اليمن تتفجر غضباً

هاشم الأهنومي

 

على عكس المزاعم الغربية بالتحضر، تأتي سلوكيات الأفراد والحكومات الغربية نحو الآخر سواء كان هذا الآخر دينا أو حضارة.
ولعل أبسط ما تستحقه هذه السلوكيات من وصف أنها همجية مقيتة تعكس مدى الضيق والكره والحقد على الآخرين، بل والخوف من قيم الآخرين سواء كانت هذه القيم دينية أو حضارية .
فالغرب الذي يخسر نفسه في الوقت الراهن، قيمياً وعقائدياً وسلوكياً، ينظر بعين الريبة إلى العالم ككل بشكل عام وإلى الإسلام بشكل خاص لسبب وجيه، كون الإسلام هو الدين الذي يقف عائقاً وبقوة أمام منتجات الحضارة الغربية “الأوروبية الأمريكية ” القيمية والعقائدية والسلوكية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ولذلك فإن تشويه الإسلام ومقدسات الأمة الإسلامية وأعلامها أصبح من أساسيات وركائز الدول التي تعيش واقع الانحطاط الأخلاقي، فمنذ أمد بعيد يواجه الإسلام حملات التشويه الخبيثة بشتى أنواعها في مختلف دول العالم وما أقدم عليه زعيم حزب “هارد لاين” اليميني المتطرف راسموس بالودان من إحراق للقرآن الكريم ليس المرة الأولى بل سبقته في الوقت القريب في شهر إبريل من العام 2022م حادثة مماثلة.
فالجريمة النكراء التي أقدم عليها إبليس السويد من حرق لنسخ القرآن الكريم تأتي في سياق الخطوات العدائية التي يشنها رفاقه أجندة اليهود (أمريكا وإسرائيل) وتحالفه الصهيوني على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، ففرنسا وهولندا ودول الغرب بإشراف الأمريكي اللوبي، تسعى إلى تشويه الإسلام والمسلمين بالإساءة إلى الله وكتابه العزيز ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أجل فقد وفصل الأمة عن انتمائها المحمدي ومنهجه الأصيل.
إن ما يتعرض الإسلام والعظماء الأخيار من قبل الغربيين وحكوماتهم حرب خطيرة تجاه ديننا الحنيف والقيم الإسلامية بماكينات وهجمات شرسة ومتنوعة، ففي عام 2004م سجلت أول إساءة ممنتجة بعنوان الخنوع على يد المخرج الهولندي … وفي العام 2005م قام جنود أمريكيون في سجن جوانتانامو سيئ الصيت بالإساءة إلى القرآن الكريم، وفي العام 2008م ظهرت للعلن بعد الغزو الأمريكي للعراق صور لمصاحف رسمت عليها صلبان أو مصابة بطلقات نارية بعدما تحوّلت لهدف للرماية من قبل جنود أمريكيين، وفي 2008م أنتج يهودي هولندي فيلما أسماه «الفتنة»، هاجم فيه الإسلام والقرآن، وأحرق المصحف الشريف علنا.
وفي سبتمبر 2012م دعا قس أمريكي إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم، وفي فبراير2012م، قام جنود أمريكيون في أفغانستان بحرق مصحف للقرآن الكريم في قاعدة بإجرام الجوية في كابول، بل ودعت أوساط أمريكية إلى إحياء يوم عالمي لإحراق القرآن الكريم، والأحداث المسيئة كثيرة ولا تعد أبدا.
الجدير بالذكر أن الإسلام، منهجيته ومقدساته وأعلامه، يتعرض لحرب وعمليات استهداف وتشويه ممنهجة منذ أمد بعيد، فخروج الأحرار في اليمن يمثل موقفا مشرفا أمام الله سبحانه وتعالى ورسوله يوم الميعاد ….فهم قدوة الانصار في زمن التخلف والُتْكِبّرَ وَالُالُحُادِ، فعلى العالم الإسلامي أن يمضوا في مسار صنعاء لصد المنحرفين والمحنطين والصهاينة ووقف جرائم الغرب تجاه الإسلام ومنهجيته الربانية وحمايتها من تشويه الصهاينة والأعداء..

قد يعجبك ايضا