرية الفتاكة والمحرمة، والسلاح النووي وغيره من الأسلحة التي تقتل الشعوب، وتؤثر على الأجنة في بطون الأمهات.
وأكد أن الأعداء يستهدفون الناس في حياتهم، ومعيشتهم، وعقيدتهم وأمنهم وقرارهم، ومع ذلك يتحدثون عن حقوق الإنسان ويتحدثون عنها باعتبارها مشروعة.
وقال إن حقوق الانسان على الطريقة الأمريكية والغربية والصهيونية، هو ما حدث في أبو غريب وغوتناموا من فظائع مروعة، وأكد أن أكبر انتهاك لحقوق الانسان تمارسه أمريكا التي تستخدم استخدام أفتك الأسلحة.
وذكر بأن المذابح المليونية التي تعرضت لها البشرية هي جرائم ارتكبتها أمريكا وإسرائيل، مشيرا إلى أن ضحايا جرائم الأعداء الوحشية بمئات الملايين، مذكرا بما حدث في ناجازاكي وهيروشيما.
وقال: إن جرائم الإبادة الجماعية باستخدام أفتك الأسلحة فعلتها أمريكا بشكل متكرر، وأشار إلى أن أمريكا تقف وراء أكبر جرائم الإبادة بالأسلحة والأوبئة والحصار الاقتصادي، ولفت إلى أن الأعداء يفتعلون الحرب والفتن في كل البلدان، وأكد بأنهم وراء ما يحدث فيها ويسعون لذلك لكي تستفيد شركاتهم لتبيع السلاح.
وذّكر السيد بالسجون الأمريكية، كسجني أبو غريب وغوتناموا، مشيراً إلى أن أمريكا ارتكبت فيها جرائم مروعة لم يحدث مثيل لها في العالم.
شعار حقوق المرأة
وعن شعار حقوق المرأة قال السيد القائد: إن الأعداء يقدمون هذا العنوان للشعوب وهم أكبر قتلة للنساء، وأضاف: لم يقتل أحد الناس كما قتلهم الأمريكيون والصهاينة والغرب، وعندما نأتي إلى إحصائيات أو عناوين؟ كم قتلوا الناس، هم أكبر قاتل للنساء ورصيدهم الإجرامي مهول من القتل للنساء في العالم».
وأشار إلى جرائم القتل للنساء مستمرة في بلدانهم، موضحاً أن القنابل الأمريكية التي قتلت النساء في اليمن، وقتلت الأجنة في بطون الأمهات وقتلت الأطفال من النساء وهن يذهبن إلى المدارس وداخل المدارس.
وأشار إلى أن الأمريكيين اغتصبوا من النساء وسجنوا وقتلوا عشرات الآلاف في العراق، وفي أفغانستان كذلك، وأضاف:لم يفعل أحد مثلما فعلوا، وما حدث في مراحل الاستعمار الغربي أيضا واضح ويؤكد حقيقة أن أعداءنا هم أكبر ممتهن للمرآة وكرامتها الإنسانية»، وأكد أن ثلث النساء المعتقلات في العالم هنّ في أمريكا» وأشار إلى أن جرائم الاغتصاب مهولة وكبيرة في أمريكا، مؤكدا بأن من أبرز جرائمهم في احتلال البلدان الاغتصاب للنساء، وهذا يجرح المشاعر الإنسانية.
وأضاف السيد القائد أن من أبرز ممارساتهم الاتجار بالبشر، وأبرز ذلك النساء، هناك سوق للرقيق، لكن بطريقة مختلفة عما كان في السابق، علاوة على سعيهم لإفساد النساء واستهداف المرأة في البنية الأسرية في المجتمع، وضرب دورها، وحرمان الأطفال من أمهاتهم، وصرف النساء عن أقدس وأسمى مهام للمرأة، وقال “إن استهدافهم للأمة هو استهداف شيطاني وحشي مدمر نتيجته أن تخسر الأمة كل شيء”.
الخيار الصحيح لمواجهة الاستهداف الأمريكي
أكد السيد القائد أن الخيارات الصحيحة لمواجهة هذا الاستهداف الشامل الذي نتعرض له في حريتنا، في ديننا، في كرامتنا، وأمام هذه الهجمة العسكرية والأمنية والثقافية، وسرقة ثرواتنا، هو التحرك والعمل، أما السكوت فهو يدفع الأعداء لأن يتحركوا بشكل أشرس.
وقال “إن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، تحرك انطلاقا من هذه المعطيات، وأكد بأنه لا يجب أن نبقى نتابع الأحداث اليومية والجرائم اليومية كشعوب مستهدفة، كمتلقين دون أن يكون لنا موقف وتحرك، مؤكدا بأن أول ما تبدأ حملة استهداف أي بلد، بالجانب الإعلامي ثم يعقبّون على ذلك بتحليلات معظمها تنطلق من فهم خاطئ.
وقال “لا يكفي أن نتابع الأأحداث أو نعقب عليها بالتحليلات”، وأضاف «علينا مسؤولية تجاهها، نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع، نتحدث بروحية من يفهم أنه وإن أعفى نفسه من المواجهة فلن يسكت عنه الأعداء»، وأضاف “يجب أن نتحدث بروح عملية، نخرج برؤية واحدة، بموقف واحد، بنظرة واحدة، بتحرك واحد»
وأشار السيد القائد إلى أن الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي أحدث نقلة نوعية في واقعنا، وقد انتهت تلك المرحلة، التي كنا نتابع فيها تلك الأخبار كمتلقين دون عمل ومواجهة.
وأكد على ضرورة أن نتحرك على ضوء الحقائق والوقائع، برؤية واحدة، وهذه الرؤية المهمة هي الرؤية القرآنية التي تعتبر أرقى وأكمل الرؤى للأمة.
وأوضح أن أول مزايا القرآن الكريم، أنه يضبط التلقي والسماع، التلقي من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ويحصن من تقبّل أي موضوع ثقافي فكري عقائدي أو مفاهيم معيّنة غير صحيحة، ويضبط الأمة من فوضى التلقي التي تجعل الكثير من أبناء أمتنا ضحية.
وأكد بأن القرآن الكريم هو أرقى مصدر للوعي، بل هو مصدر الوعي العالي جدا، مشيرا إلى أن معركة الوعي والبصيرة معركة ساخنة ومهمة، وهي أول محور للصراع مع الأعداء.
ولفت إلى أن القرآن الكريم يقودنا للخيارات الصحيحة، في مواجهة الأعداء، فهو نور الله الذي لا ينطفئ أبدا مهما كانت التحديات، وأضاف “القرآن هو صلة بالله، عندما نتأسى به، هو الذي يفرمل الأمة من انزلاقاتها في مواقفها، لأن الكثير لم يعد لديه أي ضابط أخلاقي أو قيمي، ينجر لخدمة الأعداء، والقرآن يضبط انزلاقة الأمة ويفرملها على أساس من ثوابتها”.
وأشار إلى القرآن الكريم يضبط تحركنا على كل المستويات أمام هجمة الأعداء، مشيرا إلى أن رؤيته متكاملة في المواجهة، وفي تحصين وضعنا الداخلي من اختراقات الأعداء.
وأوضح بأن أهم ما يعتمد عليه الأعداء هو اختراقنا من الداخل، وأن تسعين في المائة من مخططات الأعداء تعتمد على تقّبلنا لهم، ولهذا أتى القرأن الكريم ليحذرنا من الولاء لهم.
وأكد بأن أكبر مشكلة تواجهها الامة هي من المطيعين لأمريكا وإسرائيل، فهم أبواق هم السلاح الذي يقتل ويجنّد، وهم الذين يقدمون المال.
وفي المجال الإعلامي أكد السيد القائد بأنه يجب أن نستحضر أننا في ميدان مواجهة وصراع، والأعداء يتحركون فيه بقوة، وأضاف: يجب على الإعلامي حينما يدخل إلى هذا الميدان بأنه يدخل إلى عالم مفخخ وملغوم بالإفتراءات، وبالتالي عليه أن يدخل كفارس مجاهد يتصدى للأعداء.
وقال: «هذه هي الرؤية التي يجب أن تكون حاضرة لدى كل إعلامي، مضيفا بأنه يجب أن يخوض كل إعلامي هذه المعركة بوعي وروح مسؤولة، وليس كساذج متلقي، بل كمؤثر ومواجه ومناصر للحق والحقيقة، ومدافع عن الأمة وقضاياها، مؤكدا بأن ذلك سيحدث فعالية عالية في التأثير.
المشروع القرآني منتصر
وأكد السيد القائد بأن التحرك على أساس الرؤية القرآنية سيحقق الانتصار الحتمي، مضيفا بأن القرآن هو نور الله، ولا أحد يستطيع أن يطفئ نور القران، فهو نور الله الذي لن ينطفئ ولا ينطفئ، وأضاف: «المشروع القرآني هو مشروع منتصر، وعندما قتل المجرمون شهيد القرآن في الحرب الأولى كانوا يعتقدون أنهم قد سلموا شغلته، وقد بشّروا السفير الأمريكي، لينقل الخبر إلى بلاده، ولكن الواقع أثبت أنه كلما حورب هذا المشروع كلما ازداد قوة، وهو حاضر اليوم في مستوى ساحتنا في البلد، وفي الإقليم أيضاً» وتساءل «هل للمؤمنين كتاب يؤمنون فيه بأنه الحق، وأنه الهدى الذي فيه، القرآن يصنع الوعي العالي الذي يحصننا من كل أنواع الاستهداف، القرآن يحدد لنا الأولويات في وسائل التواصل، وينبغي ان نركز عليه».
المرحلة الراهنة
وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، تحدث السيد القائد عن الوضع السياسي، والمرحلة الراهنة، وأكد أن هذه المرحلة هي مرحلة حرب، مع بعض الهدوء في التصعيد العسكري، على مستوى الغارات، مؤكداً بأن المرحلة مرحلة حرب، وما هو حاصل هو هدوء بعض التصعيد، الطيران من جانبهم، المسير من جانبهم.
وأكد بأننا لسنا في ظل اتفاق هدنة، لافتاً إلى أن خفض للتصعيد يأتي في ظل وساطة عمانية مشكورة، مؤكداً بأن العمانيين يسعون لوقف العدوان على اليمن ويحسنون الجوار، ويقودون وساطة وجهوداً مكثفة لوقف العدوان على بلدنا.
وأضاف قائلا “نقدر لهم جهودهم، ونسعى لأن نعطيهم فرصة لنجاح جهودهم في ظل الانفراجة الإيجابية، لدخول السفن إلى ميناء الحديدة، وحركة المطار، وعندما نعطي وقتا معينا لصالح الوساطة العمانية، لا يعني أننا نستمر إلى ما لا نهاية، نحن مع هذه الخطوات سنمنع من سرقة الثروات النفطية، منعنا السفن ونجحنا بفضل الله، وبتوفيق الله سبحانه وتعالى في منع نهب النفط”.
وحذّر تحالف العدوان، وقال «أنا في هذا المقام أوجه التحذير والنصح معاً، صبرنا سينفذ، إن لم تبادروا بالتفاهم العملي لحل الملف الإنساني والمعيشي، ويمكن أن نعود لخيارات ضاغطة.
من جهة طمأن السيد القائد الشعب اليمني اليمني من الوضع القائم، وقال أطمئن شعبنا بأنا في أي مفاوضات أو في أي حوار لن نقبل بأي استنقاص من حقوق شعبنا»، وأكد بأنه لا بد في أي اتفاقيات أو حوارات، لابد للأعداء أن ينهوا احتلالهم، وان يسحبوا قواتهم من بلدنا، وأضاف أن أي اتفاق سيمنع تدخل الآخرين في شؤون بلادنا الداخلية، وقال «حريتنا دين».
وأشار السيد إلى أن طريق السلام واضحة وغايته واضحة، ومفتاحه هو الملف الإنساني، وغايته وقف العدوان ورفع الحصار والاحتلال لبلدان، وأن يحصل على حقه المشروع في الحرية والاستقلال، وتوجه إلى الشعب اليمني بأن يكون يقظاً وجاهزا في الدفاع عن نفسه، وأشار إلى أن التشكيلات العسكرية التي أعلنها الأعداء مؤخرا، مآ لها الفشل.
التصعيد في فلسطين
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن التصعيد في فلسطين خطير، وأن الشعب الفلسطيني يتعرض للتصعيد، وأوضح بأن هناك مزيد من الاعتداءات والقتل والاستيطان وتعذيب الأسرى، وأضاف «هناك حديث عن مخطط صهيوني لاستقطاع جزء من المسجد الأقصى».
وأكد بأن الشعب اليمني حاضر للمواجهة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقال «نحن حاضرون كما قلنا مرارا وتكرارا، نحن مستعدون لأن نتدخل إلى جانب شعبنا الفلسطيني، بحسب التطورات والمقتضيات، وآمل أن يستعد شعبنا لذلك».
وأشار إلى ان الوضع الحالي يعد فضيحة للمطبعين مع العدو الصهيوني، وأكد أن كل من يساهم في معاناة الشعب الفلسطيني، ويتجه لتقوية علاقاته معه هو مجرم وسينال غضب الله.
وأكد بأن الكيان الإسرائيلي هو كيان مؤقت مآله الزوال، وأن من يرتبطون به سيخسرون حتماً، مشيرا إلى أن ذلك وعد الله الحتمي.
الزلزال الكبير
كرر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التعازي للشعبين التركي والسوري في ضحايا الزلزال، وقال “ألمنا كبير على مأساتهم ومعاناتهم”.
وأدان في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد الحصار الأمريكي على سوريا، وضعف التعاون العربي والإسلامي معها، وقال «كان التعاون ضعيفاً مع سوريا من الدول العربية والإسلامية».
وذكر بأن هناك عبرة مهمة يجب أن نستذكرها، هي تذكرنا بافتقارنا إلى الله، وإلى رحمته، واعتبر ذلك تذكير لنا في حاجتنا إلى الله سبحانه وتعالى، وأضاف «تذكير لنا بالزلزال العظيم الذي سيكون لنهاية هذه الأرض، وفي القرآن الكريم آية كاملة هي سورة الزلزلة، ونحن آخر الأمم نحن آخر الزمان، أقرب إلى القيامة، نستذكر العمل الصالح والتقوى لله، نستذكر الله في مواقفنا، نستشعر مسؤولياتنا وواجباتنا ومنها مسؤولياتنا في التصدي للأعداء، وأن يستعبدونا بدلاً عن طاعة الله والتزام أمره».