نهب الثروات.. وسرقة المرتبات!!

علي محمد الأشموري

 

 

شهدت العاصمة صنعاء وبقية عواصم المحافظات الحرة خروجاً جماهيرياً غاضباً هو الأكبر من نوعه في تاريخ الحرب الظالمة على اليمن منذ ثمان سنوات مضت.
فالجمعة الماضية اكتسح البركان البشري الشوارع والساحات ليرسل رسائل متعددة ومتنوعه بعد أن فاض الكيل من العدوان الأمريكي السعودي الذي استخدم كافة الأوراق القذرة ضد شعب الإيمان والحكمة، كان آخرها الحرب الاقتصادية في زمن “اللا حرب واللا سلم” التي لم تفض إلا إلى المزيد من المعاناة والحصار البري والبحري والجوي ..والفقر والقهر والموت البطيء في ظل سرقة المشتقات النفطية وتحويل عائداتها إلى البنك الأهلي السعودي، فـ(لصوص العصر) استولوا على الثروات النفطية والمشتقات الغازية والموانئ اليمنية مثل ميناء قشن وميناء عدن وموانئ المحافظات الجنوبية الشرقية بمساعدة ومساندة عملاء الداخل ومرتزقة العصر.
خروج الملايين من البشر نابع من الجوع والمعاناة وشظف العيش والفقر المدقع وانشار الأمراض وحصد الأرواح.. فقد حصد الحصار أرواح اليمنيين من الأطفال والنساء والشيوخ اكثر مما حصدته الحرب على الجبهات، وهذه هي الحرب الناعمة الأمريكية السعودية الإماراتية أضف إلى ذلك الافقار والتجويع والتضخم النقدي وانهيار المنظومة الاقتصادية والصحية وانعدام الدواء والأمن الغذائي والتعليمي والعمل على انهيار مؤسسات الدولة تحت نفس اليافطة (اللا سلم واللا حرب) و(الحرب الناعمة) وعدم صرف المرتبات التي هي أصلاً حقوق مشروعة وليست (منَّة) من أحد وقد حوَّل هؤلاء النهابة السعودية والأمريكان الشعب الغني بثرواته إلى (متسولين) وفقر مدقع، كما تفتك الأمراض نتيجة حصار الحرب بأجساد اليمنيين ونشر الأوبئة القاتلة بين النساء والشيوخ والأطفال.
العجيب والغريب في الأمر أن المنظمات التابعة للصوص العصر “تهاتف” شرائح الشعب اليمني متسائلة بغباء “كيف تعيشون؟” والأخطر والأمرّ من ذلك، يتبعه سؤال “هل قد وصلتم إلى مرحلة التسول؟”.
كان اليمنيون يأملون خيراً في الهدن السابقة، لكن الواقع اتضح أنها “هشة” ومرسومة بدقة للقتل الجماعي ومن أجل المزيد من إفقار الشعب اليمني الذي تحمَّل ما لم يتحمَّله شعب آخر.
ثماني سنوات والشعب اليمني يواجه التدمير بأسلحة فتاكة ومحرمة دولياً..
وفي الأخير استخدمت ورقة “حرب الحصار” لتجويع الشعب والتلاعب بالاقتصاد ونهب الثروات اليمنية والتضخم الذي لم يسبق له مثيل إثر نقل البنك المركزي من صنعاء العاصمة إلى عدن وطبع أوراق نقدية دون تغطية، الأمر الذي أدى إلى الانهيار المفاجئ للعملة اليمنية تحت يافطة شرعية الدنبوع.. ومن بعدة الدنابيع الجدد، وفي ظل هذه الوضعية الحقيرة يقف العالم إما متفرجاً صامتاً وإما مباركا لما يعتمل في الشعب اليمني وثرواته وبشره..
فحرب الحصار أفضت إلى معاناة كارثية وألحقت بجميع أبناء الوطن اليمني إلى قائمة الفاقة والعوز والفقر والمرض، فالعدوان وأذياله قد اغلقوا الموانئ والمطارات والمنافذ ومنع السفن المحملة بالوقود والغذاء والدواء من الدخول إلى اليمن الحرة فتفاقمت المشكلة وأغلقت المطارات أمام المسافرين من المرضى، فحرب التجويع والحصار هي إحدى الأوراق الخبيثة التي كشفت الوجه الخبيث لأمريكا والسعودية والتي تعتبر حسب المواثيق الدولية “جرائم إبادة جماعية”.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الحصار قد فرض منذ التسعينيات على العراق واستمر 13 سنة ذاق خلالها الشعب العراقي التعذيب النفسي والجسدي والقتل والتنكيل داخل السجون (أبو غريب) والإهانة الجسدية.. كل هذه العوامل تذكّر كاتب السطور بفيلم كوميدي درامي واقعي (معلش احنا بنتبهذل) للممثل المصري احمد آدم (القرموطي) فقد سيّست المانجو المصدرة إلى العراق إلى ما أسموها بالأسلحة النووية وأصبح (القرموطي) إرهابياً بالصوت والصورة.
ودخل عملاء الداخل العراقي في الخط ليهينوا أي صوت يرتفع.. وتلفيق التهم ضد كل صوت حر وممارسة أقسى أنواع التعذيب بحقه.
فاليمن اليوم بخروجه المليوني في المحافظات قد فوَّض القيادة السياسية والعسكرية لاتخاذ الإجراءات الرادعة التي تراها مناسبة ضد بائعي الوطن وثرواته، فالرسائل التي بعثت وحذرت العدوان ومرتزقته سيكون لها رد قاسٍ على السعودية وأمريكا وإسرائيل وقد أعذر من أنذر، لأن الصبر قد نفد والهدنة الهشة قد انتهت.
“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.

قد يعجبك ايضا