ليست المرة الأولى التي تغرق فيها عدد من أحياء مدينة جدة السعودية في مستنقع سيول الأمطار الجارية والتي تخلف الكثير من الأضرار والخسائر البشرية والمادية ، مشاهد مؤلمة تعودنا على مشاهدتها في المدينة السعودية الثانية بعد العاصمة الرياض ، المدينة الساحلية التي يسعى بن سلمان لجعلها حاضنة للسفور والانحلال الأخلاقي تحت يافطة الانفتاح ، أصبحت عرضة للخراب والدمار جراء السيول الجارفة التي تجتاحها بين الفينة والأخرى ، ومخططات الهدم والإزالة التي ينفذها بن سلمان من أجل تنفيذ ما يسميه بالمشاريع التطويرية للبنية التحتية في مجال الخدمات السياحية والتي تشمل الفنادق والشاليهات والتي تندرج في سياق ما يسمى برؤية المملكة 2030م.
السعودية الدولة الأكثر ثراء في المنطقة، والتي تنتج قرابة ٢١مليون برميل نفط يوميا ، وتمتلك المخزون النفطي الأكبر في العالم ، وصاحبة الثروة المالية الهائلة المودعة في البنوك الأمريكية والأوربية ، غير قادرة على تنفيذ مشروع لتصريف سيول الأمطار لمدينة جدة المدينة الأكثر جذبا للسياحة الداخلية والخارجية على مستوى المملكة ، في الوقت الذي يعبث بن سلمان بثروات ومقدرات بلاد الحرمين ويهدرها على تمويل الفتن والأزمات والصراعات التي تشهدها العديد من الدول العربية خدمة للأمريكان والصهاينة ، رغم أن المعالجة لهذه المشكلة المؤرقة لمضاجع سكان جدة لا تحتاج سوى إرادة سياسية ورغبة وحرص من قبل بن سلمان، لتجنيب المدينة الغرق ووضع حد للأضرار والخسائر الكبيرة التي يتكبدها الأهالي .
أهالي جدة حالهم حال بقية أهالي بلاد نجد والحجاز يخضعون لسلطة قمعية تسلطية إجرامية تحكمهم بالسوط والجلاد والنار والحديد ، لا يستطيعون التعبير عن غضبهم وانزعاجهم جراء هذا الإهمال والتسيب غير المبرر ، واللامبالاة السلطوية السعودية لمعاناتهم المتكررة ، ولا بوادر إنفراج تلوح في الأفق تظهر حالة من الجدية لدى سلطة آل سعود لتحصين وحماية سكان جدة من مخاطر وأضرار السيول التي تتدفق عليها ما بين الحين والآخر ، بخلاف ما عليه الحال في عمليات الهدم والإزالة للكثير من الأحياء السكنية في ذات المدينة تحت يافطة التطوير والتحديث للمدينة الساحلية التي يعمل بن سلمان على طمس هويتها وتهجير الكثير من سكانها من أجل تنفيذ مشاريع التفسخ والعهر والانحلال الأخلاقي التي يريد من خلالها بناء فنادق وشاليهات وغيرها من المنشآت التي تجتذب إليها السياح والزوار من الخارج والداخل في إطار المشروع الذي يسعى بن سلمان لتنفيذه على الأرض ليرضى عنه أسياده الأمريكان والصهاينة ومن دار في فلكهم ، بعد أن ران الله على قلبه وطمس على بصره وبصيرته، بعد أن أغرق في الدم اليمني، وعاث في اليمن الفساد قتلا وتدميرا وتنكيلا من خلال عدوانه الهمجي الذي أوشك على دخول عامه التاسع .
بالمختصر المفيد، إجرام وتوحش آل سعود في اليمن المثبت بالصوت والصورة ، وعبثهم بالمال والثروة وإهمال أوضاع سكان مدينة جدة وتركهم عرضة لكوارث السيول المتكررة التي تجتاح منازلهم وتتسبب في دمار ممتلكاتهم ؛ شاهد حال على فساد وسقوط المهفوف السعودي وعصابته الحاكمة المحيطة به والتي تشرعن له كل هذه الممارسات المشبعة بالإجرام والتوحش والخسة والنذالة ، وهي ممارسات رعناء أنا على ثقة بأنها كفيلة بأن تعجل بسقوط آل سعود ، حاملة معها بإذن الله وعونه وتوفيقه وتأييده تباشير الخلاص لأبناء نجد والحجاز من طاغوتية آل سعود وحكمهم التسلطي الإجرامي الذي طال ضرره ليتعدى حدود السعودية إلى الكثير من البلدان العربية .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .