أسندت مهمة تنفيذها ميدانيا إلى فرسان الهندسة المدنية:

وحدة التدخلات الطارئة بوزارة المالية تدعم المبادرات المجتمعية في محافظة ريمة بمادتي الأسمنت والديزل

 

الثورة/ يحيى الربيعي
دشن فريق فرسان الهندسة المدنية أولى مهامه الميدانية باستطلاع ودراسة وتقييم المبادرات المجتمعية في مجال الطرقات في محافظة ريمة، والمزمع إسنادها بمادتي الديزل والأسمنت عبر وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية.
وأوضح منسق مؤسسة بنيان التنموية بمحافظة ريمة مجيب الرحمن عبيد أن وزارة المالية ممثلة بوحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة أسندت إلى الفريق مهمة إجراء الدراسة والتقييم والمتابعة وتحديد احتياجات المبادرات المجتمعية من استكمال شق أو توسعة أو بناء جدران ساندة أو رص مواضع وعرة أو بسطها وتوسعتها، وتحديد مقدار ما يمكن إسنادها به من مادتي الأسمنت والديزل والمتوقع تدشين صرفها خلال الأيام القادمة باشراف السلطة بالمحافظة والمديريات.
فيما أشاد عضوا الفريق المهندس فؤاد النخلي، والمهندس عاطف الجبوب بما لاحظاه وزملائهما أعضاء الفريق من جهود جبارة يبذلها المواطنون في مديرية السلفية- محافظة ريمة، والتي وصفا بعضها بالمعجزات، منوهين بأن آلية الإسناد تشترط تقديم المجتمع مساهمته سواء توفير المعدة في حالة الشق أو التوسعة كشرط لإسناد المبادرة بالديزل أو توفير أحجار الرص لإسنادها بمادة الأسمنت.
بالمناسبة، التقينا ببعض المواطنين المبادرين أثناء مرافقة الفريق في أداء مهامه، وخرجنا بالحصيلة التالية:
أشار عضو المجلس المحلي شيخ عزلة النوبة محمد عبدالله الولس، إلى أن أهالي عزلة شامر عانوا فترة طويلة من صعوبة التنقلات بسبب عدم وجود الطريق، قائلا: “حاولنا في المجلس المحلي اعتماد الطريق في أكثر من مناسبة إلا أننا كنا نصادف عراقيل نتيجة مرورها بأراضي زراعية هي من الأملاك الخاصة”.
ونوه “ولكن مع مرور الوقت، نجحت مساعي التفاوض مع الأهالي، والحمد لله استشعر الجميع أهمية الطريق، فأطلقوا مبادرة ذاتية وبإمكانيات يدوية لشق الطريق من المخنقة إلى قرية شامر، ثم إلى الدار”.
وأضاف: “واليوم يقوم الأهالي بعمل توسعة للطريق، وبناء جدران حماية وقنوات تصريف مياه الأمطار”، لافتا إلى أن طول الطريق يتراوح ما بين 2-3 كم وبعرض مقترح 4 أمتار، ويستفيد منها بصورة مباشرة قرى شامر والدار وبني الجابري، كما تخدم بصورة غير مباشرة قرى شامر والدار وبني الجابري والمخنقة، وتربط ما بين عزل بني العسكري والنوبة وبني الثميلي، وتتراوح مساهمة المجتمع ما بين 35 – 40 مليون ريال شاملة الجهود الذاتية والمدفوعات النقدية.
وفي وصف المعاناة شبه المواطن علي عبدالله ابراهيم وصول الطريق إلى قريته بربط جزء من الجسد بشريان الحياة، مشيرا إلى أن الحكومات السابقة حرمت المنطقة من نعمة الطريق على مر العقود الـ 5 الماضية، حامدا الله على أنها مؤخرا وصلت إلى ديارهم بجهود المخلصين من أبناء المنطقة الذين بذلوا أموالهم، ومن لم يجد جاد بجهده.
أما محمد حسن عبدالله الفقيه، فيؤكد أن الطريق تمثل لأبناء القرى المستفيدة القاعدة الأساسية للتعايش مع المحيط من حولهم ونقل الاحتياجات الضرورية من المواد الغذائية والماء والاعلاف، وتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية من المنطقة إلى خارجها.
على الصعيد ذاته، أوضح عضو المجلس المحلي لعزلة الأسلاف محفوظ عبدالله الجبل، والمواطن محمد حمود طه أن أول خطوة كانت في أعمال مبادرة طريق اللكمة- نمر- الشعب البالغ طولها 3 كم بعرض 4 أمتار، كانت إحضار 4 كمبرشينات اشتغلت حوالي 120 يوما، بالإضافة إلى سواعد الرجال، مؤكدا أن تكاتف أبناء المنطقة هو المفتاح السحري الذي شق الطريق، والقوة الخارقة التي تغلبت على الصعوبات، وكسرت حاجز المستحيل، مستشهدا بعبارة من الموروث “ما حملته الرقاب خف”، مشددا على أن أمل اكتمال الطريق لايزال مرهونا بتجمع أيدي الرجال، وأنه لا نجاح في تفرق الأيدي، وتراخي الجهود.
وهي الرؤية التي يبرهن على حقيقتها المواطن أحمد محمد علي الجبل باستعداده قبول مرور الطريق من وسط بيته إذا استدعى الأمر، لفرط ما لاقى مع أبنائه وأبناء المنطقة من معاناة في نقل محتاجاتهم من المواد الغذائية والماء والأثاث بالدواب، مؤكدا وصول الحال في بعض الأوقات إلى أن يصعد أفراد الأسرة كافة إلى رأس جبل اللكمة ليتقاسموا معاناة حمل الكيس الدقيق فيما بينهم بالكيلوجرامات.
ومن أجل التغلب على المعاناة ذاتها في عزلة بني الدومر، أوضح الأهالي أنهم أطلقوا قبل شهر مبادرة مجتمعية لقطع 5000 حجر كدفعة أولى للمساهمة في رص طريق الصيحانية – الدومر البالغ طولها 7 كم بعرض 4 أمتار، ويستفيد منها 7000 نسمة، رصفا ناشفا مع عمل أحزمة طولية وعرضية وجدران ساندة، بهدف التخفيف من معاناتهم مع وعورة الطريق أثناء التنقل وتوصيل احتياجاتهم.
وهي التحديات ذاتها التي يشير إليها الفارس التنموي محمد عبدالله علي سعد والمواطن عادل محمد القرضي من أهالي عزلة بني القرضي بالقول: “قام الفرسان والثقافيين والشخصيات الاجتماعية والأعيان بتوعية أبناء المنطقة بأهمية المشاركة المجتمعية في التنمية”، مشيرين إلى قوة وسرعة استجابة الأهالي بإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية في شق ورص طريق بني القرضي والمحلة العليا بطول 5 كم، والتي تخدم عدة قرى.
وعن طريق المعذب، يحكي المواطن علي إبراهيم شاطر حسن حكاية معاناة أخرى لأهالي المعذب مع شدة وعورة الطريق نتيجة ما تحدثه السيول من تجريف المنعطفات، وهي المعاناة التي دفعت بأهالي المنطقة إلى إطلاق مبادرة رص الأماكن الصعبة، وبناء جدران مساندة وعمل مجاري جانبية لتصريف مياه الأمطار.
من جهته، يفيد رئيس اللجنة المجتمعية لطريق ذرب الملاحي إبراهيم بن يحيى عامر بالمعاناة ذاتها، مشيدا بالتجاوب المجتمعي بإطلاق مبادرة رص الأماكن الصعبة وبناء الأحزمة الطولية والعرضية في الطريق التي تخدم 12 ألف نسمة، ويبلغ طولها 8كم، وتربط بين الطريق الرئيسي بالقرى المستفيدة.
أما مبادرة طريق الجابري بني النفيع- طول 7كم بعرض 4 أمتار.. رص الأماكن الصعبة وبناء الأحزمة الطولية والعرضية، والتي من المحتمل أن تساهم فيها وحدة التدخلات التنموية المركزية الطارئة بوزارة المالية بالأسمنت في حالة تمكن المجتمع من توفير أحجار البناء والرص، تليها طريق البقة بني النفيع- طول 15كم، رص الأماكن الصعبة وبناء الأحزمة الطولية والعرضية، بمساهمة تدخل طارئ بـمادة الأسمنت، وكذلك الحال مع طريق جبل يقطن بني قشيب- طول 2كم، التي من المتوقع أن يدعم جهود المجتمع فيها بمادة الأسمنت.
ومن المتوقع أن تساهم الوحدة في دعم مبادرة رص الأماكن الصعبة وبناء الأحزمة الطولية والعرضية لطريق الجلة-المحن البالغ طولها 2كم، والتي تخدم 800 نسمة، بمادة الاسمنت.

قد يعجبك ايضا