أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هـ أن الانحراف في مسيرة البشر عن هدى الله وتعاليمه هو السبب في الشقاء والتعب والعناء، الله كرم الإنسان وسخر له النعم في السماوات والأرض وأسبغ عليه النعم المادية والمعنوية، وكلما تجاهل الإنسان هذه النعم فهو يخسر، والبديل عن هداية الله هو غواية الشيطان الرجيم، عدو الإنسان الأول، ويعتمد الشيطان في مساعيه للاضلال والإفساد، على الشراكة في المال والأولاد مع بعض بني البشر، وهؤلاء هم الطاغوت، وكل مساعي الطاغوت والاستكبار ومن يرتبط بهم في كل زمان، ويمثلهم في زمننا الإسرائيلي والأمريكي، في نشر المفاهيم المسيئة والخاطئة، والإلحاد والشرك بالله تعالى، يسعون إلى فصل الناس عن الأنبياء والرسل كقدوة وعن كتب الله، وسعيهم المستمر لتقويض القيم والأخلاق من خلال قيامهم بنشر رذيلة الزنا والمثلية والمخدرات والخبائث، وسعيهم المستمر لتغييب العدل من الحياة وتمكينهم للظلم والظالمين والقتل الجماعي وممارسة كل أشكال الظلم، وسعيهم المستمر لإماتة شعور الإنسان بالمسؤولية وهذا عودة للجاهلية..
كانت رحمة الله بهذه الأمة خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعلى آله والذي ولد في عام الفيل وهو العام الذي أهلك الله فيه أبرهة، ونشأ رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله في بيئة الإعداد الإلهي ، وبلغ مبلغاً عظيما وصل فيه إلى ذروة الكمال البشري، وقد جسد مبادئ الرسالة الإلهية على أعلى مستوى، ونزل الله عليه القرآن، وحمل روحية القرآن بحرصه العجيب على هداية الناس، حريص على أن تكون هذه الأمة عزيزة، ومن أعظم مزاياه رحمته وصبره وتحمله، وتحدث القرآن عن كماله الإنساني العظيم، وسخر كل ما منحه الله من المؤهلات لتقديم هدى الله خالصا من كل ضلال، وحقق انحازا عظيما وقوض كيانات الطاغوت ودخل الناس في دين الله أفواجا، ونقل الأمة من الجاهلية إلى أعظم قيادة بشرية عرفها العالم، ان سيرة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وكيف تحرك بالقرآن الكريم وكيف كانت طريقته في التغيير، كل هذا درس مهم يحتاجه المسلمون للاتجاه الصحيح، والتغيير نحو الأفضل وحل كل المشاكل التي تعاني منها البشرية والفلاح في الدنيا والآخرة..
إن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وعلى آله هو العنوان الأول الذي ينبغي أن يرتقي للمستوى المطلوب، إيمان صادق وواعٍ ومعرفة به وثقة تامة به وان نحبه ونتولاه، وإيمان الإقرار وحده لا يكفي، ولكن الإيمان المطلوب بالمستوى اللازم بالرسول، والعنوان الثاني هو التعظيم والتعزير للنبي من واقع الإيمان بإيمانه ومعرفته ودرجته عند الله والاعتزاز به، والعنوان الثالث هو نصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله والذي ضحى وصبر من أجل إيصالها، نصروه فجاهدوا في سبيل الله والتصدي لكل محاولات الأعداء لطمس الحق الذي جاء به، نصروه بمحاربة كل من عادوه، والعنوان الرابع هو اتباع النور الذي أُنزل معه وهو القرآن الكريم، وهو النور الذي يستوعب من العلم والمعارف ما يفوق أي خيال، والقرآن هو المعجزة الخالدة بحكمته ونوره ومعارفه، وهو النور الذي يرتقي بالمسلمين إلى درجة الوعي والبصيرة، واتبعوه كمنهج في مسيرة حياتهم ومواقفهم، وهذه العناوين الإيمانية هي التي ستحقق النتيجة الكبرى وهي (أولئك هم المفلحون) وهؤلاء الله يحبهم ويعزهم ويؤيدهم بنصره ورعايته الواسعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة يحظون بالنجاة من العذاب، وغيرهم مصيرهم هو عذاب جهنم..
لن ينقذ أمتنا من الخسران الذي خسرته، إلا بالعودة العملية الواعية الصادقة للقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وفق العناوين الأربعة، إن رسالة الله تعالى لتحرير الإنسان من الطاغوت وهي مشروع عزة وكرامة وفلاح في الدنيا والآخرة وهي الصلة الإيمانية بالله تعالى، والمشروع الناجح الموعود من الله بالنصر والظهور، وهي مشروع الخلاص والإنقاذ للبشرية، ومن هنا نؤكد، أولا: دعوة مجتمع الغرب إلى الكف عن الإساءة والعداء للأنبياء وكتاب الله والكف عن إحراق المصاحف والكف عن مساعيهم الشيطانية لإفساد الشعوب، وأدعوهم للتغيير في واقعهم وأحذرهم مما حذرهم الله في كتابه من العواقب الوخيمة في الدنيا والآخرة وادعوهم للتحرر من الصهيونية التي تستعبدهم، ثانيا نوصي أنفسنا وامتنا باتباع كتاب الله والرسول وفق العناوين الأربعة، ثالثا: نؤكد على موقفنا القرآني مع قضايا الأمة وأولها المسجد الأقصى ومواجهة التطبيع ، رابعا: ادعو تحالف العدوان على اليمن إلى وقف العدوان والحصار والاحتلال وادعو شعبنا إلى الاستمرار في مواجهة العدوان ..