العظماء يبقون دائما في ذاكرة التاريخ، لا يمكن أن تمحوا ذكراهم الأيام والأحداث والسنوان، فلا يمكن نسيانهم، ولا يمكن نكران تضحياتهم لأنهم ضحوا بدمائهم من أجل أن نعيش في عزة وكرامة، رووا تربة الوطن لمنع تدنيسها من المحتل والغازي، ذهبوا إلى الجبهات وهم يحملون الإيمان في قلوبهم والأكفان على جنوبهم، امنيتهم نيل الشهادة، لم يذهبوا طمعا ًفي جاه أو منصب، أو جني المال والسلاح والسيارات والأطقم، كانت الشهادة اسمى غاياتهم، وحلم حياتهم، فاصطفاهم الله إلى جوار انبيائه، فهنيئا ًلهم هذه المكانة.. !
عظماؤنا هم من نحتفل بذكراهم، ونعيش في أمن وأمان بفضل دمائهم، فما هو واجبنا نحوهم ونحو أسرهم؟
في كل عام نحتفل بالذكرى السنوية للشهداء، فيتم الاستعداد مبكرا لهذه المناسبة على المستوى الرسمي والشعبي، وهذا شيئ ٌعظيم، فتتم أحياء المناسبة في الوزارات والمؤسسات والمحافظات والمديريات وتتوشح الشوارع والطرقات وجدران المؤسسات والبيوت بصور الشهداء، وهذا قليل في حقهم.
كلما ذكرناه نفتخر ونعتز به أننا قد نكون الشعب الوحيد في المنطقة الذي يحتفل ويفتخر بشهداءه، لكن السؤال الأهم ماذا بعد الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد. ؟
هؤلاء العظماء مهما احتفلنا ومهما رفعنا صورهم، ومهما زوملنا لهم، وانشدنا الاناشيد فيهم فلن نفيهم حقهم، ولن نستطيع أن نجازيهم جزاء ما عملوه من أجلنا، لكن المطلوب منا حكومة وشعبا ًأن نهتم بأسر الشهداء وأن نقدم لهم كل الخدمات، وأن يتم تسليم مرتبات شهرية لأسرهم، باستمرار دون انقطاع، وأن يكون لهم الأولوية في ذلك، لا يكفي أن نذكرهم فقط في الذكرى السنوية للشهيد أو في المناسبات الدينية، هؤلاء يجب أن يكونوا حاضرين معا على الدوام، كذلك لابد من تأمين صحي لأسر الشهداء، ومجانية التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد الأهلية والخاصة والحكومية، وتوفير المساكن لأسر الشهداء أو تخصيص أراضي وبنائها لهم في جميع المحافظات، وان تكون لهم الأولوية في مشاريع التمكين الاقتصادي، فهذا اقل ما يمكن تقديمه وفاءً لتضحيات الشهداء.
Next Post