تلعب سلطنة عمان الشقيقة دورا إيجابيا في جانب حلحلة ملف الأزمة اليمنية التي خلفها العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي تتعرض له بلادنا وشعبنا، حيث تتواصل الجهود الدبلوماسية المتواصلة والمستمرة دون انقطاع وخصوصا فيما يتعلق بالملف الإنساني، وهي جهود مشكورة تحظى باحترام وتقدير القيادة والحكومة والشعب اليمني، كونها تنطلق من رغبة صادقة وحرص أخوي جاد يهدف إلى تخفيف معاناة أبناء شعبنا، وتدفع باتجاه تحقيق السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار، حيث تأتي زيارات الوفود العمانية للعاصمة صنعاء صحبة رئيس الوفد الوطني لاطلاع القيادة الثورية والسياسية على نتائج المباحثات والمشاورات التي تحتضنها العاصمة العمانية مسقط بين الوفد الوطني وقوى العدوان بين الفينة والأخرى والتي تهدف لتجديد الهدنة الأممية.
القيادة الثورية والسياسية اليمنية كانت وما تزال وستظل مع خيار السلام، ولم تذهب للحرب ولكن الأخيرة فرضت عليها فرضا من باب الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والشرف والكرامة، وكانت السباقة في التعاطي الإيجابي مع الهدنة الأممية من باب حرصها على تخفيف معاناة أبناء الشعب في ظل العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وخصوصا في ظل استمرار العدوان بقطع المرتبات ونهب الثروات والتضييق على المواطنين في إطار الحرب الاقتصادية القذرة التي يشنها على بلادنا والتي تندرج في سياق العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ولكن لا يعني ذلك التفريط بالثوابت والحقوق الوطنية المشروعة لأبناء شعبنا وفي مقدمتها صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ وخصوصا أن الهدنة الأممية نصت على ذلك، والموافقة عليها من قبل القيادة الوطنية كان من أجل الشعب ورغبة في تحقيق إنفراجة ولو نسبية في الجوانب المعيشية والاقتصادية التي وصلت إلى مستويات متدنية جدا.
القيادة الحكيمة أكدت على التمسك بالحقوق المشروعة لأبناء شعبنا للذهاب نحو تمديد الهدنة، فلا تجديد للهدنة دون صرف المرتبات وتشغيل الرحلات المتفق عليها عبر مطار صنعاء والسماح بتدفق سفن المشتقات النفطية، حصلت وساطات تعاملت معها القيادة بحكمة ووافقت على إثرها على تجديد الهدنة في مرحلتها الأولى والثانية ولكن الأمم المتحدة ودول العدوان تعاملت مع ذلك برعونة ولم تلتزم بتنفيذ بنود الهدنة في استهتار قذر وبشكل متعمد مع سبق الإصرار دونما مراعاة لمعاناة المواطنين، في محاولة منها لتأليب الشارع اليمني ضد سلطة صنعاء، ولذا لا مجال للدخول في أي تجديد للهدنة، ولا مجال لاستمرار حالة اللا حرب واللا سلم القائمة وخصوصا في ظل الاستفزازات المستمرة التي يقوم بها تحالف العدوان ومرتزقته وخصوصا في المحافظات الجنوبية المحتلة التي تتعرض لممارسات لاحتلال ممنهج تجري على قدم وساق على مرأى ومسمع العالم.
بالمختصر المفيد صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة من الحقوق المشروعة للشعب اليمني والتي لا مجال للمماطلة والتسويف في تنفيذها على أرض الواقع، ومن غير المنطقي ربطها بالملف العسكري والمساومة والمقايضة عليها على الإطلاق، لقد تحمل شعبنا ما لا يحتمل، وآن الأوان للضمير العالمي أن يصحو من سباته العميق وينتصر لمعاناته التي أوشكت على انقضاء عامها الثامن، وعلى قوى العدوان أن تعي جيدا بأن للصبر حدود، وقد طال صبرنا على إجرامهم و همجيتهم وتوحشهم، وعليهم أن يتحملوا تبعات المضي في حماقاتهم والسير خلف التوجهات و الإملاءات الأمريكية التي لن تنفعهم في نهاية المطاف ( فالحجر من القاع والدم من رأس السعودي والإماراتي ومرتزقتهما).
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.