الهوية اليمنية الإيمانية .. منهاج وانتماء يفشل مخططات العدوان
مشروع الحرية والاستقلال ونهضة كل اليمنيين يتجسد في معاني «الهوية الإيمانية»
من الإرث الثقافي القرآني الذي خلَّده الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –سلام الله عليه- وفي مواضع مختلفة من محاضراته وردت الهوية الإيمانية وأهميتها في ترسيخ الاستقلال والانفراد بالحكم بدون التدخلات الخارجية وبناءً على هذا الإرث المحمدي، ومن ذلك النبع القرآني جاء السيد القائد بهذا المشروع وبهذه الدعوة التي يعتبرها الكثير من العلماء خلاصة الثمرة العظيمة لكتاب الله سبحانه وتعالى والهدي النبوي وذلك لما لها من تأثير إيجابي في بناء النفس وتهذيبها والارتقاء بالإنسانية إلى الكمال الأخلاقي والعقلي والزكاء الروحي والطهر النفسي الذي يؤهل الإنسان للارتباط الحقيقي بالله سبحانه وتعالى وتعزيز النهج الصافي الذي ينبع منه نور الحق ويستقي منه كل من آمن بالله ربا وبالإسلام ديناً.. كل هذا وأكثر تحدث عنه نخبة من العلماء والخطباء والمرشدين لـ”الثورة”، مؤكدين على أهمية الهوية الإيمانية في ترسيخ النهج القرآني في نفوس الشعوب.. فإلى الحصيلة:
الثورة/ أمين العبيدي
في البداية تحدث إلينا الخطيب محمد المرهبي -خطيب مسجد الجدري واستاذ التربية الإسلامية بمدارس الألفية، بقوله: الهوية الإيمانية أساسها الإيمان بالله الذي لو فقدناه ضاع كل شيء، وفي ذلك يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-: “نحن في هذا العصر كأمةٍ مسلمة إذا فقدنا هويتنا الإيمانية، فالنتيجة الحتمية المؤكدة هي الضياع، لا يحمي لنا كأمةٍ مسلمة كياننا ووجودنا ويدفع عنا المخاطر والتحديات التي نعيشها إلا الحفاظ على هذه الهوية، والالتزام بهذا الانتماء بمفهومه الصحيح، وتنقية واقعنا حتى يتطابق مع هذا المفهوم بشكله الصحيح … العدو إذا سيطر على أفكارنا، مفاهيمنا، أثَّر علينا في سلوكياتنا وحياتنا وعاداتنا وتقاليدنا، حينها سيكون- بلا شك- متحكماً بنا، ومسيطراً على واقعنا بشكلٍ تام، حينها نضيع، نصبح أمةً مستغلة… الإيمان عنصر قوة، الأمة اليوم وهي تواجه الكثير من الفتن والمشاكل والتحديات والمخاطر في أول ما تحتاج إليه، الحاجة الملحة الماسَّة جداً هي الوعي، من وعيٍ، وبصيرةٍ، وفهمٍ وثقافةٍ صحيحة، وفكرةٍ سليمة”.
وأشار المرهبي بقوله: تعزيز التكافل الاجتماعي وقيم الإيثار والإحسان وحب الخير للناس من أهم ما يتوجب علينا القيام به في هذه الأيام التي يعاني شعبنا الكريم فيها من الحصار الخانق والحرب القذرة التي تستهدف قوت المواطن وحياته اليومية البسيطة.. واعتبر المرهبي أن أقوى طرق الوقاية من استهداف العدو لهويتنا الإيمانية هي معرفة من نحن ومعرفة من هم أعداؤنا والتمسك بقوة بالقرآن الكريم والقائد الحكيم والتحلي بالصبر ومعرفة أنواع وأساليب الصراع والتحرك الإعلامي في المجال الثقافي والفكري الفاعل في أوساط المجتمعات والتذكير بالقرآن الكريم وبالأحاديث النبوية الشريفة وفي مقدمتها ( الإيمان يمان والحكمة يمانية)..
وأردف المرهبي بقوله: السور المنيع الذي يحمينا من الهجمات العدائية والمكر المتواصل الذي يحاك ويخطط له آناء الليل وأطراف النهار هو هويتنا الإيمانية واليمانية المتجسدة في قيادتنا اليوم والتسليم المطلق للقيادة من أهل البيت -عليهم السلام- الذين هم سفينة النجاة في بحر الظلمات وعلى رأسهم في عصرنا الحاضر قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي هو امتداد لأهل البيت -عليهم السلام- وكما قال الإمام الهادي- عليه السلام- “القرآن يدل على العترة والعترة تدل على القرآن” وكما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله “اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردّا عليَّ الحوض” صدق رسول الله وهذا اكبر وقاية وخير ضمانة للحفاظ على الهوية الإيمانية.
واختتم المرهبي حديثه بقوله: إن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فاليمن تاريخاً وحضارة كلها إيمانية، فكم هي المساجد التي بنيت بأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام في اليمن ومن ذلك الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز، فيجب إحياء دورها التنويري ..
وعن أهمية الهوية الإيمانية في حماية الأمة من الذين يسعون لنتجينها يقول العلامة عبدالحميد المؤيد- خطيب مسجد الأنوار : إن مفهوم الهوية هو العودة إلى الأصل والانتماء، فالهوية الإيمانية هي التي تميز الإنسان المؤمن عن غيره من بقية الأمم الأخرى تميزه عمَّن يعبدون الأبقار، تميزه عمَّن اصبح جمع المال شغلهم الشاغل، فالهوية الإيمانية هي تمثل ارقى واشرف واعز واكرم هوية على الاطلاق لأنها تتصل بالله تعالى وبدينه وكتبه ورسله، قد عرَّفها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمة الله وسلامه عليه- في ملزمة الهوية الإيمانية وهو يتحدث حول قول الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم، حيث قال الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي: ” من بركة الهوية الإيمانية الوقاية من الثقافات المغلوطة والأمراض المجتمعية المتمثلة في تغيير أفكر الناس بفكر جرثومي مسموم لا يمت للأخلاق الإسلامية بصلة، فهي الحصن الشاهق المنيع من الاختراق فلها تأثير إيجابي في واقعنا وفي حياتنا خصوصاً إذا كانت هناك استجابة عملية لقيم الإيمان انطلاقاً من قول الله تعالى “وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” فإذا حصل التزام بما تحويه القيم الإيمانية من أوامر ونواهٍ فإن ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي في واقع الأمة الإسلامية، وصدق اخي وأستاذي العلامة عبد الرحمن شمس الدين حين قال في مقابلة له بشأن دور الهوية الإيمانية في نجاح الأمة : “إن الدور الرئيسي والأساسي والذي لا يمكن ان تحقق الأمة أي نجاح سواء في واقعها النفسي أو في واقعها العملي وفي واقع حياتها إلا من خلال الإيمان بالله، والهوية الإيمانية، ليست مجرد اسم أو مصطلح أو شعار فقط بل هي عبارة عن مضامين عملية تتجسد في بناء النفوس إيمانياً وهذا الإيمان يتجسد في واقع الحياة قولاً وعملاً استجابة لله سبحانه وتعالى على شكل أعمال ومواقف تنبع من قيم ومبادئ الإيمان، وقيم الدين كفيلة بأن ترتقي بالإنسان المؤمن وأن تجعله يحقق أعمالا قوية وناجحة سواء في مجال العبادة والطاعة لله أو في مجال الصراع بين الحق والباطل ولا يمكن للأمة أن تنتصر على الطاغوت والاستكبار إلا إذا جسدت معنى الهوية الإيمانية في واقعها بالشكل الذي يرتضيه الله ويتوافق مع قيم ومبادئ الإيمان.
ودعا المؤيد اليمنيين إلى عدم الاستهانة بالأحداث التي يشهدها واقعنا اليوم من تسليط قوى العدوان ترسانتها الإعلامية في تحييد الأمة عن التمسك بالهوية الإيمانية وغمس ضعاف الإيمان في الانزلاق في هوة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وكل ما جاء به العدو الملحد لطمس الهوية الإيمانية الشاملة..
أما الأستاذ أيمن الروحاني -بكالوريوس دراسات إسلامية فقد أوضح أن الهوية الإيمانية تبعث في النفس الشعور بالفخر الذي ليس له وصف، حيث أن الإيمان يهدد كل عدو، فإذا كان الله معنا نسطيع مواجهة الحرب الفكرية والحرب الإعلامية والتشكيك والدجل والكذب والحرب الناعمة، فما يعرف بالرياح الباردة التي يعمل من خلالها أعداء الأمة على نشر ثقافات مغلوطة وأفكار ضالة ومنحرفة لا تنسجم مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي إلا دليل واضح على كره اليهود لنا وخبث النصارى .
ولكن على حد وصف السيد القائد -سلام الله عليه- حينما قال: “إسلام أهل اليمن إسلام قوي وقويم، ودائم، وبشكل سريع، ومن دون معارك كبيرة، بل بالحوار والإقناع”.. وقال “واليمنيون اليوم يقدمون نموذجا رائدا للإيمان النقي والمواجه والمحمدي الأصيل على مستوى العالم الإسلامي؛ ولهذا ليس بعيدا أن تكون اليمن هي رائدة العمل الإيماني والجهاد الإيماني في زمن الارتداد”.. ويضيف الباحث “وأظهرت الأحداث المعاصرة والمواقف اليوم في آخر الزمان، إن إيمان المؤمنين في اليمن علماء ومجاهدين وقادة ومواطنين “على نحو راق، ومتميز، وهم في طليعة الأمة بكل ما يمثله إيمانهم من مبادئ وقيم وأخلاق وروحية”.
وأشار الروحاني إلى أن الأمريكي عمل على سلب اليمن قدراته العسكرية، لكن لا يستطيع اليوم أن يتمكن من شيء لأن الشعب متسلح بالهوية الايمانية.
مضيفاً: وعن الإيمان يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الحوثي -حفظه الله- “الإيمان منظومةٌ متكاملة، مستقره القلب، ثم يتجسد في الواقع العملي التزاماً وعملاً ومسؤوليةً وقيماً وأخلاقاً وسلوكاً، يترك أثره في روحية الإنسان، في معاملاته، في مواقفه، فتنطبع مسيرة حياة الإنسان المؤمن بهذا الإيمان الذي يربطه بالله -سبحانه وتعالى-؛ فيعبِّد نفسه لله -جلَّ شأنه-“.
وختاماً يقول الروحاني: هويتنا الإيمانية هي سر الصمود الأسطوري وعنوان النصر الذي حققه رجال الرجال اليوم.