كارثة التعليم ( 4)

عبدالله الاحمدي

 

في العام ١٩٩٢م أصدر مجلس نواب دولة الوحدة قانون توحيد التعليم وإلغاء نظام المعاهد الدينية ( العلمية ) الذي شكل خطرا على مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن، وانقسام العملية التعليمية، وتعدد فلسفاتها ومناهجها.
تم إرسال القانون بعد إقراره من مجلس النواب إلى رئاسة الجمهورية ،لكن عفاش جمد القانون، وساوم الجماعات المتأسلمة التي كانت تستفيد من انقسام العملية التربو/تعليمية على بقاء القانون دون إصدار، مقابل وقوف الإخوان وجماعاتهم في نظام التعليم الوهابي معه ضد الاشتراكي.
وقبيل حرب الانقلاب على الوحدة وغزو الجنوب قال عفاش للجماعة المستفيدة من نظام التعليمي الوهابي وميزانية المعاهد : ( حاربوا معنا ،أو نلغي المعاهد ) دخلت جماعات الإرهاب والإخوان الحرب ضد الجنوب مقابل الإبقاء عل المعاهد، وحولت طلاب وإدارة المعاهد إلى مليشيا تناصر عصابات الغزو وقوى التخلف الاجتماعي.
انتصرت مليشيا الإخوان وعسكر الفيد وجماعات الإرهاب على الوحدة وعلى الجنوب، ونفشت ريشها ضد الشعب، ونهبت الجنوب، ولكن عفاش بدأ يقصقص ريش الجماعات الإرهابية؛ ابتداء بجماعة جيش عدن أبين التي قام قائدها المحضار باختطاف السياح، وأثناء مهاجمة الأمن لجماعة المحضار قتل بعض السياح، وتم القبض على المحضار، وتمت محاكمته وإعدامه.
قبل حرب ٩٤ كان المدعو اسامة بن لادن على اتفاق مع عفاش بإقامة إمارة للقاعدة في مارب والجوف، مقابل دعم جماعة الإخوان وبن لادن للحرب على الجنوب.
كانت معاهد الوهابية قد أصبحت معسكرات استنفار لاستقبال الإرهابيين العرب القادمين من خارج اليمن.
بعد الحرب تصورت الجماعات الإرهابية بأنها انتصرت على الشعب اليمني، وأنه حان الوقت لإقامة دولة للإرهاب، ليس فقط في مارب والجوف، بل في الجنوب وعموم اليمن، لكن عصابة عفاش خذلت بن لادن والقاعدة منتوج الإخوان، فذهب بن لادن لإقامة إمارة في السودان، ثم عاد إلى أفغانستان.
كان عفاش يناور على الإخوان، وكان الإخوان يناورون عليه.
وصلت التناقضات بين جماعة عفاش وجماعة الإخوان إلى حد لا رجعة فيه.
في انتخابات ١٩٩٧م تراجع نصيب الإخوان عن انتخابات ١٩٩٣م وقال الشيخ الأحمر للإخوان: ( احنا ما عنحكمش على سب ما يقولوا عنا إرهابيين )، كانت العلاقة بين شيخ الرئيس ورئيس الشيخ سابرة، وظهرت هذه العلاقة في آخر انتخابات رئاسية حين قال الشيخ الأحمر : ( جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه ) مؤيدا عفاش، وخذل الإخوان ومرشحهم في المعركة الرئاسية.
قبلها كان عفاش قد نكث بوعوده للجماعات الإرهابية ،فأصدر قانون التعليم، وكانت منظومة التعليم الوهابي بما تسمى (المعاهد العلمية)، التي ليس فيها علم، قد “تفركشت” وتفرعت مصالحها ،فبادر الكثيرون حال سماع القرار لتسليم الختومات، وتحولوا لخدمة النظام.
نقل الإخوان فسادهم من المعاهد العلمية إلى التربية والتعليم وقالوا : ( ديمة وخلفنا بابها ) والمهم هو الممارسة وليس التسمية.
قيل إن الشيخ الأحمر كان يحل كثيرا من التناقضات بين عصابات عفاش الدينية والقبلية والإرهابية، وبعد موته بدا الخلاف واضحا على المصالح ،لا سيما اقتسام النفط، وقال عفاش إنه كان يستخدم الإخوان كورقة، ورد عليه اليدوي قائلا: نحن الذين كنا نستخدم عفاش كورقة، أما تسمية عفاش فقد أخرجها أولاد الشيخ الأحمر ساخرين من عفاش،
وتبين أن عصابات عفاش تجمعها وتفرقها المصالح وليس الحزبية.
بعد دخول أنصار الله صنعاء كانت الجماعات الدينية الإخوانية والوهابية قد انتهت ،لكن النظام السعودي ضخ مالا وسلاحا وعدوانا لإحياء هذه الجماعات.

قد يعجبك ايضا