العدوان والاحتلال الذي يتعرض له الشعب اليمني من قبل دول التحالف وعلى رأسها العدو السعودي والعدو الإماراتي، ومن ورائهم الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون وعديد دول غربية هو أحد تداعيات حرب ٩٤ التي أضعفت قدرة البلاد العسكرية والاقتصادية، وفككت النسيج الاجتماعي للبلاد، وضربت آمال وتطلعات الناس في مقتل.
الغرور أصاب عصابة ٧/٧ وأخذتها العزة بالإثم فسرحت جيش وآمن وموظفي دولة الجنوب، وأبدلتهم بالمرتزقة والجهلة والأميين والحاقدين والموتورين. أذكر أن عفاش أعطى جماعات الإرهاب الإخواني ( ١٢ ) الف رتبة عسكرية، وزعوها على أصحابهم مكافأة لهم.
أما الأفغان العرب فقد تم إعطاؤهم رتبا قبل الحرب، بحسب خدمتهم لأمريكا في افغانستان؛ كل سنة رتبة؛ ابتداء من ملازم ثاني وما فوق.
بعد ذلك بدأت البلاد تتعرى أمام أعدائها التاريخيين، والذين لا يريدون لليمن خيرا.
سقطت الوحدة بالحرب، وبدأت النزعات المناطقية والانفصالية والمذهبية تظهر دون قناع. ظهر جيش عدن أبين الذي اختطف السواح وقُتل بعضهم أثناء المواجهات مع الأمن، وحكم على قائد جيش عدن أبين ( المحضار ) بالإعدام.
نكث عفاش بوعوده لجماعة أسامة بن لادن، فرحل إلى السودان.
لم تستطع قيادة الاشتراكي والحركة الوطنية مواجهة الحرب، ولا التأثير على تداعياتها. الوحيد علي صالح عباد، صمد في وجه ضغوط عصابة ٧/٧ المنقلبة على الوحدة، وقام بلملمة ما بقي من الحزب.
محمد حيدر مسدوس رفع شعار ( تصحيح مسار الوحدة ) الذي واجهته العصابة المنتصرة على الشعب بالقمع.
تطورت طروحات مسدوس الى ما عُرف بالقضية الجنوبية التي يُعتبر مسدوس منظرها بامتياز.
العدو السعودي الذي كان مشاركا في حرب ٩٤م، عن طريق جماعات الإرهاب في صنعاء، والمرتزقة في الشرورة، بدأت مطامعه تظهر منذ اليوم الأول لانتهاء الحرب؛ مطالبا بترسيم الحدود، وفرض على اليمنيين اتفاقا مجحفا عُرف باتفاق جدة (٢٠٠٠م) تنازل فيه قادة عصابة ٧/٧ عن اتفاقية ١٩٣٤م التي ضمنت حق اليمنيين في استعادة أرضهم في جيزان ونجران وعسير في أي وقت.
نفشت العصابة ريشها في صنعاء، فضيقت الحريات وحاكمت الصحفيين وقادة الرأي، وأغلقت الصحف، وكممت الأفواه، وشردت رجال الوحدة، وزجت بالمعارضين في السجون، واغتالت وأخفت الكثير من الناس، وزورت الانتخابات، وقمعت كل تحرك مطلبي.
ولم يكفها كل هذا، بل زادت غرورا وبطشا، فشجعت ودعمت الحروب القبلية والمناطقية.
وزادت أزمة النظام، فحاول الخروج من الأزمات بالجرع السعرية، ولم تفده، ففجرها حربا ضد مواطني صعدة بدعم من السعودية. ففي العام ٢٠٠٤م بدأ بشن حرب متوحشة ضد مواطني صعدة، استخدم فيها كل أنواع الأسلحة بما في ذلك الطيران والصواريخ والقنابل المحرمة.
وكان للمجرم علي محسن الدور البارز في تلك الحرب، إذ كان هذا يد العدو السعودي في اليمن. وهو من قاد المجازر والدمار في كل حروب صعدة الستة. وكان يتسلم يوميا مبلغ عشرة ملايين ريال سعودي من الرياض مقابل ما يقوم به من قتل ودمار.
في ٢٠٠٧م ظهر ما سُمى بالحراك الجنوبي، وكان في البداية حراكا مطلبيا قامت به جمعية المتقاعدين من أبناء ردفان الذين تعرضوا للتعسف والقهر ومصادرة الحقوق من قبل العصابة الحاكمة.
لم يستمع عفاش لصوت العقل. وكان قد ولغ في دماء المواطنين من أبناء الجنوب وصعدة.
قيل له في البدء إن المنتصر في الحرب الأهلية مهزوم، فقابل ذلك بسخرية الجاهل.
العصابات التي كانت تشاركه بالقتل والنهب والحروب قفزت من سفينته قبل أن تغرق. وتركه أقرب المقربين اليه، وكانوا أول الهاربين الى حضن العدو السعودي، حتى ذاك الذي كانوا يطبلون ( ما لنا إلا علي ) كانوا أول الهاربين الى حضن الارتزاق.
حتى حرس عفاش الذين كان يرهب بهم العزل خلعوا الميري ولبسوا الأفغاني وتحولوا الى قاعدة وداعش ينهبون البنوك، ويسرقون عباد الله. وسقط عفاش وعصاباته، ولم يجد قبرا !!
وما بني على باطل فهو باطل، والعبرة بالنهايات. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
Next Post