عندما يتجه المجتمع بكل أطيافه إلى تفعيل وتعزيز ثقافة العمل التعاوني الطوعي، بروح الفريق الواحد، وفي إطار الخلية الواحدة ؛ فذلك مؤشر على الوعي الكبير تجاه تحقيق عملية البناء والنهوض والتماسك المجتمعي، وصولاً لتحقيق الإكتفاء الذاتي في خلق ديمومة المشاريع التنموية، ومجمل المصالح العامة .
ذلك ما يثلج به صدورنا مجتمعنا اليمني العظيم يوماً تلو آخر في مختلف المديريات والمحافظات لرسم إحدى الصور المعبِّرة عن الصمود في وجه العدوان ..والتي تتمثل في إقامة وإنشاء العديد والعديد من المبادرات المجتمعية.
عشرات بل مئات المبادرات التي لمسناها ونلمسها تباعاً.. استشعر فيها أفراد المجتمع مسؤوليتهم تجاه حب الخير والسعادة للوطن وامتزجت فيها الجهود الشعبية والرسمية، وتلاقحت فيها الخبرات، والتقت السواعد لترسم لوحة زاهية الملامح والمحتوى.
ثمة طريق تم رصّه وشقه بفضل الله ثم بفضل السواعد المعطاءة والجهود المجتمعية الجبارة التي تصنع من التحديات فرصاً تنموية، وتجعل من اللا ممكن ممكناً لا يعرف المستحيل.
وثمة سدود وقنوات مائية أنقذت حياة الناس من أزمة الجفاف وأسهمت في إيجاد الحلول إلى جانب الجهات المعنية.. كل ذلك عن طريق مبادرات مجتمعية.
فكم من مدارس كانت تعاني الضغط والازدحام جراء الكثافة الطلابية .. تمت توسعة فصولها الدراسية لتستوعب جميع الطلاب ..كل ذلك عن طريق مبادرات مجتمعية وما أدراك ما المبادرات..!!
وبالتالي فما يميز المبادرات هو أن خيراتها وثمارها يستفيد منها الجميع ،وتنعكس إيجابياتها على تماسك المجتمع وازدهار الوطن والأمة.
و بما أن المبادرات المجتمعية تتسم بالروح الجماعية ،فيعني ذلك عدم وجود الأنا وحب الذات بل تعلو فيها ثقافة (حب الخير للغير)، فمن السواقي والجداول الصغيرة تولد الأنهار العظيمة.
هكذا هو العمل التعاوني طريق للتكامل والتكافل وصورة من صور الصمود أرعبت قوى العدوان الصهيوأمريكي، ومثلت صفعة قوية لكل قوى الشر والإجرام التي كانت أول غارة لها تستهدف المنشآت الحيوية ،والمشاريع الخدمية والتي من أبرزها قصفها لمطار صنعاء والطرق والجسور وغيرها .
Prev Post
Next Post