خططت الماسونية العالمية لضرب المجتمعات والأديان ونشر الإلحاد

الغرب.. حضارة تتهاوى في مستنقع الرذيلة وانحلال القيم والأخلاق

تعمد اللوبي الصهيوني تحويل مواطني الغرب إلى عبيد من خلال المخدرات والجنس

صارت المثلية في أمريكا والغرب حالة طبيعية وتُسن لها القوانين

100 ألف شخص لقوا حتفهم خلال عام بسبب جرعات المخدرات و5000 منظمة إجرامية تنشط في أوروبا

الفراغ القيمي والافتقار للهدف يتسببان في انتحار شخص كل دقائق في أمريكا وأوروبا

في خطابه الأخير بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هـ، دعا قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي – يحفظه الله – المجتمعات الغربية إلى التأمل في واقعها، وما نتج عن ذلك من مفاسد ومشاكل رهيبة، اجتماعية ونفسية وفي كل المجالات، وحذرهم مما حذَّر الله منه في كتابه الكريم، وعن طريق أنبيائه ورسله، من العواقب الوخيمة، والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة.
وهي دعوة تحمل دلالاتها خصوصاً في ظل سعي الغرب الحثيث لتوريط المجتمعات الإسلامية في مستنقع الانحلال الأخلاقي والسقوط القيمي أسوة بمجتمعات الغرب المنحطة تحت دعوى الحرية.
التقرير التالي يسلط الضوء على واقع المجتمعات الغربية وما وصلت إليه من انحطاط أخلاقي وقيمي وانتشار الجريمة بكل أنواعها، كنتيجة طبيعية للتحلل من القيم الأخلاقية والإساءة إلى الأنبياء:
الثورة / محمد الروحاني

أزمة الانحلال الأخلاقي
تعد أزمة الانحلال الأخلاقي من جملة المشكلات الأساسية التي تواجه المجتمعات الغربية وتشهد الإباحية انتشاراً مهولاً في مع تساهل هذه المجتمعات تجاه كافة الممارسات الجنسية ولا يوجد أي إحساس بالخجل من الزنا واللواط أو أي علاقة جنسية شاذة أو محرمة، بل إن وسائل الإعلام جعلت من العار على الفتى أو الفتاة أن يكون محصناً أو محصنة وضاعت العفة عند الرجال، والنساء على حد سواء، وبرزت وسائل الإعلام التي تدعو إلى الإباحية والشذوذ الجنسي باعتبارهما أمراً طبيعياً بيولوجياً.
ومع انتشار الإباحية أصبح التفكك الأسري إحدى ابرز المشكلات في هذه المجتمعات، فوفق الدراسات تسبب الزنا والشذوذ في مشاكل أسرية عدة، منها انخفاض عدد الأسر الأوروبية، وانخفاض معدلات الزواج وتراجع مستوى عمر الزواج، وأيضا ارتفاع معدلات الطلاق في مختلف الاعمار الى ثلث حالات الزواج، لتبلغ نسبة الأسر التي تضم معيلاً واحداً إما الأب أو الأم إلى 16%، وأيضا تزايد اعداد المواليد عن الزنا بشدة، حيث بلغوا في فرنسا في العام 2016م 60%، وفي استونيا 56%،وفي الدنمارك 54%، والبرتغال53%، وبحسب وزارة العدل الأمريكية بلغ معدل الزنا في الولايات المتحدة الأمريكية تحت سن الـ18 عشر ما نسبته 55% حيث يصل في المدن إلى 80% وفي القرى الى33%، كما تبلغ حالات الحمل بدون زواج 350 الف حالة سنوياً، وعمليات الإجهاض أكثر من مليون حالة سنوياً .
كما بلغت حالات التحرش بالطالبات – حسب وزارة التعليم الأمريكية 4 ملايين ونصف مليون حالة تحرش سنوياً بالطالبات.

الشذوذ الجنسي ” المثلية “
تعتبر المثلية جزءاً من الانحلال الأخلاقي في دول الغرب التي تتباهى بدعمها للشذوذ الجنسي وكل ما يتعلق به، وتقدم له الدعم غير المحدود مالياً وسياسياً وإعلامياً وفي مختلف المجالات، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الإنسانية والبشرية والطبيعية، حتى أفلام الكرتون والأفلام السينمائية أصبحت لا تخلو من مشاهد الشذوذ الجنسي.
في عام 2020م، تعرَّضت منصة العرض الأمريكية (نتفليكس) لهجوم واسع النطاق، خصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي؛ بسبب ترويجها للشذوذ الجنسي، كما تعرضت شبكة ديزني للأفلام لهجوم مماثل، بسبب الإيحاءات الجنسية في بعض أفلامها، ما جعل منها خطراً على الأطفال، وهو ما أقرّته المجلة الطبية البريطانية.

الأمم المتحدة تدعو لحماية حقوق المثليين
لم يعد دعم الشذوذ الجنسي ” المثلية ” يقتصر على المنظمات ووسائل الإعلام في الغرب، بل امتد إلى أكبر منظمة تتحكم بمصير العالم ” الأمم المتحدة “، والتي دعت في العام 2013م، الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى “حماية حقوق” الشواذ جنسياً وإلغاء القوانين التي تعمل على التمييز ضدهم، وأقر حينها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن “مكافحة كراهية المثلية الجنسية هو جزء أساسي من كفاح المنظمة لتعزيز حقوق الإنسان للجميع“ – حسب تعبيره ، وسبق هذه الدعوة إنتاج مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عام 2012م، ما يسمى دليلاً لحقوق المثليين “الشواذ جنسياً ” تحت عنوان “يولدون أحرارا ومتساوين” والذي يحدد الالتزامات القانونية الأساسية للدول، وفق نظره.

البداية من أمريكا
في العام 2004م، أصبحت ولاية مساتشوستس أول ولاية أمريكية تصدر قانونًا يجيز زواج المثليين، ومنذ ذلك الحين سارت على دربها 37 ولاية أخرى والعاصمة الأمريكية واشنطن، وكذلك ثلاث عشرة دولة أوروبية ومن بينها النرويج، بلجيكا، هولندا، مالطا، المملكة المتحدة، إيرلندا، السويد، فنلندا، الدنمارك، ألمانيا، إسبانيا، فرنسا، والبرتغال.

ترتيب الدول الغربية من حيث عدد الشواذ
كندا :
تعد كندا الآن موطناً لحوالي مليون شخص يعرفون بأنهم أعضاء في مجتمع “الميم ” ويحتل من تقل أعمارهم عن 25 عاماً الأغلبية وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإحصاء الكندية والذي يسعى لرسم “صورة إحصائية” للسكان المثليين في البلاد.
وبحسب بيانات هيئة الإحصاء الكندية، ارتفع عدد الأزواج من نفس الجنس، من عام 2006م إلى عام 2016م، بنسبة 60.7%.

الولايات المتحدة الأمريكية
يصل عدد السكان البالغين من الشواذ جنسياً “المثليين” في الولايات المتحدة إلى 20 مليونًا على الأقل – وفقًا لتقرير مؤسسة حملة حقوق الإنسان-، وتشير البيانات إلى وجود أكثر من 1٪ أو أكثر من مليوني شخص، من المتحولين جنسياً، ويوجد في ولايتي كاليفورنيا وتكساس أكبر عدد من السكان البالغين من الشواذ “المثليين “، حيث يقدر عددهم بحوالي 2.6 مليون و1.7 مليون على التوالي، أي ما يقرب من 40% من الجيل الأمريكي و30% من المسيحيين الشباب.

بريطانيا
تضاعف عدد الشباب المثليين في المملكة المتحدة “، وتظهر الأرقام الجديدة أن المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية، ارتفاعا من 6.6٪ في 2019م و 4.1٪ في 2016م، وفي عام 2020م تم تحديد شخص واحد من بين كل 20 شخصًا (تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عامًا) على أنهم ثنائيو الجنس، مع تحديد 2.7%على أنهم مثليون و 1.3% على أنهم آخرون.

تشريع زواج الشواذ
يشرّع عدد متزايد من البلدان زواج الشواذ “المثليين” وسط تقدم مطرد في حقوق الشواذ “المثليين والمثليات ” ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية، وقد أجازت 28 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، زواج الشواذ “المثليين” .
ومن البلدان التى يعد زواج المثليين فيها قانونيًا: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وفي أوروبا تم إضفاء الشرعية على زواج الشواذ “المثليين” في هولندا وبلجيكا وإسبانيا والنرويج والسويد والبرتغال وآيسلندا والدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ وآيرلندا وفنلندا ومالطا وألمانيا والنمسا.
ومن أكثر الدول قبولًا والتي تفتح ذراعيها للمسافر المثلي وكذلك تعتبر من الدول تسمح بزواج الشواذ ” المثليين” الدنمارك، فهي أول دولة في العالم تعترف بالشراكات المسجلة من نفس الجنس منذ عام 1989م.
وفي إسبانيا تقع مدينة سيتجيس الساحلية على بعد حوالي 35 كم جنوب غرب برشلونة وهي مأوى الشواذ “المثليين” في إسبانيا وهي بالفعل تعد واحدة من أكبر الوجهات في أوروبا للمسافرين للشواذ.

التوجه لعولمة الشذوذ
لا توجد إحصائيات محددة حول الشواذ ” المثليين” في العالم، فعددهم غير معروف بالضبط، لكن نسبتهم من إجمالي سكان الأرض ربما تصل إلى 5٪ وتنمو هذه النسبة بشكل متسارع مع تحولها إلى موضة وسط المشاهير وفي المحتوى الترفيهي، بشكل يكشف التوجه لعولمة الشذوذ في العالم.

سلوك مخالف للفطرة الإنسانية
يرى المراقبون أن ظاهرة الشذوذ الجنسي ظاهرة غير طبيعية وغير أخلاقية وتشكل سلوكاً مخالفاً للدين والقيم الإنسانية ومخالفة للفطرة الإنسانية.
ووفق المراقبين فإن السبب وراء دعم الشواذ بشكل كبير ماليا وإعلامياً، هو الماسونية العالمية التي تهدف إلى ضرب المجتمعات والأديان ونشر الإلحاد، من خلال جوانب عدة، أهمها استهداف المرأة “مشاريع الجندرة ” التي تبدأ من خلال ما يسمى “تمكينها في المجتمع ” والتي تنتهي بنشر أفكار غريبة ودخيلة على المجتمع”، موضحين أن كثيراً ممن حظر هذه المشاريع انتهى به الأمر لدعم الشواذ “المثليين وحقوقهم”، وغيرها من الأفكار الغريبة والسامة.
وحذّر المراقبون من خطورة دعم الشواذ جنسياً خاصة وأن الهدف هو تدمير المجتمعات.. مؤكدين أن المجتمع الأوروبي بات يوصف بأنه مجتمع عقيم، إضافة إلى انتشار الأمراض .
ويرى المراقبون أن خطورة هذه الحركات تكمن في أنها تؤدي إلى تدمير الفرد من خلال القضاء على فطرته الإنسانيّة وتحوّله إلى كائن “هجين” تتحكم به الشهوة الجنسية التي تدفعه للقيام بعمليات التحوّل الجنسي التي لها عواقب وخيمة على بنية هذا الكائن وسلوكه، وتؤدي إلى تفكيك عرى الأسرة من خلال القضاء على مؤسسة الزواج الشرعي، وإحلال محله ما يسمى “زواج المثليين” الذي ينتهي لتشريع اللواط والسحاق والسفاح، وضياع الأنساب، ثم تفكك المجتمعات وتحويلها إلى قطعان من الكائنات “الشهوانيّة ” وانتشار الأوبئة والأمراض السارية التي تنشأ من الممارسات الجنسية الشاذة، كما تؤدي إلى القضاء على العقائد والشرائع السماويّة من خلال فرض الاتفاقيات الدولية على الحكومات، بما تتضمنه هذه الاتفاقيات من نصوص مخالفة للشرائع والقيم الأخلاقية.

اليهود وصناعة الإباحية
أكدت العديد من الدراسات أن من يسيطر على الأموال في صناعة الإباحية هم الصهاينة الذين يتقنون تحويل مواطنين أحرار ومستقلين إلى عبيد، حيث أنهم يفعلون هذا ببطء وبطريقة غير محسوسة، دون عنف، وبمشاركة العبيد المستعدين.
فمنذ فترة ما بعد الحرب 1950م، هيمن اليهود على أغلب مجالات إنتاج الإباحية، ويعد الباحثون أسباباً أعمق من مجرد الربح المادي والتكلفة الرخيصة للإنتاج مثل التمرد على القيم المحافظة، والرغبة في إفساد الناس، والانفتاح واستعبادهم من خلال المحتوى الإباحي الذي اتخذوه كسلاح، فالآثار النفسية الضارة للإباحية معروفة جيداً، وآثارها واضحة مثل التساهل في أي رغبة ” الادمان ” وعندما يصبح الإنسان مدمناً على شيء ما يمكن التحكم به بسهولة، وهذه هي الطريقة التي يمكن ان تستخدم لتعزيز الرغبات الأساسية كسلاح.
وعقب انتشار المجلات ومنافذ البيع الإباحية في فترة ما بعد الحرب 1950م فصاعدا، تصاعد النفوذ اليهودي في الصناعة، وبرز اسم “روبين ستيرمان” وصار المنتج الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، وخلال عقد السبعينيات كان يمتلك أكثر من 200 متجر للمجلات الإباحية، وطبقا لنايثين أبرمز- أستاذ التاريخ الأمريكي بجامعة أبردين: “لم يستطع أحد أن يحصل على محتوى إباحي إلا بالمرور عبر ستيرمان الذي كان بمنزلة الأب الروحي للصناعة الإباحية العالمية.
ومع تقدم التقنية وتطورها، استمرت الهيمنة اليهودية، إذ أن جميع رواد “البزنس” الإباحي، هم يهود في الغالب، أو لديهم روابط يهودية، أو في وقت من الأوقات عملوا تحت إمرة يهود، وهذا يؤكد وقوف الصهيونية وراء نشر المفاسد الأخلاقية في أوساط المجتمعات الغربية.

المخدرات وجرائم القتل
في بداية العام 2021م أعلن خبراء في مكافحة ومراقبة المخدرات في الاتحاد الأوروبي عن ضبط كميات قياسية من الكوكايين في أوروبا، وحذروا من “توطين” صناعة المخدرات في بلدان الاتحاد، وتم ضبط أكثر من 214 طنا من الكوكايين في أوروبا في العام 2020م، ويعتقد خبراء من مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان عليها أن الكمية قد تصل إلى 300 طن في عام 2022م، وفي حين أن معظم تصنيع الكوكايين يجري في كولومبيا وبيرو وبوليفيا، يشعر خبراء الاتحاد الأوروبي بالقلق من المعالجة التي تجرى له الآن داخل الكتلة المكونة من 27 دولة، لا سيما في بلجيكا وإسبانيا وهولندا.
وصرح أليكسيس غوسديل – مدير مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان عليها، أن الأوروبيين يواجهون تهديدا متزايدا من سوق مخدرات أكثر تنوعا وديناميكية مدفوعا بتعاون وثيق بين المنظمات الإجرامية الأوروبية والدولية، وقد أدى ذلك إلى مستويات قياسية من توافر المخدرات وتزايد العنف والفساد، ومشاكل صحية أكبر.
ووصل وباء المخدرات في الولايات المتحدة إلى علامة فارقة أخرى عندما أعلنت الحكومة أن أكثر من 100 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الجرعات الزائدة بين أبريل 2020م وأبريل 2021م، وفقا للبيانات المؤقتة الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأظهرت بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنه تم تسجيل أكثر من 100 ألف وفاة سببها تعاطي جرعات زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة خلال فترة سنة امتدت بين أبريل 2020م -أبريل 2021م.
وحيثما توجد مخدرات، فغالبًا ما تكون هناك أسلحة وجرائم فيها عنف وقتل، وجرائم منظمة حيث تنشط 5000 منظمة إجرامية في أوروبا،، أكثر من ثلثها متورط في تجارة المخدرات.
ووفق إحصائيات، يقتل كل يوم أكثر من 110 أمريكيين بمسدس أو بندقية، بما في ذلك حالات الانتحار والقتل، بمعدل بلغ 40620 حالة تقريبًا كل عام.
وفقًا لتقرير جديد صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، مات 47،646 شخصًا في الولايات المتحدة انتحارًا العام الماضي، أي بمعدل حالة وفاة انتحارًا كل 11 دقيقة، كما تُسجل 14 حالة انتحار كل دقيقة في المانيا، وينتحر شخص كل ساعة في فرنسا.

شهادات
حذر عالم النفس الأمريكي الشهير “إريك فروم” الذي يعتبر الرجل الثاني في مجاله سمعةً بعد النمساوي فرويد، من عاقبة التفسخ والانحلال الذي تشهده أمريكا.
ففي كتابه مجتمع سوي يشير فروم إلى أن المجتمع الغربي عامة والأمريكي خاصة عوض أن يدخل مرحلة من السلم الروحاني والصفاء الذهني، مستفيداً من مخرجات الحداثة، وجد نفسه أمام أعطاب وتحديات لا نهاية لها، منها الأمراض الذهنية والانتحار.
يقول الكاتب المغربي علي الرباج: إن المجتمع الغربي وصل إلى نتائج كارثية بسبب الانحلال والتطبيع مع الظواهر الشاذة، ففي معظم الدول الأوروبية تنتشر “صناديق الأطفال” المتخلى عنهم التي باتت حديث المجتمعات الأوروبية، خاصة أنها ظاهرة ترتبط بالقرون الوسطى، وعودتها مؤشر على أن الحضارة الغربية تتقهقر، وتتجول سيارات تمكن الناس من معرفة آبائهم الحقيقيين! إنها فوضى الحرية، بحسب الكاتب.
ويضيف الكاتب في كتابه حول (انحلال أخلاقي يهدد الأسرة ومعدلات انتحار تتزايد بشكل مخيف.. هل ينهار المجتمع الأمريكي قريباً؟): اليوم تعيش أمريكا أصعب أيامها، فحوادث إطلاق النار لا تتوقف، وآخرها حادثة المدرسة الأليمة التي راح ضحيتها أطفالاً صغاراً لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في مجتمع الحرية اللانهائية… لقد أفضت الحرية المفرطة إلى أنه أضحى من حق الناس أن تبرر الجرائم بالحالة النفسية والمادية للمجرم، أو بتاريخه الأسري، وبما أن المجتمع الأمريكي متفسخ ويعيش فيه الإنسان حالة من اللاغاية والاغتراب، فلا أرى أن الوضع سيتحسن، بل أعتقد أن حالات كهذه لن تتوقف وستتضاعف إلى الحد الذي يمسي العيش في أمريكا مستحيلاً، قد لا يكون هذا بعد سنة أو سنتين، لكن هذا واقع لا محالة.

الانحلال في أبشع الصور
ونعيد هنا كتابة قصيرة لـ(قاسم آل ماضي) حول (السقوط الأخلاقي في أمريكا) ذكر فيه بأن هُناك برنامجاً تلفزيونياً يسمَّى (أنت لست الأب)، وهو من أنجح البرامج التلفزيونيَّة في الولايات المُتَّحدة، حيث تقوم إمراةٌ بدعوة عددٍ من الرِجال الذين أقامت معهم علاقةً جنسيَّةً للبرنامج، وذلك ليخضعوا لفحص الحِمض الوراثي DNA لمعرفة من هو والد طِفلها أو طِفلتها، ومن أغرب الحالات في البرنامج حالة (روزاليندا) والتي دعت أكثر من 18 رجلاً للبرنامج، وخضعوا جميعاً للتحليل حتَّى تتعرَّف على والد طِفلها (بيكاروا)، لكن نتيجة التحليل كانت سلبيَّةً ولم يكُن أي منهم والد طفلها، حيث تسبَّب ذلك بانهيارِ الطفل (بيكاروا) ذي الـ 11 سنة ودخوله في موجة بُكاء.. البرنامج قدَّم أيضاً أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكُّد من نَسَبِ أطفالهم إليهم، وكانت النتيجة سلبيَّة أيضاً، وبذلك ظهرت خيانة بعض الزوجات.
جدير بالذكر أن البرنامج يُعرض مُنذ العام 1991م ومُكوَّنٌ من 19 موسماً و3500 حلقة، في كُلِّ حلقةٍ يتم عرض 3 حالاتٍ على الأقل، ويُعرض على قناة NBC الأمريكية، كما يظهر البرنامج مدى الانحلال الأخلاقي وضياع الأنساب الذي يُعاني مِنه المُجتمع الأمريكي خصوصاً والغربي على العموم.
ولأجل ذلك يُحاربون نظام الأُسرة في المُجتمعات الإسلاميَّة عموماً والعربيَّة على الخصوص، وذلك عبر المُنظَّمات النسويَّة المُتمرِّدة على الدين والقِيم، أو ما تُسمَّى بمُنظَّمات حقوقِ المرأة، بدعوى أنَّ الإسلام ظلم المرأة، كما يكشف لنا هذا البرنامج مدى الاضطهاد والاهانة التي تُعاني منها المرأة الأمريكية وهي تبحث عن هويَّة والد طِفلها، وبعد ذلك كُلُّه يأتيك شخصٌ مخدوعٌ يظُنُّ أنَّه مُسلمٌ حقَّاً لينتقد شريعتنا لتحريمها مثل هكذا علاقاتٍ تحت سِتار الحُريَّة الشخصيَّة، ثُمَّ يطعن في الحدود التي شرَّعها ﷲ لِحِفظ العِرض ومنع اختلاط الأنساب، وأنَّ هذه جاهليَّةٌ وتصرُّفاتٌ بربريَّةٌ ولَّى عنها الزمن، (إنْ هُم إلَّا كالأنعامِ بَلْ هُم أضلُّ سَبيلا).. صدق الله العظيم

قد يعجبك ايضا