المبعوث الأمريكي يعيد تدوير ادعاءاته والثابت واحد: اليمنيون يُقتلون ويُحاصَرون بسلاح أمريكا وبارجاتها
افتتاحية الثورة
تستمر الإدارة الأمريكية في ترويج الادعاءات السخيفة التي تدعي فيها الحرص على تحقيق السلام، وكما بدا ذلك واضحا من تصريحات نشرتها الخارجية الأمريكية على لسان ليندر كينغ، الذي اجتمع مع محمد آل جابر المصنَّف مشرفا سعوديا على المرتزقة والعملاء، الادعاءات الأميركية المتكررة بحرصها على تحقيق السلام في اليمن، يكذبها الواقع ، فأمريكا هي من تقف وراء معاناة الشعب اليمني وهي من تصر على استمرارها.
وكما عملت الإدارة الأمريكية على عرقلة مسار السلام، هي تعمل على استمرار الحصار وترفض صرف الرواتب وتصر على رفضها لفتح مطار صنعاء.
الادعاءات الأمريكية تأتي في سياق محاولتها التغطية على دورها الحقيقي في الحرب العدوانية والحصار الظالم على الشعب اليمني، وعلى دورها المعوق للسلام، وما لا تعرفه الإدارة الأمريكية هي أن اليمنيين يعرفون بأنهم يُحاصَرون ويُجوَّعون ويُقتَلون يومياً بسلاح وضوء أخضر أميركيين.
لا تريد أمريكا وقف العدوان، وتعتبر صرف رواتب الموظفين شروطا مستحيلة وغير مقبولة، وترفض رفع الحصار المشدد على الموانئ والمطارات، وهذا واضح يتضح من خلال سلوكها على الأرض الذي يكذب تصريحاتها، في الوقت نفسه احتلالها لبعض المناطق اليمنية يفضح زيف ما تدعيه.
والواضح أن الإدارة الأمريكية تعمل بشكل ممنهج لإحراق المراحل وتصفير المفاوضات، كما هي عادتها في كل مرة، ومع كل إطلالة جديدة لمبعوثها، الذي أصبح موصوفا ببومة الشؤم، تأتي الإدارة الأمريكية بما يُعقّد ويُفخّخِ أي مسار يخفف معاناة الشعب اليمني، وينسف أي خطوة نحو السلام الحقيقي.
منذ اليوم الأول كانت أمريكا هي من تشرف وتدير الحرب والحصار والتجويع والحرب البيولوجية على الشعب اليمني، ومنذ اليوم الأول حاولت إخفاء ذلك، غير أن المحاولة شيء والحقائق التي ظهرت شيء آخر.
عندما ترشح لمنصب الرئيس، وعد بايدن بالعمل على وقف الحرب على اليمن، ومنع صفقات السلاح التي يقتل بها اليمنيون، لكن من الوهلة الأولى عمل على تصعيد الحرب العسكرية وتشديد الحصار، ليمارس نفس قواعد اللعبة، كما الإدارات السابقة، وزاد من الدور الأمريكي في الحرب والحصار على اليمن.
الموقف الأمريكي الذي أعلنه ليندر كينغ عقب انتهاء فترة الهدنة أظهر بكل وضوح أن الإدارة الأمريكية ترفض أي خطوات تخفف معاناة الشعب اليمني، فقد اعتبر ليندر كينغ المطالبة بصرف المرتبات شروطا مستحيلة، واعتبر رفع الحصار وفتح الموانئ والمطارات شروطا غير مقبولة، وهو ما أظهر فحش الادعاءات الأمريكية الكاذبة.
مفتاح السلام في حل الملف الإنساني وخطواته هي رفع الحصار وصرف الرواتب، المطلوب من الإدارة الأمريكية إذا كانت جادة، وهي ليست كذلك في إحلال السلام، أن ترفع الحصار وتصرف مرتبات الموظفين.
أمريكا منذ اليوم الأول للحرب على اليمن منخرطة في قيادة الحرب وهي كذلك منخرطة في إفشال السلام ، ودورها في توفير الأسلحة والدعم اللوجستي والاستخباراتي للحرب الجوية والبرية والبحرية، ودورها في محاصرة اليمن من خلال سفن الحصار التابعة للبحرية الأمريكية يعرفه الجميع ، وأكاذيبها وادعاءاتها مكشوفة أيضا ، وعلى خلاف ما تقول وتدعي.
وحتى في مسار العدالة والمحاسبة للمجرمين وقفت ضد إجراءات التحقيق الأممية وسحبت ملفات الجرائم من مجلس حقوق الإنسان ، وسحبت ولاية فريق الخبراء الأمميين ، وقوضت كل الإجراءات التي هدفت إلى محاسبة مجرمي الحرب.
على الإدارة الأمريكية أولا أن توقف الحرب وترفع الحصار ، ثم تقدم نفسها كداعية سلام أو ساعية إلى سلام ، ومن خلال اتخاذ هذه الخطوات الضرورية ، يمكن للولايات المتحدة أن تتحدث عن السلام في اليمن ، والسبيل الوحيد لإنهاء 8 سنوات من الحرب الإجرامية المدمرة على اليمن هو رفع للحصار وصرف للمرتبات ، وإنهاء للاحتلال وسحب الجيوش ، والتعويض عن الأضرار ، وإذا فعلت أمريكا كل ذلك، ستكون حينها مؤهلة للحديث عن السلام في اليمن.