غيداء الخاشب
المناسبات الدينية من أهم المناسبات بالنسبة للمسلمين عامة والشعب اليمني خاصة، وذلك لما لها من أهمية في إحياءِ النفوس وطمأنينة القلوب وترسيخ العقيدة الإيمانية والنهج المُحمدي القويم ونور القيم والأخلاق والمبادئ التي نستقيها من قدوتنا وأعلامنا.
تُطِل علينا مناسبة عظيمة لها أثرها الأخلاقي والإيماني، ميلاد الطُهر البتول فاطمة الزهراء- عليها السلام- والذي كان في العشرين من جماد الآخر، من تربت في بيتِ النبوة، من صبرت وجاهدت وصمدت مع والدها وبعلها، من ربّت أبناءها خير تربية، هي تلك المرأة الطاهرة المؤمنة الصديقة خيرُ نموذج لجميع النساء.
فاطمةٌ ابنة الرسول صلى الله عليه آله وسلم من حظيت بلقب (أم أبيها)، من احتلت قلب والدها الرسول حتى قال فيها:(فاطمةٌ بضعةٌ مني من أبغضها أبغضني) فكيف لا نحرص نحن المسلمات على جعلها القدوة والأسوة في واقع حياتنا؟ بلا شك هي بصيرة لكل المؤمنات، هي من علّمت كل امراءة أن الحشمة سِتر وعفاف، وأن تربية الأبناء مودةٌ وجِهاد، وأن دور الابنة والزوجة والأم مسؤولية، وان الجهاد في سبيلِ الله واجب، وأن ذكر الله في كل وقت وحين راحة وأُنس، وأن الالتزام بتوجيهات الله خير وفلاح.
عطر وشذى وعبير فاطمة الزهراء- عليها السلام- يفوح بقدوم يوم مولدها المُبارك،حين أطلت على الوجود حلّت البشرى في الأرض واستبشر بها الرسول ثم أنزل الله تعالى سورة الكوثر مخاطباً سيدنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام بقوله تعالى:(إنا أعطيناك الكوثر) كان في قدومها الخير والبركات.
أهل البيت عليهم السلام هم الحبل الذي نتمسك به كلما وَقعنا، هم مصابيح وضوء لنا، هم قدوتنا العُظماء، فسر القوة والصمود في نساء شعب اليمن هو الاقتداء بالزهراء والسير على خطاها والإطلاع والبحث عن حياتها وسيرتها الطاهرة، وفي ذكرى مولدها نقول: أهلًا يابضعة المختار، أهلًا يا أم السبطين وسيدا شباب أهل الجنة، أهلًا ياراضية يا مرضية يا من حبك لكل الطاهرات هبةٌ وهدية، أهلًا ياسيدة نساء العالمين، أهلًا يامنبع الطهر ونموذج النقاء والصفاء.