جمعة رجب.. الإيمان يمان والحكمة يمانية

التمسك بالهوية الإيمانية سلاح وحصانة

 

كان لليمنيين السبق في دخول الإسلام ولهم مشاركة عظيمة في إحقاق الحق وإزهاق الباطل
حين تفقد الأمة هويتها تضل الطريق ويتكالب عليها الأعداء

التمسك بالهوية الإيمانية سلاح وحصانة من الانحراف واعوجاج الطريق، وتمثل حصانة ومبدأ فيه الكثير من الحكمة العظيمة والسلوك القويم.

اليوم نحن نعيش ذكرى جمعة رجب العظيمة، وهي عيد اليمنيين الثالث بعد عيدي الفطر والأضحى، فيه كان دخول نور الإسلام والإيمان إلى اليمن.

بهذه المناسبة أجرت “الثورة” استطلاعا للرأي مع عدد من العلماء.. إليكم التفاصيل:

الثورة /زين العابدين علي حلاوى

يقول الأستاذ العلامة سليم القيز: يهل علينا شهر الله المحرم شهر رجب، وفيه ذكرى عزيزة على قلوب كل اليمنيين حيث كان فيه إعلان التوحيد لراية التوحيد، فيه رفعت راية التوحيد عالية خفاقة في أول جمعة منه، وفي هذا اليوم تأصلت الهوية اليمنية الإيمانية، حيث كان اليمنيون على موعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أعلنوا إسلامهم طواعية، ونحن في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، نتذكر يوم خرجنا من الظلمات إلى النور، من ظلمات الظلم والشرك إلى رحاب التوحيد والإيمان والحكمة، ولذلك اليمنيون كان لهم السبق في اعتناقهم الإسلام.

وأضاف: لو استعرضنا سلسلة تاريخ اليمن مع الإسلام فإن أول محطة كانت سفينة نوح عليه السلام، فبعد الطوفان كانت أول مدينة أُسست على التوحيد هي مدينة سام بن نوح عليه السلام في صنعاء، كما هو مثبت في التاريخ ثم توالت رسالات السماء على هذه الأرض وعلى بني آدم وكان لأهل اليمن السبق، وكذلك نبي الله هود وصالح عليهما السلام، ثم اعتنق هذا الدين شريحة واسعة من اليمنيين، ثم جاء نبي الله عيسى عليه السلام وكان لأهل اليمن السبق في دعوته، وكل الأنبياء جاءوا بدعوة التوحيد ودعوة الإسلام، قال الله تعالى( إن الدين عند الله الإسلام ).

وقال القيز: ولا ننسى حادثة نصارى نجران التي خلدتها سورة البروج حيث قال الله تعالى(والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) كانوا هم أهل إيمان، وسطر الله سورة الأخدود في القرآن الكريم لتثبت للأجيال القادمة لأهل اليمن وغير أهل اليمن أنه من ثبت على التوحيد وثبت على الإيمان لابد أن يكون مخلدا إلى أن تقوم الساعة ولتكون دروسا للأجيال القادمة ليستلهموها ثم لما ختم الله رسالات السماء بمحمد صلى الله عليه وسلم كان لأهل اليمن السبق فكانت أول فدائية في الإسلام سمية بنت خياط زوجة ياسر اليماني العنسي، ولا ننسى أيضا الأنصار في المدينة، الأوس والخزرج، وبيعة العقبة، الأولى والثانية، فهم من أبناء الأوس والخزرج الذين ينتمون للأصول اليمنية، إلى شجرة وجذور التوحيد والإسلام إن جاز لنا أن نسميها بهذه الصفة وكذلك وبعد فتح مكة وكذلك مع الإمام علي والإمام الحسين لأهل اليمن مشاركة في إثبات الحق وانتشال الحق وإزهاق الباطل والمسألة مستمرة إلى اليوم نسأل الله الثبات.

الهوية هي المبدأ

العلامة عبالرحمن الكبسي هو الآخر يرى أن الهوية تعني وجودك وشخصيتك فوجودك لا يكون بهذا الاسم إلا بهوية، وهويتك وشخصيتك لا تسمى شخصية إلا بأركان أساسية فأنت بشخصيتك تربوي وأخلاقي وسياسي وديني واقتصادي معيشي ثقافي حضاري، أنت مجموع هذه الأركان التي تكونت منها شخصيتك فأنت لست شخصية بسماتها المعروفة وكما في وثيقة الإثبات الشخصية، وإذن الهوية هي عملية تمييز الفرد عن غيره، في ثقافته وفي دينه وأخلاقه وتربيته وملبسه، وحتى مائدته الغذائية، فأنت لا تأكل ولا تشرب ما حرمه الله عليك في كتابه العظيم، وهكذا يصبح من تقلّد مجموع هذه السمات، صاحب هوية، ومن لم يكن له تلك السمات فلا هوية له أي لا شخصية له، ومن لم يكن له ماضٍ فلا حاضر له.

وأضاف العلامة الكبسي: هوية اليمني بلغة العموم هي انتماؤه للعروبة وللمسلمين وللهوية الإيمانية التي عرفناها وصبغت شخصيتنا بها، وهي هويتنا الإيمانية القائمة على (الثقافة القرآنية) وهي أوثق عروة ومن أصدق من الله حديثا وأقوى عصمة، “واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا”، كل هذا يجعلك صاحب شخصية لا تضل ولا تضل ومن ثم الهوية اليمنية تجعلك في مصاف الأفراد بحكم إيمانك والقيم الدينية التي تتحلى بها وتقربك من الحي القيوم الذي خلقك وأبدع المخلوقات ولا يحيد عنها إلا هالك لأن الله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف إن أكرمنا عند الله أتقانا والتقوى هاهنا لا تأتي إلا بالإيمان والإيمان صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة فالهوية تعني المبدأ، وأما المحافظة على هذه الهوية فهي المحافظة على الشرف والكرامة والأخلاق والقيم والأصالة والمعاصرة والوجود كذلك ولايكون كذلك إلا بالموالاة لأهل الحل والعقد.

الهوية ليست بالشكل فقط

من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم طلحة أن الهوى والهوية كلاهما لليمن.. اليمن هوانا، واليمن هويتنا.. حبنا وانتماؤنا.. الهوية هنا ليست مجرد شكل اللباس أو نوع الطعام أو طريقة الكلام، بقدر ما هي شخصية متكاملة من كل ذلك مضافًا إليها احترامنا لذواتنا وتقديرنا لها والتعامل الراقي مع أعرافنا الحسنة، وعدم التعالي على أي يمني ولا على أي عربي أيضًا ما دام العرب كلهم من اليمن.

والهوية كاريزما متكاملة للشخص، تعني الشكل والمضمون، القلب والقالب، العاطفة والفكر، فلنتأمل ولنتفكر إلى ذلك بجب ألا ننسى أن هويتنا اليمنية هي في الأصل هوية إيمانية.

الهوية الإيمانية مستوحاة من القرآن

كما أكد العلامة عبدالرحمن حميد الدين مدير إدارة أعلام الهدى في مؤسسة الإمام الهادي، أن الهوية الإيمانية هي المعالم التي يتميز من خلالها المؤمن عن غيره من البشر في كافة مجالات الحياة: في المجال الإيماني العملي والتربوي والثقافي والاجتماعي.. لا مجرد عناوين جوفاء أو تراتيل عمياء.. بل مجموعة من القيم الإيمانية والثقافية والتربوية المستوحاة من القيم القرآنية الكريمة ومن حركة الرسول الأعظم وأهل بيته الأعلام، بما ينعكس في واقع الإنسان المؤمن فكرا وسلوكا وممارسة وبما يهيئ لحاضنة اجتماعية تضبطها هذه القيم والمعالم..

وقال حميد الدين “عندما يتم غرس القيم والهوية الإيمانية في نفوس الجيل منذ مقتبل العمر فذلك له أثره الكبير ونتائجه المثمرة على نفسية الجيل وبما ينعكس على واقع الإنسانية ككل”..

وكل ما تم تعزيز الهوية الإيمانية كقيم في مشاعر ووجدان الجيل كلما خلق نماذج إيمانية نفوسها راقية، واهتماماتها عالية، وقضاياها مركزية..

وكلما تم الابتعاد عن تلك القيم واستبدالها بهوية خارجة عن القيم التي فطر الله الناس عليها، وربط كتبه السماوية بها كمعالم إيمانية موحدة وسنن إلهية ثابتة؛ كلما صنع ذلك الابتعاد عن تلك القيم العظيمة واقعا منحرفا على كافة المستويات: الثقافية والتربوية والاجتماعية، وكما تمسك بها آباؤنا سنتمسك بها نحن.

الهوية الإيمانية

من جانبه أوضح القاضي مجاهد الشبيبي أن الهوية الإيمانية نجسد ذكرها في أول جمعة من رجب التي دخل فيها اليمنيون الإسلام والتحق أجدادنا بمسيرة الإيمان وعلى يد الإمام علي -عليه السلام- واليوم هاهو حفيد الإمام علي من يواصل قيادة هذه المسيرة ونحن له جند سامعون مطيعون متمسكون بهويتنا ما حيينا وكما تمسك بها آباؤنا سيتمسك بها الأجيال من بعدنا وهي ثقافه مترسخة فينا وتعني لنا العزة والكرامة والإباء والشموخ والنصر والتأييد الإلهي.

ونفاخر بها العالم بكله وهي تعني الالتزام بتوجيهات الله والاقتداء والاهتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولذلك انظروا ماذا ورد في أهل اليمن وما ورد في غيرهم من المطبعين والمتنصلين:

لأن الله يعرفهم، قال عنهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ) ..

وقال عن غيرهم: (قُلْ لَـمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَـمْنَا وَلَـمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).

︎لأن الله يعرفهم، قال عنهم: (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) ..

وقال عن غيرهم: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ).

︎لأن الله يعرفهم، قال عنهم: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) ..

وقال عن غيرهم: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ).

︎لأن الله يعرفهم، قال عنهم: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ..

وقال عن غيرهم: (وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ).

︎لأن رسول الله يعرفهم، قال عنهم: (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية) ..

وقال عن غيرهم: (من هنا يخرج قرن الشيطان).

︎لأن علياً يعرفهم، قال عنهم: (لو كنتُ بوّاباً على باب جنةٍ، لقلتُ لهمدانَ ادخلوا بسلامِ) ..

وقال عن غيرهم: (يا أشباه الرجال ولا رجال، لقد ملأتم قلبي قيحا).

ونقول لمن يريد سلخنا عن هويتنا خسئتم فقد فشلتم خلال عشرات بل مئات السنين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا