153مليون دولار ومليون دينار كويتي و300 ألف يورو.. إجمالي المساعدات الدولية.. وأنقرة الأكثر حظا من سوريا
تجاهلاً منها لما قد تحدثه آثار الزلزال من زيادة في كمية وكلفة احتياجات المواطنين السوريين، الاستجابة الإنسانية في سوريا (2022-2023) تخفض 50 % من قيمة خطتها الإغاثية البالغة 4 مليارات دولار.
وفي السياق، سارعت دول العالم لتقديم المساعدات العاجلة إلى تركيا وسوريا، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، حيث حصلت كل من تركيا وسوريا على إجمالي قيمة مساعدات بلغت نحو 152 مليون دولار من كل من الأمم المتحدة والإمارات وقطر والصين وتايوان ونيوزيلندا وأستراليا والنمسا والفاتيكان، ونحو مليون دينار كويتي من دولة الكويت، ونحو 300 ألف يورو من بلجيكا ومقدونيا الشمالية، إلا أن حجم المساعدات التي قدمتها هذه الدول شهدت زخمًا كبيرًا في اتجاه تركيا، فيما انخفضت المساعدات المُقدمة لسوريا بشكل كبير.الثورة/ يحيى الربيعي/ وكالات
الخسائر في تركيا
ومن المتوقع أن يخلف الزلزال خسائر اقتصادية جسيمة من حيث الحجم والشدة والضحايا، وبحسب دراسة سابقة أجرتها مجلة أكلاهوما إيكونومست تناولت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الزلازل، فإن متوسط الضرر الاقتصادي للزلازل التي تبلغ قوتها 6.5 درجة بلغ 628 مليون دولار، وهو أعلى بحوالي ثلاث مرات ونصف من متوسط أضرار الزلازل التي بلغت قوتها 5.5 درجة والذي يبلغ 178 مليون دولار.
ويبلغ متوسط الضرر الاقتصادي للزلازل الكبيرة في المناطق التي يزيد عدد سكانها عن 250 ألف نسمة ما يقارب ملياري دولار، وهو أكبر بحوالي 75 مرة من تلك التي تحدث في المناطق التي يقل عدد سكانها عن 250 ألف نسمة والبالغ متوسط الضرر الاقتصادي بها 28 مليون دولار.
وعن تركيا، ترجح هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بنسبة 34%، أن تصل تكلفة الأضرار الاقتصادية للزلزال الذي ضرب تركيا مؤخرا لأكثر من مليار دولار.
من جهته توقع خبير الزلازل التركي، أوفجون أحمد أركان، عبر حسابه على موقع «تويتر» أن تتراوح تكلفة الزلزال ما بين بين 35- 50 مليار دولار، في الوقت الذي يبلغ فيه العجز التجاري المحلي والخارجي لتركيا 110 مليارات دولار.
فيما تناقلت وكالات الأنباء العالمية أنباء عن هبوط الليرة التركية مباشرة بعد وقوع الزلزال إلى مستوى قياسي جديد مسجلة 18.85 أمام الدولار، قبل أن تقلص خسائرها على مدار اليوم، ومن المتوقع أن ترتفع خسائر العملة التركية، وسط التوقع بتوابع الزلزال، وتبعه زلزالان على مدار اليوم ذاته، كما انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تركيا بنسبة 4.6%، وقد تهاوي سهم البنوك بأكثر من 5%..
قطاع التأمين
وفي قطاع التأمين أشارت الأنباء إلى أن التقديرات الحكومية افادت عن تضرر 13.5 مليون مواطن بشكل مباشر جراء الزلزال، بيد أن قطاع التأمين في تركيا قد لا يتأثر بصورة كبيرة، وذلك لأن غالبية الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذا الزلزال المدمر من المرجح أن تكون غير مؤمنة، وذلك ما أكده تقرير للموقع البريطاني المتخصص في الأسواق «آرتمايز» ما سيجعل خسارة قطاع التأمين وربما صناعة إعادة التأمين على الأرجح ستكون منخفضة ومحدودة.
خسائر سياحية
وفي السياق، قالت الأنباء أنه وعلى الرغم من أن مطارات جنوبي تركيا لا تزال تعمل، إلا أنه لم يعد مسموحًا للرحلات المدنية بالسفر إلى مطارات في مرعش وأنتيب؛ ما دفع الخطوط الجوية التركية، الإعلان عن حق الإلغاء / التغيير المجاني للمسافرين الذين لديهم رحلات جوية إلى المناطق المتضررة من الزلزال، ما قد يزيد من فاتورة الخسائر التركية جراء الزلزال، وما قد يسهم أيضًا في زيادة الخسائر السياحية بتركيا، هو أن الزلزال قد ضرب 10 مدن تركية، هي: (غازي عنتاب، وقهرمان ماراش، وهاتاي، وعثمانية، وأديامان، ومالاتيا، وشانليورفا، وأضنة، وديار بكر، وكيليس) ما قد يؤثر على السياحة التركية، التي كانت وجهة سياحية لا يمكن إغفالها، فقد ألحق الزلزال أضرارًا بقلعة غازي عنتاب الأثرية في تركيا.
خسائر الطاقة
من جهتها، قررت تركيا إيقاف تدفقات النفط الخام في محطة «جيهان» التي تقع على ساحل البحر المتوسط، كما تضرر ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بإقليم هاتاي جنوب البلاد، كما أعلنت شركة النفط الخام والغاز الطبيعي التركية المملوكة للدولة «بوتاس»، عن توقف تدفق الغاز الطبيعي إلى مقاطعات غازي عنتاب وهاتاي وكهرمان ماراس، بالإضافة إلى 9 مقاطعات مجاورة؛ نتيجة الأضرار التي لحقت بخط نقل كهرمانماراس – غازي عنتاب.
وأعلن وزير الطاقة التركي عن وجود أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للطاقة في البلاد، بما في ذلك أنابيب الغاز بالقرب من مركز الزلزال في جنوب شرق تركيا، كما تحققت الهيئة من أحد مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يُظهر وجود حريق في ضواحي مدينة هاتاي، على بُعد نحو 100 ميل جنوب غرب غازي عنتاب، ويُعتقد بأنه نجم عن تمزق خطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
مؤشر البورصة
وأفادت الأنباء أن مؤشر بورصة إسطنبول 100 القياسي شهد تراجعًا بواقع 3.2 % متأثرًا بانخفاض أسهم شركات التأمين، إذ انخفض مؤشر بورصة تأمين إسطنبول، الذي يرصد أسهم شركات التأمين، لما يصل إلى 6.2 % قبل أن يعدل التراجع تدريجيًا إلى 4.6 %، فيما انخفضت أسهم شركة تركيا سيجورتا للتأمين 7 %.
المعاناة في سوريا
أما في ما يتعلق بالتداعيات الاقتصادية- أي تكلفة الزلزال، وخسائره على الدولة السورية- يمكن القول، وفقًا للمراقبين، إنه لم يتضح بعد حجم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الزلازل، لكن التقديرات الأولية تشير إلى أنه لن يتخطى حجم الأضرار المتمخضة عن الحرب الأهلية؛ إذ أن المناطق والأجزاء الأكثر تضررًا في سوريا، كانت هي ذاتها؛ التي دمرتها بالفعل 12 عامًا من الحرب الأهلية؛ التي مزقت الدولة، ويمكن تحديد ذلك على النحو التالي:
خسائر متوقعة
تجدر الإشارة، إلى أن موقع أرتيمس البريطاني والمتخصص في التحليلات الاقتصادية، اعتبر هذا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، واحدًا من أكبر الزلازل التي سجلتها المنطقة على الإطلاق، ما قد يجعل تكلفة الأضرار تتعدى 3 مليارات دولار في سوريا، فقد تجاوزت الأضرار في 4 زلازل من 17 زلزالًا جرت منذ عام 1985 حتى عام 2015، كانت قوتها متفاوتة بين 5.5 إلى 6.0 درجة، نحو 3 مليارات دولار.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وأكد كارستن هانسن، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، عقب الزلزال، أن هذا الزلزال سيزيد من معاناة السوريين الذين يعانون بالفعل من أزمة إنسانية حادة، إذ سيزداد حجم اللاجئين وسيتم تهجير الكثيرين بسبب الزلزال، وذلك بعد أن أجبر الملايين بالفعل على الفرار بسبب الحرب في سوريا.
خسائر متنوعة
كما تأثر قطاع الطاقة في سوريا، حيث أوقفت وزارة النفط السورية العمل في مصفاة بانياس النفطية لمدة 48 ساعة، فيما تحدثت تقارير سورية عن تصدع في سد ميدانكي في منطقة عفرين جراء الزلزال، كما تضرر مستشفى الدانة بأضرار جسيمة وتم إخلاؤه بالكامل.
تقويض المساعدات
فيما تأثرت المساعدات التي يتم إرسالها إلى شمال سوريا بصورة كبيرة، إذ أنه وبالإضافة إلى ما تعانيه خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا (2022-2023) بالفعل من نقص حاد في التمويل، الذي يتم بأقل من 50٪ من المبلغ المطلوب البالغ 4 مليارات دولار، تتجاهل الخطة بصورة متعمدة منها أن وجود الزلزال المدمر وتبعاته المتوقعة قد تحدث زيادة في كمية وكلفة الاحتياجات الإغاثية للمواطنين السوريين الذين يتلقون تلك المساعدات.
الخسائر
وبحسب موقع أرتيمس البريطاني المتخصص بالتحليلات الاقتصادية، يعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، واحداً من أكبر الزلازل التي سجلتها المنطقة على الإطلاق.
ووفقاً للتقارير، بلغ عدد المباني المتضررة حتى الآن أكثر من 1700 مبنى في تركيا وحدها، ولحقت الأضرار بما لا يقل عن 10 مدن رئيسية.
وشهدت منطقة شمال سوريا أضراراً كبيرة، حيث تم الإبلاغ عن حوالي 200 مبنى متضرر.
وقال كبير المسؤولين العلميين في شركة GallagherRe، إن المنطقة نفسها شهدت زلزالاً في يناير 2020 بلغت قوته 6.7 درجة، وبلغت تكلفته الاقتصادية 600 مليون دولار.
أعنف الزلازل التاريخية
بحسب أحدث التقارير فإن أعنف الزلازل من حيث الأضرار الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وقعت منذ العام 1980.
وقد تسبب الزلزال الذي وقع قبالة “توهوكو” في اليابان عام 2011، بأكبر قدر من الضرر الاقتصادي على الإطلاق، حيث حدثت كارثة “تسونامي” في أعقاب الزلزال الذي أصاب مفاعل “فوكوشيما” النووي، ومما تسبب في حدوث انفجار نووي كبير، وخسائر اقتصادية تُقدر بـ210 مليارات دولار.
أما الزلزال الذي كلّف ثاني أكبر خسائر اقتصادية فقد وقع في اليابان في يناير 1995، وقدرت الخسائر بنحو 100 مليار دولار.
وبعد اليابان، حدث عام 2008 زلزال سيتشوان في الصين، مخلفاً خسائر اقتصادية تقدر بنحو 85 مليار دولار.
وتسبب الزلزال الذي ضرب مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عام 1994 في خسائر تقدر بنحو 44 مليار دولار، فيما كان الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2016 خامس أعنف زلزال من حيث الخسائر الاقتصادية، حيث بلغت خسائره 32 مليار دولار.
وبالنظر إلى الزلازل التي سجلت أعلى عدد من القتلى منذ عام 1900م، كان زلزال تانغشان عام 1976م، في الصين هو الأعلى من حيث عدد القتلى، حيث بلغ 242 ألف حالة وفاة، تلاه زلزال هايتي عام 2010 الذي أدى إلى وفاة أكثر من 222 ألف شخص.