الثورة نت|
أشاد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بالدور التنويري والتأهيلي الذي تقوم به جامعة صنعاء على مدى خمسين عاماً ومساهمتها الكبيرة في حل مشكلات التنمية وإشباع حاجاتها وحاجات سوق العمل من الكادر المؤهل في مختلف التخصصات.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء في اللقاء التشاوري الموسع الأول لأكاديمي جامعة صنعاء “1444هـ – 2023م “، الذي عقد اليوم بصنعاء.
وعبر رئيس الوزراء عن الشكر لرئيس الجامعة الدكتور القاسم عباس وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة والمسؤولين عن الجانبين الإداري والأكاديمي من عمداء ورؤساء مراكز وأقسام والأعضاء في الاقسام العلمية، على إقامة اللقاء المهم.
ونوه بالدور التأسيسي والتطويرية المشترك لجامعتي صنعاء وعدن في العمل الأكاديمي على مستوى اليمن والتمهيد للجامعات الحديثة التي نشأت في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم.
وقال “نُعول كثيراً على أساتذة الجامعة ومنتسبيها في مواجهة التحدي الكبير في واقع الحال الذي فرضه الأعداء على وطننا وشعبنا منذ 26 مارس 2015م، بذرائع واهية وخادعة انطلت على كثير من الناس في ظل الخطاب الضخم للإمبراطوريات الإعلامية الخارجية والدولية والتي أثبتت السنوات الماضية واليوم زيفها وبطلانها”.
وأضاف “يوم أمس الأول عقد مؤتمر جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الذي حضره مجموعة من خصوم صنعاء السياسيين والذين حملوا بوضوح السعودية والإمارات مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في اليمن الكبير، جاءوا ليقولوا هذا الكلام بعد ثماني سنوات من واشنطن مع أن هذا الأمر كان واضحاً منذ البداية لكل حصيف ومنصف”.
واستعرض رئيس الوزراء جملة من المعطيات المتصلة بالعدوان والحصار المفروضين على الشعب اليمني وأهدافهما الحقيقية المعلنة وغير المعلنة بما في ذلك المتصلة بوقف رواتب موظفي الجهاز الإداري للدولة ومنهم أساتذة الجامعات الحكومية واستمرار المماطلة في هذا الموضوع الذي يمس ملايين الأسر اليمنية حتى اللحظة علاوة على التطرق للشروط المعلنة التي قدمتها صنعاء للسير في خطوات صنع السلام العادل والمشرف لكل أبناء اليمن.
وقال “ببساطة شديدة سنقبل بموضوع إيقاف إطلاق النار وأن يعم السلام اليمن في حال الوفاء بالشروط العشرة التي طلبناها في الكويت وستوكهولم وفي عمان وأيضاً في جنوب المملكة السعودية والتي تمثل مطالب لكل أبناء اليمن ولم تك مطالب شخصية أو خاصة أو طلب وجاهه أو شيء من هذا القبيل”.
وأضاف” أخبرناهم أن القاعدة الرئيسة هي إعلان كامل وشامل لوقف إطلاق النار، ومن ثم فتح المنافذ البرية والجوية والبحرية وثالثاً دفع رواتب الناس التي لا نريدها صدقة لا من المليارات التي مع السعودية ولا مع مشيخة الإمارات، ولكن نريدها من إيرادات النفط والغاز الموجود في بلدنا”.
وتابع” العام الماضي حينما أعلنت حكومة عملاء الرياض وأبو ظبي عن الحسابات غير المعلنة، تبين أنهم ورّدوا قرابة ثلاثة تريليونات ومائتي مليار ريال، وهذا الرقم سيغطي مرتبات موظفي اليمن مرتين لأنه لا توجد تنمية كما لا توجد مشاريع استثمارية”.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن حكومة الانقاذ الوطني رغم أن ما لديها لا يمثل سبعة بالمائة من آخر موازنة تم إقرارها، إلا أنها تسعى جاهدة للاضطلاع بمهامها في ظل عدوان وحصار و49 جبهة قتال مفتوحة ضد الأعداء وأدواتهم في الداخل.
وأردف قائلاً “هدف قوى العدوان الرئيسي من عملية إيقاف صرف مرتبات الموظفين في المحافظات الشمالية والغربية والتمنع المستمر عن الصرف هو خلخلة الجبهة الداخلية المتماسكة”.
وعبر رئيس الوزراء عن تقدير قيادة الدولة ومؤسساتها الدستورية، لكل الموظفين والأساتذة وكافة الجهات التي تحملت أعباء هذا الوضع الصعب، وكل حل تلجأ إليه المؤسسات بما في ذلك الأكاديمية منها للحد من تلك الأعباء.
وتوجه رئيس الوزراء في ختام كلمته بالتحية للجميع على استشعارهم لعٍظم المسؤولية والعبء التاريخي الملقى على عاتقهم تجاه شعبهم ووطنهم والأجيال في هذه اللحظة الفارقة.
وفي الفعالية التي حضرها وزيرا الدولة الدكتور حميد المزجاجي والدكتور أحمد القنع، أشار نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين، إلى أن مشاريع الرؤية الوطنية بالوزارة تضمنت تنفيذ 11 مشروعاً خلال العام 1444هـ وفي مقدمتها مشروع تحديث وتطوير تشريعات التعليم العالي.
وأكد الحاجة إلى ملاحظات ومقترحات خبراء القانون وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية والأهلية حول تلك التشريعات الممكن تعديلها.
وأوضح أن من ضمن التعديلات، اختصار مدة الترقيات لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية من خمس سنوات إلى ثلاث سنوات نظراً للحاجة الماسة لأساتذة ومشرفين على الدراسات العليا في الجامعات.
ولفت الدكتور شرف الدين إلى سعي الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية لتسليم جزء من الراتب لأعضاء هيئة التدريس بصورة منتظمة، بما يساعدهم على أداء مهامهم بالشكل المطلوب .. مشيداً بدور جامعة صنعاء في تأهيل وتدريب الكادر من خلال فتح المجال أمام طلاب الدراسات العليا في مساقي الماجستير والدكتوراه في كافة التخصصات العلمية والطبية والهندسية والعلوم الإدارية والإنسانية.
من جانبه أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم محمد عباس، أن انعقاد اللقاء التشاوري الموسع الأول لأكاديميي جامعة صنعاء هدف للاستماع إلى أوضاع أعضاء هيئة التدريس وهمومهم والصعوبات التي تواجههم ووضع الحلول والمعالجات المقترحة.
وتطرق إلى الدور المناط بعضو هيئة التدريس خلال المرحلة الراهنة والمفصلية التي تتجلى بمستوى عالٍ من الوعي والبصيرة لإدراك مؤامرات الأعداء في زعزعة الأمن و الاستقرار واستهداف النسيج الوطني والخروج برؤية موحدة وأفكار هادفة للحفاظ على الصف الداخلي.
واعتبر الدكتور القاسم عباس صمود وثبات أعضاء هيئة التدريس بمختلف انتماءاتهم في أداء مهامهم التعليمية في ظل استمرار العدوان، أحد عوامل النصر وقرب انتهاء أزمة المرتبات .. مبيناً أن أراضي موظفي وأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المرحلة النهائية لإنجازها وتسليمها للمستفيدين.
واستمع اللقاء التشاوري بحضور وكيل وزارة التعليم العالي المساعد لقطاع الشؤون التعليمية فايز البطاح، ونواب رئيس الجامعة، ورؤساء المراكز وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، إلى هموم أعضاء هيئة التدريس وأوضاعهم المتعلقة بالسكن والراتب وصرف الأراضي الخاصة بهم، وإنفاذ القانون، وتحقيق العدل، والتأمين الصحي.
كما تم طرح الجوانب المتصلة باستكمال إجراءات التعيينات الجديدة لأعضاء هيئة التدريس في وزارتي المالية والخدمة المدنية، إضافة إلى الحاجة للتأهيل والتدريب وإصدار السياسة العامة للتعليم للمرحلة القادمة.