في الذكرى السنوية للشهيد.. «ٹ« تلتقي عدداً من العلماء:

الشهداء رحلوا ليعيش الشعب اليمني العزة والكرامة والحرية ،فالواجب الافتخار بهم والسير على خطاهم

 

 

الشهادة هي وسام وشرف يمنحه الله لأوليائه فالشهيد يقدم حياته وهي أغلى ما يملكه رخيصة في سبيل الله ليحظى ويكافأ بأعلى المراتب في الجنة ويفوز فوزا عظيما، فالناس تموت والشهيد حي يرزق عند مليك مقتدر فما هي إلا ثوان معدودة ويجتاز الشهيد قيود الحياة فينطلق حرا بروحه الطاهرة إلى الحياة الأخرى فيرى النعيم ما هو فوق البيان فتفتح له الجنان وترحب به ملائكة الرحمن فقد واجه أولئك الشهداء تحالف المعتدين والغزاة والمجرمين، فقُتل مظلومًا، وهو يؤدي واجبه وما افترض الله تعالى عليه مدافعًا عن دينه وبلده ونفسه، وشهادته ترسخ إلى حدٍّ بعيد مظلوميته ومظلومية المجتمع الذي يدافع عنه وعدالة القضية التي يحملها…
“الثورة” تلتقي عدداً من العلماء الذين تحدثوا عن عظمة الشهداء والواجب تجاه تضحياتهم من أبناء المجتمع.. إليكم التفاصيل:

الثورة / أحمد السعيدي

في البداية تحدث العلامة فؤاد ناجي -عضو رابطة علماء اليمن ونائب وزير الأوقاف والإرشاد وقد تحدث عن مفهوم الشهادة ثم تطرق للفرق بين شهداء الجيش واللجان الشعبية وصرعى مليشيات العدوان حيث قال:
” يجب علينا تجاه الشهداء أن نستذكر قصة تضحياتهم في سبيل رفعة وعزة اليمن واستقلاله وسيادته من الهيمنة الخارجية وكذا مآثرهم التي يستقي منها الجميع في تعزيز ثقافة الجهاد والاستشهاد ولا ننسى الاهتمام بجميع أسر الشهداء الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصمود باستقبالهم الشهداء برباطة جأش وعزيمة وإصرار في الدفاع عن الوطن، ولذلك فأن المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء أولاً هي التوعية بثقافة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن وما أعده الله تعالى للشهداء من كرامات ومنازل عظيمة في الجنة، فلشهادة معناها الحضور ومعنى الشهيد الحاضر وهذا معنى قول الله تعالى « وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ» أي انهم حاضرون ولم يفنوا ولم يغيبوا وهكذا معنى قول الله تعالى في صفته عالم الغيب والشهادة، لأن الشهادة عكس الغيب، فحينما يسمى الشهيد شهيداً لأنه حاضر في الدنيا في المواقف التي لابد ان يكون حاضراً فيها، وحاضر عند الله سبحانه وتعالى في مقام الكرامة، وأما الفرق بين شهدائنا وصرعى مليشيات المرتزقة هو القضية والمشروع الذي يحمله شهداؤنا بينما أولئك المرتزقة ليسوا سوى أدوات بأيدي غيرهم وليس لهم هدف أو قضية أو مظلومية ولا استقلال في قرارتهم ولكنهم لمن يدفع الأموال، ناهيك عن أن شهداءنا في الجنة وصرعاهم في النار وذلك لانهم لا يدافعون عن شعبهم ويدافعون عن الغزاة ويسهلون للعدو الأجنبي أن يحتل أرضهم وبلدهم وهم أداة وجزء من مشروع التطبيع والعمالة التي بدأت تظهر إلى العلن مع حركات التطبيع المتسارعة مع البحرين والإمارات والأردن والمغرب وغيرها، أيضا هم يتلقون التوجيهات كما نرى في المناطق المحتلة والغزاة من يشكل حكوماتهم ويسندوهم بالطيران وهم يقصفونهم اذا خالفوا أوامرهم وبالتالي هم مرتزقة، واذا كان ما يقومون به ليس خيانة فليس في الأرض خونة، أما شهداؤنا فهم شهداء القرآن الذي حملوه في سلوكهم وفي واقعهم شهداء القدس وما تم الاعتداء عليهم إلا لأنهم أمنوا بفلسطين وكفروا بإسرائيل، ولأنهم رفعوا شعار البراءة من إسرائيل ولم ينخرطوا في مشروع العمالة والخيانة وجعلوا قضية فلسطين قضيتهم المركزية وتبرأوا من أعداء الله، ولذلك فإن الفرق بين شهدائنا وقتلاهم هو الفرق بن الحق والباطل والجنة والنار والإسلام والنفاق وهذا الفرق واضح، وإن كانوا يدعون خلاف ذلك، فالواقع يفضحهم وهم الآن اكثر وضوحا حيث انهم اليوم جزء من مشروع بدا يتضح ملامحه عالميا محور المقاومة ومحور الانبطاح من التطبيع إلى التحالف بقيادة أمريكا وإسرائيل، وما خبر الغواصة الإسرائيلية التي سمعنا بمقدمها إلا خير دليل على انهم أذناب لا ناقة لهم في هذه المعركة ولا جمل، إلا أنهم يجمعهم المال وتقربهم المصالح وليسوا على رأي واحد فهم يتنازعون بينهم في أبين ويقودهم في مارب غير الذي يقودهم في عدن حتى حضرموت هناك فرق بين قيادتي الوادي والساحل والمهرة وسقطرى وتعز والضالع فهم مجرد مرتزقة».
واجب المجتمع
أما العلامة صالح الخولاني، وكيل وزارة الأوقاف فقد تحدث قائلاً:
« مكانة الشهداء ودورهم في الانتصار فلا شك أن لهم الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى فيما يحققه الشعب اليمني منذ خمس سنوات وأيضا لا ننسى الجرحى فالشهداء قد قدموا أرواحهم من اجل أن يعيش الشعب اليمني في عزة وكرامة وان تستمر الحياة كما هي في المناطق المحررة ولولا دماء الشهداء لرأينا السحل والذبح يطال أبناء المجتمع كما تحدث في المناطق المحتلة والتدمير والشحناء فيما بينهم من اجل إرضاء الغزاة ودماء الشهداء هي من جعلتنا نعيش في امن وأمان ويكفي الشهيد قول الله تعالى « لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» فهم في حياة أبدية منذ استشهادهم وهذا الفوز العظيم.
وتذكيرا للمجتمع عن عظمة ما قدمه الشهداء وأسرهم فإن الاهتمام بأسر الشهداء هو مسؤولية الجميع، المؤسسات والمنظمات وأبناء المجتمع ككل، لأن الشهيد رحل مدافعا عن هذا الشعب وفي الحقيقة أن كل ما تقدمه المؤسسة يعد قليلاً في حق أسر الشهداء التي ضحت وقدمت فلذات أكبادها من اجل عزة وكرامة أبناء الشعب اليمني.
ورسالتنا لأبناء الشعب بجميع فئاته أن أسر الشهداء مسئولية الجميع وليس مؤسسة بعينها والتقصير في هذه المسؤولية هو تقصير في المبادئ والقيم والأخلاق، فأقل واجب نقدمه للشهداء هو تكريم أسرهم التكريم الذي يليق بهم ويعاب علينا ان التقصير وحتى الابتسامة مطلوبة، أما أسر الشهداء مع انهم لا ينتظرون منا شيئاً لكن لا بد أن نقدم القليل الذي لن يصل إلى ما قدموه».
عظمة الشهداء
بدوره قال العلامة الحسين السراجي عن عظمة الشهداء:
«أي كلمات تقال في هذه المناسبة الرائدة بالشموخ للوطن الذي ينبغي أن ينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس!! يُهدي سلاماً طأطأت حروفه رؤوسها خجلة، وتحيةً تملؤها المحبة والافتخار بكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن. الشهيد نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات، فهذا هو الشهيد. الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة.. الشهيد هو رمز الإيثار، فكيف يمكن لنا ألا نخصص شيئاً لهذا العظيم فأيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم، فأنّى لنا أن لا نصغي لها. عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد.. عندها لا يبقى لدينا شيء لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قصتنا بابتسامته. كلّ قطرة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء».

قد يعجبك ايضا