جمعة رجب مناسبة تمثل البداية التاريخية التي جمعت اليمنيين تحت راية الإسلام

 

مطهر العباسي : لقد كانت اليمن ومازالت على رأس قائمة المطامع ..

عبد الرحمن السارعي : الهوية اليمانية راسخة رسوخ الجبال ..

محمد السالمي: جمعة رجب تعلَّم منها اليمنيون معاني الهوية الايمانية..

الثورة / أمين العبيدي
الهوية اليمانية من الروابط التي تقف حجر عثرة أمام كل المرجفين والمنافقين من المرتزقة والعملاء ولا يمكن أن يتسنى لأعداء الأمــة السيطرة عليها والتحكم في حاضرها وتشكيل ملامح مستقبلها بما ينسجم مع مخططاتهم.. كان لا بد لهم أولاً من بتر الروابط التي تجمع أبناء الأمــة وعزلهم عن تاريخهم الذي شكل ملامح هــوِيتهم، وطمس أو تشويه عقيدتهم، لما لها من دور في غرس قيم الكرامة والحرية في نفوسهم.. و تمسك اليمنيون بالهوية اليمانية التي جعلتهم يصنعون كل هذه الانتصارات التي اذهلت العالم بأسره وقد سجل اليمنيون في جمعة رجب أنصع صور الانصهار والتلاحم تحت راية الإسلام الحنيف حين اجتمعت قبائلهم في جامع الجند الشهير في الحادثة الشهيرة في العام السابع ودنت جباههم جميعاً لكلمة التوحيد وتركوا جانباً خلافاتهم وتصدوا بحزم لعوامل التشرذم والشتات التي كانت سبباً في وقوع بلادهم فريسة للاحتلال الحبشي ومن بعده الفارسي. هذه الذكرى ولا شك ظلت في قلوب اليمنيين عيداً خالداً يحتفلون فيه بنعمة الإسلام ويستعيدون قيم التوحيد والتلاحم والتآخي وهي القيم الأصيلة في دين الله ولعلهم في هذه المناسبة يستلهمون من جديد هذه القيم خصوصاً وهم يواجهون أقسى امتحان في تاريخهم، وأصبح يحاصرهم حثالة العالم وارذل مخلوقات الأرض، أصحاب الضمائر الميتة، قتلة الأطفال، خدام أمريكا ونعال إسرائيل..
في الاستطلاع التالي التقينا بعدد من العلماء والخطباء وشخصيات عامة لمعرفة انطباعاتهم حول هذه المناسبة ورسالتهم إلى أبناء شعبهم.. فإلى التفاصيل:
في البداية تحدث الينا العلامة مطهر عبد الوهاب العباسي، خطيب مسجد التقوى وأستاذ القرآن الكريم وعلومه، بقوله: جمعة رجب مناسبة تمثل البداية الحقيقية التاريخية التي جمعت اليمنيين تحت راية الإسلام وهي ذكرى شكلت ملامح الهوية الإيمانية اليمنية التي وضع مرتكزاتها الأساسية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولقد كانت اليمن وما زالت على رأس قائمة مطامع العدو ليس فقط لأهمية جغرافيتها أَو فقط لما تمتلكه من مقدرات وموارد طبيعية هائلة او حتى لتنوع المناخات المتعددة فيه بل لمكانة هذا البلد في التاريخ الإسلامي، ولما لدى الشعب اليمني من تراث ديني أصيل، إضافة إلى الرصيد الأخلاقي والتركيبة الاجتماعية المتفردة، وهي عوامل حصنته من كل محاولات تحريف الهويه الايمانية وقد أشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله (في خطابه الذي القاه بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ) إلى أن إحياء جمعة رجب هو: ” هذه الذكرى العظيمة المهمة اخترناها لأن تكون مناسبةً مهمةً وأساسية لترسيخ الهوية الإيمانية لهذا الشعب العظيم، الهوية الإيمانية التي هي أشرف هوية تنتسب إليها الشعوب والأمم، وتتحلى بها، وتلتزم بها؛ لتبني عليها مسيرة حياتها، والتي هي الهوية الجامعة، التي يمكن أن يجتمع في إطارها كل البشر على اختلاف شعوبهم، وأعراقهم، واتجاهاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، ومناطقهم، وتنوُّع بلدانهم، على كل حال هي الهوية الجامعة التي يمكن للمجتمع البشري أن يجتمع في إطارها، وهوية عظيمة ومقدَّسة وشريفة، هي خير هوية يمكن أن يعتز بها شعب، وأن يفتخر بها بلد، وأن تنتسب إليها أمة، فنحن نبارك لشعبنا العزيز، ونسعى- إن شاء الله- مع كل الخيرين، مع كل الصالحين، مع كل المستنيرين بهدى الله “سبحانه وتعالى” لترسيخ هذه الهوية في شعبنا اليمني، الذي يمتاز بأصالته في انتمائه لهذه الهوية، وبمسيرة حياته على أساسٍ من هذه الهوية، فيما كان عليه الأخيار والصالحون من أبناء هذا البلد جيلاً بعد جيل
فيما أضاف الاستاذ عبد الرحمن عبدالله السارعي، ماجستير دراسات إسلامية قائلاً: الهوية اليمانية راسخة رسوخ الجبال في قلوب أبناء الشعب اليمني ولو نظرنا إلى تاريخ بلادنا فهو تاريخ عظيم تمحورت من هذا التاريخ الانتصارات التي نشهدها اليوم .. وأشار السارعي بقوله: الهوية اليمانية لها ارتباط وثيق في نشر الإسلام في كل أنحاء الأرض .. حين استجاب أهل اليمن
للرسالة المحمدية التي حملها مبعوث الرسول الأعظم الإمام علي بن أبي طالب الذي وصل إلى صنعاء في دلالة واضحة على المكانة التي يحتلها اليمنيون عند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فقد ارسل اليهم أحب الناس إليه الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجه وعليه سلام الله، من فتح خيبر، جاء لليمن ودعا الناس للإسلام وترك عبادة الأوثان، وقد أكد كثير من الرواة إلى أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما وصل إلى صنعاء قام خطيباً في قبائل همدان واجتمعوا شمال الجامع الكبير بصنعاء القديمة فتأثروا بخطبته وأعلنوا إسلامهم فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، كيف لا وهم الذي قال عنهم الرسول صلوات الله عليه وآله كلمته المشهورة « السلام على همدان» .. في الوقت الذي أرسل الرسول صلوات الله عليه وآله الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى مخلاف الجند والصحابي الجليل أبو موسى الأشعري إلى زبيد يحملان في طياتهما دين الله ودعوة رسوله للدخول في دين الإسلام وتعليمهم أمور دينهم، واضاف السارعي أن الكثير من الروايات تؤكد أن دخول أهل اليمن الإسلام كان سببا في نزول سورة النصر قال تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
وفي نفس السياق يقول الاستاذ محمد السالمي، خطيب مسجد الصحابة: ذكرى جمعة رجب محطه مهمة تشد اليمنيين إلى دينهم ويتعلمون منها معنى الهوية اليمانية، ولقد كانت اليمن وما زالت على رأس الهرم بل وأصبح هذا الشعب في موقع الحارس للعقيدة الإسلامية، ورأس حربة في معركة التصدي للمشاريع الاستعمارية ومقاومة كل مخططات التآمر لهذا حرص أعداء الأُمَّــة كُـلّ الحرص على وضع وتنفيذ مخططات أرادوا عبرها إعادة تشكيل الإنسان اليمني فعملوا جاهدين ومنذ عقود طويلة على إفراغ روحه من كُـلّ ما له علاقة بتاريخه وعقيدته وتراثه وصـولاً إلى طمس هــوِيته، لكن هذا من المستحيلات ونحن نعيش مع القائد العلم حفظه الله ..
وعن فضل جمعة رجب يقول خطيب جامع الروض الاستاذ شمسان عطية: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات وتعرض لهذه النفحات، ومن هذه النفحات شهر رجب وما بعده من شهور، فنحن في بداية موسم الطاعات فكما أن لكل إنسان في الدنيا موسما تجاريا يغنم ويربح فيه حسب مهنته ووظيفته ونشاطه التجاري؛ فكذلك ينبغي على كل إنسان يريد أن يربح في تجارته مع الله أن يتحرى موسم الحسنات والطاعات والبركات والنفحات لهذا حثنا صلى الله عليه وآله وسلم على اغتنام هذه النفحات حيث قال:” اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فاسألوا الله أن يستر عوراتكم ويُؤمِّن روعاتكم” وقال أيضاً صلى الله عليه وعلى آله :” إن لربكم في أيام الدهر نفحات ، فتعرضوا لها ، لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا. وحيث أكد بقوله:
شهر رجب كما نعلم جميعاً شهر مبارك دخل فيه اليمنيون الإسلام وتوحدوا على كلمة التوحيد ويجب استغلاله في التقرب إلى الله بمختلف الاعمال..

قد يعجبك ايضا