لا أدري لماذا يُصرُّ مسؤولو اتحاد كرة القدم دائما على مسح الصورة الطيبة التي ترسمها منتخبات الفئات السنيّة، سواء في منتخبات الناشئين أو الشباب، والتصميم الغريب على مشاركات هزيلة ومهينة للمنتخب الكروي الأول الذي يأبى ومسؤولوه، إلّا أن يعيدوا إلى أذهاننا الخسائر المذلّة، والرجوع بنا إلى عصور الهزائم بالخمسة والستة أهداف.
-خرج الأحمر الكبير من مشاركته في بطولة كأس الخليج في نسختها الحالية الـ “25” المقامة في العراق خالي الوفاض، برصيد صفر من النقاط وبعشرة أهداف كاملة تلقاها خلال ثلاث مباريات فقط، وبكثير من الحسرة والألم، تسبّب بها لملايين اليمنيين ممن لا ينقصهم المزيد من الآهات والأحزان والحسرات وأمراض الغثيان والتوتّرات النفسية والعصبية.
– لا نريد أن نقسوا على لاعبي المنتخب، مكسوري الجناح عديمي الدعم والاهتمام، فقد قدّموا فوق ما يطيقون، وحاولوا رغم كل الظروف والمعطيات ومعادلات المنطق والواقع، تقديم أداء مشرف وتمكنوا في فترات من المباريات الثلاث التي خاضوها من إظهار بعض التناغم والانسجام في الأداء والانضباط التكتيكي، خصوصا في مباراة سلطنة عمان، حيث تمكنوا من تسجيل هدفين، هما كل ما استطاعوا إنجازه في المونديال الخليجي بالبصرة، لكن العتب كله على مسؤولي الاتحاد الذين ما كان ينبغي عليهم المشاركة في البطولة مادام أنهم ليسوا مجبرين على ذلك في ظل غياب الإعداد الجيّد وعدم إقامة معسكرات حقيقية أو إجراء مباريات ودية دولية قوية مع منتخبات من المستوى المطلوب، وليس مع أندية من الدرجات الثالثة والرابعة، على غرار ما حدث في معسكر مصر الهزيل فنيا وتنظيميا، ناهيك عن توقّف الدوري العام وغياب النشاط الرياضي المحلي، وغير ذلك من الصعوبات التي توجب الاعتذار الذي كان أولى بكثير من ذلك الحضور الباهت، والباعث لسخرية وتندّر الآخرين.
– عبثا كانت مشاركة المنتخب الأول في منافسة مثل كأس الخليج التي هي بطولة إقليمية يطغى عليها الطابع الودّي ولا تحظى بأي اعتراف دولي، حيث لم يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” إلا مؤخرا خلال النسختين الأخيرتين، تحت ضغط دبلوماسية النفط والمال الخليجي، كما هو معلوم للجميع، ولا يترتّب على عدم المشاركة فيها أي عقوبات أو تبعات مثلما هو الحال في مباريات تصفيات كأس العالم أو غيرها من البطولات الرسمية الدولية التي تقام تحت مظلة الفيفا.
-كرة القدم صارت مصدر سعادة للشعوب والأمم إلّا الشعب اليمني، فصارت مباريات المنتخب الكروي الأول أشبه بلحظات رعب وتوتّر وانهيارات عصبية، وتساؤلات ما فتئت تشغل بال الجماهير عن الأسباب التي تدفع المسؤولين إلى المشاركة بمنتخب غير مستعد ولا مُعدّ من كافة المستويات، وعمّا إذا كان ذلك فقط من أجل بدل السفر وتغيير الأجواء للمسؤولين، أم أنها تأتي بالاتفاق مع منظمي البطولات الإقليمية لزيادة نسبة الأهداف المسجلّة وتحسين أرقام المنتخبات الأخرى على المستوى التهديفي، أو أن هنالك أسبابا ودوافع أخرى لا يعلمها إلّا الله!!