تطورات ساخنة في الأراضي المحتلة:
ارتقاء شهداء وإصابة عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات مع كيان الاحتلال في مدن الضفة وفصائل المقاومة تؤكد استمرار وتصاعد العمل الجهادي
الثورة / متابعات
أكد متحدث حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أن الفصائل في حالة تقييم لما يجري في الضفة والفعل المقاوم سيستمر ويتصاعد، وهناك تنسيق بين كل فصائل المقاومة.
وفي مداخلة على فضائية المسيرة، أمس الجمعة، قال سلمي إن “العدو الصهيوني سيدفع ثمن جرائمه في نابلس وشعبنا سيقاتل كما قاتل الشهيد عدي التميمي”.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قد زفّت أمس، إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية شهيدها المجاهد: صلاح عبد الله بريكي (19 عامًا) ابن “كتيبة جنين”، الذي ارتقى، فجر أمس الجمعة، برصاص العدو الصهيوني أثناء تصديه لاقتحام قوات العدو الصهيوني مدينة جنين.
وقالت الحركة في بيان لها :”إننا في حركة الجهاد الإسلامي إذ ننعي الشهيد صلاح الذي التحق بقافلة شهداء جنين الذين صنعوا المجد وقدموا واجبهم على طريق القدس، لنؤكد أن هذه الدماء الطاهرة سوف تسعّر من انتفاضة شعبنا وستكتب نصره على هذا العدو المجرم”.
وباركت الأيدي المباركة لمجاهدي “كتيبة جنين” في سرايا القدس، ومقاومي شعبنا الأبطال، الذين يسطرون ملاحم العز والفخار لشعبنا في وجه العدوان الصهيوني الذي يستهدف أهلنا ومقدساتنا ويتصدون لجنوده ومستوطنيه على امتداد الضفة الباسلة.
من جهتها نعت حركة حماس، أمس الجمعة، الشهيد صلاح بريكي الذي ارتقى خلال اقتحام قوات خاصة للعدو الصهيوني مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة فجر أمس.
وقالت حركة حماس في بيان “ننعي إلى جماهير شعبنا وأمَّتنا الشهيد البطل: صلاح بريكي (19 عامًا)، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال التصدّي لاقتحام مدينة جنين الليلة الماضية، ونعاهد شعبنا أنّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأنّ ثورتهم ضد المحتل ستزهر نصراً وتحريراً وتمكيناً، بإذن الله”.
وأكدت أنَّ اقتحامات العدو وحصاره للمدن لن يكسر إرادة شعبنا وتمسكه بحقوقه وإيمانه بوعد الله القريب بالتحرير الشامل والعودة.
وشدّدت على أيدي أبناء شعبنا لمزيد من التكاتف والالتفاف حول خيار المقاومة والسير على نهج الشهيد المقدام عدي التميمي، وكلّ إخوانه الشهداء الذين قاتلوا العدو واشتبكوا معه بكل بسالة حتَّى الرَّمق الأخير، انتصاراً للمسجد الأقصى وتلبية لندائه.
وأصيب عشرات الفلسطينيين، أمس، خلال مواجهات متفرقة مع قوات العدو “الإسرائيلي” في مدن الضفة المحتلة.
وأفاد الهلال الأحمر، بإصابة 64 مواطنًا خلال مواجهات بيت فوريك وحوارة قضاء نابلس.
كما أصيب عدد من المواطنين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات العدو الإسرائيلي على حاجز حوارة جنوب نابلس.
وأطلق جنود العدو الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت صوب المواطنين.
وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل بأن 22 مواطنا أصيبوا بالاختناق خلال المواجهات، عولجوا ميدانيا.
وقرب حاجز بيت فوريك، أصيب سته مواطنين أحدهم بالرصاص الحي، وخمسة بالمعدني المغلف بالمطاط، و35 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، كما اعتقل جنود العدو الشاب ربحي معزوز مليطات.
كما وقعت إصابتان برصاص العدو الصهيوني إحداهما لطفل خلال المواجهات في كفر قدوم شرق قلقيلية.
وأشارت مصادر طبية إلى أن قوات العدو احتجزت طاقما طبيا تابعا للهلال الأحمر والإغاثة الطبية، وفتشت مركبات الإسعاف، واستولت على بعض المواد من متطوعي الإغاثة، ومنعت الطواقم من المرور عبر الحاجز.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن مجموعة من مستوطني “يتسهار” هاجموا المواطنين خلال قطفهم ثمار الزيتون شمال حوارة في نابلس، ورشقوهم بالحجارة في محاولة لإبعادهم عن الأراضي.
وفي الخليل، اعتدى مستوطنون، أمس، على مركبات المواطنين عند المدخل الجنوبي لمدينة الخليل “الحرايق”.
وأوضحت مصادر محلية، أن المستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتدوا على المركبات عند الطريق الالتفافي قرب مستوطنة “حاجاي” المقامة على أراضي المواطنين، وأعاقوا تحركات الأهالي بين بلدات الخليل الجنوبية.
إلى ذلك أصيب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، صباح أمس الجمعة، جراء اعتداء جيش العدو الصهيوني خلال مشاركته في فعالية قطف الزيتون مع المزارعين، في بلدة قفين شمال طولكرم بالضفة الغربة المحتلة.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن قوات العدو أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المشاركين في الفعالية، ما أدى لإصابة الوزير شعبان بالاختناق الشديد، نقل إثرها إلى المستشفى في مدينة طولكرم، فيما أصيب مرافقه علي صباريني بعيار معدني مغلف بالمطاط في الفخذ، أطلقه جنود العدو صوبه من مسافة صفر، نقل إثرها للمستشفى.
وقال رئيس بلدية قفين وليد صباح:” إنه خلال تواجد طواقم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مع المزارعين لمشاركتهم في قطف الزيتون بأراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها، قام جنود الاحتلال والمستوطنون بمحاصرتهم ومنعوهم من التقدم نحو الأراضي المستهدفة”.
وأضاف صباح: “عندما حاولنا الوصول إلى أشجار الزيتون، اعتدى جنود الاحتلال علينا وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة صوبنا، والأعيرة “المطاطية”، ما أدى لإصابة الوزير شعبان بالاختناق الشديد، وإصابة مرافقه بعيار معدني”.
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قد أعلنت، في وقت سابق، أن “الوزير مؤيد شعبان وطاقم الهيئة ونشطاء المقاومة الشعبية، يتعرضون لحملة تحريض إسرائيلية غير مسبوقة عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
وأضافت أن “المجموعات الاستيطانية تحرّض على الوزير شعبان وتطالب بمعاقبته وتصفه بالإرهابي المطلق سراحه”، مشيرةً إلى أن “هذا التحريض بدأ ينعكس على أرض الواقع، من خلال استهداف الوزير شعبان من قبل جنود العدو في مختلف فعاليات المقاومة الشعبية”.
إلى ذلك أدى عشرات آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس، إن 50 ألف فلسطيني، أدوا صلاة الجمعة في “الأقصى” وسط إجراءات مشددة من قبل العدو الإسرائيلي على أبواب المسجد.
وتفرض سلطات العدو قيودًا على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة، لأداء الصلاة.
وتنتشر شرطة العدو في أرجاء الحرم القدسي، وسط إجراءات مشددة وتفتيش للمواطنين، كما تنتشر على الحواجز حول مدينة القدس، لمنع وصول الفلسطينيين من سكان الضفة إلى المسجد.
كما أدّى الآلاف من الفلسطينيين، أمس الجمعة، صلاة الفجر في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، والإبراهيمي في الخليل، وعدة مساجد في محافظات بالضفة الغربية المحتلة، وخاصة في البلدة القديمة من نابلس لإحياء فعالية “الفجر العظيم – فجر الشهداء”.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن عشرات الآلاف من المواطنين وصلوا للمسجد الأقصى المبارك من كافة مناطق الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل منذ ساعات الفجر الأولى، وأدوا صلاة الفجر في رحابه.
كما توافد الفلسطينيون إلى المساجد المختلفة، مرددين التكبيرات والهتافات التي تمجد الشهداء والمقاومة، وتؤكد السير على طريقهم والوفاء لهم، وفي أعقاب أداء الصلاة، تم توزيع الحلوى وغيرها على أبواب المساجد.
وحاولت قوات العدو من خلال حواجزها التي نشرتها في مختلف أزقة البلدة القديمة إعاقة وصول المصلين للمسجد الأقصى المبارك، إلا أنهم تحدوا هذه الإجراءات ووصلوا للمسجد الأقصى.
ودعا المقدسيون إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والحشد والمشاركة في الفجر العظيم، لمواجهة مخططات الاحتلال التهويدية، ومحاولة تقسميه زمانيا ومكانيا، في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين.
وانطلقت دعوة “الفجر العظيم” لأول مرة من المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل في نوفمبر 2020؛ لمواجهة المخاطر المحدقة بالمسجد واقتحام قوات العدو وقطعان المستوطنين المتكرر له، ومحاولات تهويده، وأداء الطقوس التلمودية فيه، ومن ثم انتقلت إلى المسجد الأقصى المبارك.