قاتلوها فلم يستطيعوا وأدها، وحاصروها فانتشرت وتوسعت، أرادوا القضاء عليها في مهدها فشبت حتى اشتد ساقها، وعلا شأنها، وأصبحت شوكةً تخز نحور الضالمين والمعتدين، وسيفاً يقطف رؤوسهم، ويسلخ جلودهم.
إنها المسيرة القرآنية سيل جارف، وموج هادر، وسفينة تنجي من الغرق، إنها إرادة الله الذي جعلها كهفاً وملاذاً يأوي إليه كل خائف، ويقصده من يريد النجاة والفوز.
هي شجرة كبيرة، عانقت بأغصانها عنان السماء، وضربت بجذورها أعماق الأرض، وظللت بفيئها وجوهاً أحرقتها شمس الظلم والقهر.
وطبعاً لن ينال ثمارها إلا من كان ولداً باراً بها، وحنوناً معها، أما المتسلقون بغرض النيل منها، والعبث بثمارها، فهي تنبذهم وتسقطهم على رؤوسهم من أعالي قممها.
المسيرة القرآنية هي إرادة الله، وأمره، ونصره المحتوم، أثبتت طوال تاريخها أن إرادة الله هي فقط التي تمضي، وأن سنته في نصر عباده المستضعفين ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، مهما مرت السنون والأعوام.
ومهما تعرض الحق وأهله للمحاربة الشديدة من قبل الباطل وحزبه، إنما يزداد الحق قوة وصلابة، وبأساً وتماسكاً.
منذ أن ولدت المسيرة القرآنية في اليمن، بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، وبعده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، قضَّت مضاجع الأعداء، لأنها تحتوي على ثقافة تؤسس لبناء أُمة قوية وقادرة على الصمود والمواجهة.
المسيرة القرآنية ، ليس لائقاً بها الا النصر، والعز، والمجد، والخلود، فهي لنصرة دين الله والله هو رافع عزها، وقاتل عدوها، أما نحن فليس علينا إلا التمسك بها بكل ما أوتينا من قوة، والاهتداء بهداها، والسير على منهجها (القرآن الكريم) نور الدروب والقلوب، وعز الشعوب، والأمن يوم الخطوب.