ثبت للصغير والكبير أن دول العدوان لا تحترم تعهداتها، ففي الوقت الذي تقوم فيه السعودية بالتفاوض مع حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، وترسل الموفدين والوسطاء؛ تتوسل هدنة جديدة، تستمر في العدوان على مواطني المديريات الحدودية في محافظة صعدة؛ وتدعم المرتزقة بالمال والسلاح، في نفس الوقت يقوم الطيران الإماراتي ومرتزقة الإمارات بالإغارة والعدوان وخرق الهدنة في طول المنطقة الساحلية وبالذات في مديرية حيس.
العدوان لا أمان له، ولا عهد ولا ذمة، وعلى المقاومين للعدوان أن يأخذوا حذرهم والحيطة، ويبقوا أيديهم على الزناد، فالقوة هي التي تصنع السلام؛ والمعتدون لم يرضخوا للتفاوض إلا بعد أن هُزموا في كل الميادين، وغرقوا في المستنقع، وهم اليوم يحاولون الخروج من المستنقع بأي ثمن.
خلال الهدنتين السابقتين، وحتى الآن تكررت الإعتداءات على المديريات الحدودية في محافظة صعدة؛ وسقط أكثر من مائة مواطن بين قتيل وجريح، استهدفهم العدوان ظلما وهم في منازلهم ومزارعهم.
أما في منطقة الساحل فالخروقات تتكرر بين ساعة وأخرى، وطيران العدو التجسسي يحلق هنا وهناك، فالعدو كما خبرناه لا يحترم وقف اطلاق النار، ولم يحترم اتفاق السويد وغيره من الهدن والاتفاقيات؛ إنه يتحين الفرص للانقضاض على مواقع الجيش واللجان الشعبية والمواطنين في محاولة لاستعادة كرامته المهدورة وماء وجهه المراق.
في موضوع الحوار أحسن المفاوض اليمني عندما بدأ الحوار مع دول العدوان مباشرة، لأن المرتزقة لا يمتلكون قرارهم؛ فهم مجموعة من المأجورين، حتى وإن تذرعوا بما يسمونها الشرعية .
لقد تأكدت دول العدوان أن من تسميهم الشرعية ليست لهم قاعدة شعبية، وأنهم مجموعة من العصابات والمرتزقة، يبحثون عن المال والغنيمة ليس إلا، فنبذتهم جميعا، وبدأت الحوار مع حكومة صنعاء من أجل إنهاء العدوان والحرب على اليمن.
المفاوض اليمني لديه أوراق عدة للتفاوض والمناورة والمداورة، ولديه قضية عادلة لشعب مظلوم دمرته حرب عدوانية متوحشة.
وحسنا بدأ المفاوض اليمني بطرح القضايا الإنسانية المتمثلة بالرواتب والحصار والاسرى. وهي قضايا تمس احتياجات الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه وبكل فئاته، فتحقيق هذه القضايا الإنسانية هو مفتاح التفاوض والحوار حول قضايا التعويضات وإنهاء الحرب وانسحاب القوات الغازية من كل أراضي اليمن، وإعادة أعمار ما دمره المعتدون.
إن تحالف العدوان ماكر ويريد أن يحقق ما عجز عنه بالحرب عبر المفاوضات بالتنازلات، والعبور فوق الاستحقاقات الملزم بها دوليا؛ مثل إعادة الإعمار والتعويضات عن القتل والدمار وما نتج عن الحصار.
ثماني سنوات من القتل المتوحش للنساء والأطفال والشيوخ والعجزة حصدت أكثر من نصف مليون يمني؛ قتلهم العدوان في منازلهم ومدارسهم ومشافيهم، وفي الطرقات، وحتى في السجون. أما الدمار فحدث ولا حرج ومازال شاهدا على توحش ونازية دول العدوان.
إن الذين قرروا التفاوض مع حكومة صنعاء من ورائهم الكثير من المتغطرسين الذين لا يريدون سلاما لليمن، أو لغير اليمن، ومن هؤلاء الامبريالية الأمريكية والبريطانية والفرنسية الذين طابت لهم الحرب لسرقة ثروات الشعب اليمني من النفط والغاز.
وقد ادركت حكومة صنعاء ذلك وكان قرارها صائبا بمنع دول العدوان من نهب تلك الثروات. ولعمري إن ذلك المنع كان ورقة رابحة بيد حكومة صنعاء.
إن الشعب اليمني صاحب حق، وعلى المفاوضين باسم شعبنا المظلوم أن يتمسكوا بكل حقوق الشعب، ويرفعوا رؤوسهم عاليا، لأن شعبهم المنتصر من ورائهم، وهو على استعداد لخوض المعركة الفاصلة إذا لزم الأمر.