استمرار تحسن خدمات الرعاية الصحية للأطفال بتعز رغم العدوان والحصار

الثورة نت../

تضاعفت معاناة أبناء الشعب اليمني بصورة عامة ومحافظة تعز بشكل خاص في ظل استمرار العدوان والحصار منذ ثماني سنوات وما ترتب عنه من صعوبة حصول أغلبية الأسر على خدمات الرعاية الصحية والمياه والتغذية وغيرها.

وفي ظل الظروف الاستثنائية والمعاناة والمأساة التي يعيشها أطفال اليمن، يصارع خلالها الأطفال حديثو الولادة بالمحافظة البقاء من أجل الحياة، يحرص مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة على تطوير الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمواليد وحديثي الولادة، ونتيجة لذلك شهدت المستشفيات تحسناً ملحوظا في الخدمات، على الرغم من استمرار المعاناة جراء الحصار ومنع دخول الأدوية.

ففي محافظة تعز ومع تزايد حجم معاناة الأمهات، تلد البعض منهن بعد أشهر الحمل المريرة بصورة غير طبيعية، مواليد يعانون من اختناق أو مواليد خدج يتم نقلهم من مستشفى إلى آخر بحثاً عن حضانة لإنقاذ حياتهم، فيما ينتظر بعض الأطفال الموت، نظراً لصعوبة الظروف المعيشية والمادية التي تحول دون إدخالهم قسم الحضانات في المستشفيات الخاصة.

وما بين طفل يموت وآخر يهدده الاختناق وأمثالهم يتهددهم ذات المصير من ناقصي الوزن من المواليد الذين يصل أوزانهم بعد الولادة إلى أقل من ألف و500 جرام، ومع تفاقم أزمة الحضانات للأطفال ناقصي النمو، يعمل مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة تعز، من منطلق الدور المناط به وبجهود حثيثة في تحسين البنية التحتية الخاصة برعاية الأطفال.

ووفقاً لمكتب الصحة بتعز، تم العمل على تجهيز أقسام حضانات في مختلف المستشفيات ومنها مستشفى الوحدة للأمومة والطفولة بمديرية صالة لمنح الأطفال حديثي الولادة حياة جديدة وإنقاذهم من موت محقق، وذلك بالتعاون مع الشركاء والداعمين للقطاع الصحي.

يأتي ذلك في إطار الجهود الحثيثة لإنقاذ أرواح المواليد الذين لم تكتمل مدة حملهم الطبيعية تسعة أشهر، ويولدون ناقصي النمو والوزن.

تقول مياسة حاتم، ( 24 عاماً)، تقطن في منطقة القاعدة، “ولدتُ طفل وهو يعاني من اختناق ونقص في الوزن، وتم إدخاله قسم الحضانة ليتلقى الرعاية الطبية اللازمة خلال 30 يوماً، والحمدالله تعافى من إصابته وتجاوز مرحلة الخطر وشبح الموت”.

وأضافت: “قدرة الله تعالى كانت حامية لطفلي وجهود مكتب الصحة بتعز الذي سعى لإيجاد أقسام حضانات في مختلف المستشفيات ومنها مستشفى الأمومة والطفولة، الذي ساهم في تقديم الرعاية الكاملة للطفل، وخفف عنا الآلام وتكاليف المستشفيات الخاصة”.

ولم تكن حالة مولود (مياسة) هي الوحيدة، فمثلها أمة الرحمن محمد ( 19 عاماً)، التي قدمت من قرية الأجعود في محافظة إب لتلد البكر في مستشفى الوحدة بتعز قبل أن يكمل الحمل الشهر السابع.

تقول أمة الرحمن:” انجبت مولودي بمستشفى الوحدة بتعز، وهو ناقص النمو، وبفضل الله تلقى الطفل بقسم الحضانة في المستشفى الرعاية المتكاملة، وبعد مرور 17 يوماً خرج الطفل من القسم متعافيا وفي صحة جيدة”.

وما بين صفير أجهزة الحضانات وبكاء المواليد، تجد رئيسة قسم الحضانة في مستشفى الوحدة للأمومة والطفولة بتعز الدكتورة منال محمود، واقفة بين حضانات الأطفال الخدج لمتابعة حالات المواليد الجدد مع فريق الحضانة وتقديم خدمات الرعاية الصحية للأطفال دون كلل أو ملل.

تقول الدكتورة منال، إن قسم الحضانة بالمستشفى، الذي تم تأسيسه عام 2020م، بدأ العمل بحضانتين في غرفة واحدة، ويواجه نقصاً بالمعدات الطبية والكادر مع تزايد نسبة عدد حالات حديثي الولادة بالقسم.

وأشارت إلى أن التحديات التي واجهت القسم، أحدثت قصوراً في تقديم الخدمات، ليشهد بعد ذلك تحسناً نوعياً من خلال تجهيز القسم بصورة متكاملة، وتطويره إلى قسمين داخلي وخارجي يتوفر فيهما ثمان حضانات حديثة، مع استكمال توفير المعدات والكادر المؤهل الذي تلقى دورات تدريبية مكثفة، ما ضاعف من الطاقة الاستيعابية لاستقبال حالات أكثر من ناقصي النمو والوزن ومن يعاني من اختناقات الولادة من مختلف مديريات المحافظة ومحافظات مجاورة.

واعتبرت النهوض بمستوى الخدمات بالقسم، ثمرة جهود مدير مكتب الصحة العامة في المحافظة ومدير المستشفى، ما ساهم في الحد من نسبة وفيات المواليد في المحافظة مؤخراً.

وقالت الدكتورة منال: “نقدّم خدمات الرعاية المركزة للمواليد مع تقديم أدوية الانعاش والتغذية الوريدية، والمضادات الحيوية المناسبة لكل حالة”.. مبينة أن القسم يستقبل شهرياً 35 حالة وخلال العام الجاري استقبلنا 229 حالة حديث ولادة.

وحسب وزارة الصحة، يموت 100 ألف طفل سنوياً بسبب العدوان والأمراض والأوبئة ومنها سوء التغذية وعدم وجود الأدوية المنقذة بسبب الحصار، وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية ونقص التجهيزات الطبية جراء العدوان.

سبأ

قد يعجبك ايضا