عدن تشهد احتجاجات غاضبة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية:
أمريكا تستمر في سرقة ثروات الشعب اليمني من النفط والغاز، وتدعم مشاريع الفوضى والتجويع لليمنيين
شهدت مدينة عدن القابعة تحت سيطرة قوى العدوان والاحتلال، مطلع الأسبوع الجاري، احتجاجات غاضبة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية ، وطالب أبناء عدن في تظاهرة غاضبة جابت شوارع المدينة، بوضع حد لارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار الاقتصاد، مؤكدين عودة تصعيدهم الشعبي جراء التدهور المستمر للخدمات والريال اليمني أمام العملات الأجنبية ، وتشهد المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته حالة من الغليان المتواصل، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي وانهيار الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، في ظل تجاهل لمعاناة المواطنين ، واستأنف المئات من أبناء محافظة عدن انتفاضتهم الشعبية ضد سياسة التجويع التي ينتهجها تحالف العداون ، وقطع محتجون غاضبون طرقا رئيسية في محافظة عدن أبرزها طريق التسعين في مديرية المنصورة، تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية.
الثورة / أحمد علي
وأضرم المحتجون النار في الإطارات ومنعوا مرور السيارات والمركبات في شوارع مديرية المنصورة، مرددين هتافات مناوئة للسلطات المحلية التابعة لتحالف العدوان ومرتزقته.
وتزايد الغليان الشعبي في عدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال جراء تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار العملة.
الجدير بالذكر أن المحافظات الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته تشهد حالة من الغليان المتواصل، احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي وانهيار الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وسط تجاهل من التحالف لمعاناة المواطنين.
هذه الانتفاضة الجديدة – حسب مراقبين- للأوضاع الاقتصادية في المحافظات المحتلة ، تنذر بثورة جياع في ظل التجاهل التام لمطالب المواطنين في تلك المناطق، والإهمال الكبير عن بذل أي جهود تذكر في اتجاه ايجاد حلول ووضع معالجات للإبطاء من سرعة الانهيار في أسعار العملة المحلية ووضع حد للارتفاع المستمر في أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية وكذا وضع المعالجات المناسبة لمنع حدوث المزيد من التدهور الاقتصادي وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين بأسعار مقبولة ومعقولة وكذا الخدمات الأساسية التي يجب أن لا تغيب عن المواطنين.. إلا أن سلطات العمالة والارتزاق لم تحرك ساكناً، ولم تبد أية نوايا لمعالجة أي من الإشكالات القائمة، بل تظهر وتمارس بشكل صريح وواضح الاستهتار واللا مبالاة في تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، وهذا ليس في عدن وحسب، بل وفي كافة المحافظات المحتلة.
مطالب
ويطالب المتظاهرون بالعديد من المطالب الهامة والملحة والضرورية، والتي على رأسها، ومعالجة أزمة الكهرباء بصورة عاجلة والانتظام بتوفير باقي الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية، ووضع معالجات عاجلة لتخفيض الأسعار الجنونية، وإزالة الضرائب والرسوم الجمركية الأخيرة على السلع ،وإيقاف تدهور العملة المحلية عبر خطوات عملية واضحة ، وكذلك وضع حد لحالة الانفلات الأمني، وإيقاف الزيادات السعرية التي تفرضها حكومة المرتزقة على المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وتوفير المشتقات بشكل دائم في المحطات الحكومية والخاصة.. بالإضافة إلى عدد آخر من المطالب الشعبية.
ثورة جياع
ويرى مراقبون أن ما يطلق عليها ثورة الجياع سوف تمتد إلى كافة المناطق والمحافظات المحتلة، خاصة وأن المواطنين في مختلف المحافظات يعانون نفس المشاكل المعيشية والاقتصادية المتمثلة في ارتفاع الأسعار بسبب تردي سعر العملة ومستوى الخدمات ، و يطالبون سلطات الارتزاق بعمل حلول جذرية للمشكلة الاقتصادية التي تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية ، وكأن تلك السلطات العميلة لا يعنيها شيء من أمر المواطن وتزعم وتدعي بأنها سلطات شرعية، لكنها في الواقع غائبة تماماً عن تقديم أية خدمات للمواطنين الذين يعيشون في نطاق سيطرتها..
ويؤكد خبراء اقتصاد أن التحالف السعودي الإماراتي لم يقدم لأبناء الجنوب المحتل سوى تنفيذ مشاريع استعمارية تتجسد في انعدام الأمن واستمرار وتيرة حوادث القتل والاختطاف، وقطع المرتبات، وغلاء الأسعار، وتردي الأوضاع المعيشية واتساع دائرة الفقر والبطالة، ونهب الثروات، وانعدام الخدمات في ظلِّ تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائيِ المستمر في عدن، وتوقف وتردي التعليم، والسيطرة على الجزر والموانئ والمطارات.
سرقة الثروات
وتستمر قوى العدوان ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية في سرقة ثروات الشعب اليمني من النفط والغاز، وتدعم في الوقت نفسه مشاريع الفوضى والتجويع، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة جداً التي يعيشها أبناء المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة، إذ أصبح المواطن اليمني في الجنوب مُنهكاً من الغلاء الفاحش والفساد واستمرار الحصار الاقتصادي، وكلها مشاريع أمريكية تستهدف حياة المواطن اليمني ولقمة عيشه وصحته بشكلٍ مباشر ومقصود، والتي يمكن وصفها بـعدوان لقمة العيش، في الوقت الذي تؤكد فيه صنعاء أن ثروات الشعب اليمني تُسرق أمام الجميع وتورد المبالغ المنهوبة إلى السعودية والإمارات ولا تورد حتى إلى البنك المركزي التابع لمرتزقة العدوان.
ويستمر نهب الثروات اليمنية من قبل تحالف العدوان ومرتزقته بينما يعيش اليمنيون واقع المعاناة والحرمان، في ظل استمرار مسلسل نهب الثروات في المناطق المحتلة، مسجلاً نحو ثلاثمائة مليون دولار في الشهر الواحد من النفط الخام، ودوناً عن عائدات الغاز والإيرادات المنهوبة الأخرى يكفي هذا المبلغ لصرف مرتبات الموظفين في عموم الجمهورية لثلاثة أشهر.
مسؤولية
وكان محافظ عدن طارق سلام قد حمّل في تصريحات إعلامية سابقة قوى الاحتلال مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية في المناطق الجنوبية المحتلة، قائلا: «إن المأساة في عدن هي نموذج عن واقع المناطق المحتلة»، وأوضح أن المحافظات الجنوبية تعاني صحياً واقتصادياً وخدماتياً إضافة للاعتداءات المتكررة على المواطنين، وذكر أن الأجندة الإماراتية والسعودية تهدف للسيطرة على أبناء المحافظات الجنوبية وإخضاعهم عبر مصادرة حقهم في الحياة، وأشار محافظ عدن إلى أن تحالف العدوان يخشى من تحركات أبناء المحافظات الجنوبية التي تطالب بخروج الاحتلال ولهذا تقوم بقمعها بهذا الشكل ، ولفت إلى أن الشارع الجنوبي يطالب اليوم برحيل الاحتلال والإفراج عن السجناء الموجودين في السجون السرية.