بطولات وأنشطة رياضية ضعيفة

حسن الوريث

 

نهاية كل عام تحاول الاتحادات الرياضية أن تنشط بإقامة بطولة هنا أو بطولة هناك وأكثرها تسمى بطولات الجمهورية والذي يجمع بينها أنها بطولات كلفتة بعضها يوم أو يومان أو ثلاثة أيام في أحسن الأحوال، وكل ذلك ربما ليس من أجل إقامة هذه الأنشطة، ولكن الهدف هو إخلاء العهدة رغم أن ما يتم رصده مبالغ ضئيلة بحسب شكاوى مسؤولي الاتحادات إلا بعضها وهي المحظوظة التي تستلم من صنعاء ومن عدن ولديها جوازات مرور هنا وهناك.
لو أن قطاعات الوزارة قامت بدراسة الموضوعات بشكل جدي وبرؤية والاستفادة من تجارب الآخرين لكانت اتخذت قرارات لخدمة الرياضة وليس فقط للحفاظ على المال، لأن المال في خدمة الرياضة وليس العكس، وإذا أردنا تطويرها فلا بد من النظر إلى دول كثيرة سبقتنا وأكبر دليل على ضعف وهزالة البطولات الرياضية ونتائج أنديتنا في بطولة العرب لكرة السلة وغيرها من البطولات والمشاركة الإقليمية، أما الدولية فمازلنا بعيدين عنها بسنوات ضوئية.
كما نقول دوما إن اليمن يمتلك مخزوناً بشرياً كبيراً وجلهم من المبدعين لكنهم بكل صراحة يفتقدون للرعاية والاهتمام وكل اتحاد رياضي يغني على ليلاه وما يهمها هو المخصصات الضئيلة التي يتم تقاسمها بين الرياضيين والاتحادات وتنظيم بطولات هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تفي بالغرض المطلوب منها في دعم المواهب والإبداعات ورعايتها وقبل ذلك اكتشافها وأعتقد أن هذه التي نطلق عليها مجازا بطولات لكنها فعلا لا ترقى إلى مستوى ألعاب الأحياء والحارات الشعبية، فبطولات ساندويتشية هزيلة لا يمكن أن تصنع رياضة أو نجوماً بالمستوى المطلوب الذي يليق بالبلد.
قلنا أكثر من مرة أن معالجة أي قضية أو مشكلة تحتاج إلى دراستها من كافة جوانبها ومعالجتها أولا بأول وعدم تركها تتفاقم واتخاذ القرارات المناسبة في وقتها والتي بالتأكيد ستسهم في تحقيق النجاح المطلوب، أما ما يحدث الآن فليس في مصلحة الرياضة.. والأمر مطروح بين يدي مسؤولي وزارة الشباب والرياضة للعمل على إيجاد آلية تقييم حقيقية لأداء الاتحادات الرياضية، أم أن ذلك ليس من مسؤولية الوزارة؟ وما جدوى إقامة مثل هكذا أنشطة وماهي الفائدة التي يمكن أن تعود على الرياضيين وهم يتجمعون نهاية العام لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع للمشاركة في أنشطة ومن ثم يعودون إلى بيوتهم لاستكمال النوم بقية العام؟ وهل يمكن أن تصنع هذه الأنشطة أبطالا ونجوما ينافسون غيرهم ممن يظلون في نشاط وبطولات ومشاركات متواصلة ومستمرة على مدى العام؟، نتمنى أن تعمل وزارة الشباب والرياضة على تقييم الوضع للخروج بهذه الاتحادات من بوتقة الروتين والبطولات الوهمية الضعيفة.

قد يعجبك ايضا