صلاح الشامي
الإهداء : إلى سيدة نساء العالمين (أم أبيها).. السيدة فاطمة الزهراء
فراديسُها المعنى ومَعنىً تفردَسا
بهِ كلُ قلبٍ بالمعاني تَفرَّسا
تشبُّ بقلبِ المرءِ مَعناهُ، تنثني
عليهِ كأعطافٍ بها قلبُهُ اكتسى
شَغوفٌ بها قلبٌ عطوفٌ بِعطفِها
وفي ( يَفرسِ ) الناموسِ قلبي تَيَفرَسا
سلي عن كتابي في الغيابِ حُضورُهُ
وفي حضرةِ الباهوتِ بَهتي بهِ احتسى
تَملّى فأملى وامتلا من جمالهِ
فؤادٌ صَدوقٌ بالبَواهيتِ عَرَّسا
عَروسُ المباني والمعاني بنظرةٍ
أطلّ على ما منه نيساني انتسى
فأنسٌ بمن لولاه ما كانتِ ( الصَّفا)
وما (مَروةُ ) الأحبابِ إلا بمن كسى
كساني أنا كالكعبةِ النورِ شادنٌ
وليٌّ به الأحوالُ تهتاجُ مَغرَسا
فحطي أيادي التبر في تربِ حالنا
وحطي بعش الوصلِ يا زهرة الكِسا
أمانيُّ محبورٍ تَحُفُّ بحالهِ
جِنانٌ بناها الوجدُ فُلاً ونرجسا
مُمَغنطةٌ أحوالُنا وهي مُنحنى
جمالٍ جلاليٍّ بها الغصنُ هسهسا
وتهمسُ لي بين الحطيمِ وزمزمت
مَعانيَ لم يقوَ الحشا ليلَ نسنسا
فقولي بنا يا كعبةَ الحُسنِ ما تشا
لسانُ الهوى، فالحُسنُ بالبوحِ كَردَسا
من اللَّهِ، لا من غيرهِ كُلُّ خِيرةٍ
فسلم لهُ ما لاحَ فيكَ مُسَندَسا
وهندس مَعاني المُفرداتِ بِروحه
ففيكَ من الآياتِ ما في السَّنا رَسَا
إلى أين تمضي بالشواهدِ مُقلةٌ
لقلبِ مُحِبٍ طارَ وَجداً وَطَوَّسا
طواسينُها نونُ المَشيئةِ أثمرت
مقاماً لهُ باللهِ ذِكرٌ .. فما انتسى
براهينُهُ الوَجدُ المُقيمُ على النوى
بقاءَ فناءٍ سِرُّهُ ما تَطوَّسا
وطاؤوسُها أمَّ الشواهينَ فانتمى
نماءً بهِ الخِصبُ اليَمانيُّ شَمَّسا
فشمسُ الشموسِ النورُ ( أحمدُ ).. بابُهُ
مصاريعُ فتحِ التيمِ صبحاً تنفّسا
له مَلمسٌ في الروحِ لا رَيبَ مَسَّهُ
طَهورُ الرؤى .. التنزيلُ بالمَسِّ مَيَّسا
فموسى وعيسى من تراتيلِ لمسهِ
شراعَ نواميسٍ بها نوحُ نوَّسا
وكعبةُ إشراقٍ بها كلُ عاشقٍ
غريقٌ بشطٍّ من محيطاتِ من عسى ؟!!
تكورتِ الرؤيا ودارت بفُلكهِ
على فَلَكِ الأفلاكِ طه أبي الكِسا
كمن ليس يهوى صارَ يهوى الفؤادُ مَن
به ( الهُو ) بلا حَرفٍ تَبَدَّى وعَسعَسا
فكن أنتَ هو، ولتُبدِ ما فيكَ أشرقت
معانيهِ .. فلتحرث بها أرضَكَ المَسا
وسَبِّح بِحَمدِ اللهِ، واحمدهُ أن غَذى
فؤاداً وروحاً ساسَها حينَ أسَّسا